ذكور العناكب تتبنى استراتيجية غير معتادة للنجاة من الأكل

منوعات

ذكور العناكب تتبنى استراتيجية غير معتادة للنجاة من الأكل

26 نيسان 2022 14:53

لاحظ رديارد كيبلينغ بشكل مشهور في قصيدة عام 1911 أن "أنثى النوع أكثر فتكاً من الذكر"، وقد استشهد على وجه التحديد بإناث الدببة والكوبرا، ولكن المشاعر ستنطبق بالتأكيد على العديد من أنواع العنكبوت، حيث أن بعض إناث العناكب تأكل الذكور عادة بعد التزاوج، وهو سلوك يُعرف باسم أكل اللحوم الجنسي، ولكن تبنى الذكور في نوع واحد من عنكبوت "نسج الجرم السماوي" استراتيجية دفاعية غير عادية، وفقاً لورقة بحثية جديدة، حيث  يقذفون أنفسهم بعيداً فور التزاوج على أمل الحصول على جولة أخرى قبل أن يؤكلوا، وغالباً ما يطيرون في الهواء بسرعة كبيرة جداً بحيث لا تستطيع الكاميرا العادية التقاط التفاصيل.

عناكب نسج الجرم السماوي

يشكل هذا النوع مستعمرات يكون فيها للعناكب شبكات فردية مرتبطة بشكل فضفاض لتشكيل مجمع ويب متكتل، وفقاً للمؤلفين، ويمكن لهذه الشبكات المجتمعية أن تأوي ما يصل إلى 215 عنكبوت، مع نسبة ذكر إلى أنثى تبلغ حوالي 1.5. أجرى الفريق مسحاً على 477 شبكة مجتمعية في هذا المجال، وأشاروا إلى أن إناث العناكب نادراً ما تترك شبكاتها وبعد ذلك عادةً فقط إذا تم تدمير الشبكة التكتلية، لكن ذكور العناكب انتقلت من شبكة إلى أخرى بحثاً عن رفقاء بمجرد بلوغهم مرحلة النضج الكامل.

ونعم، أثبتت الإناث أنها عدوانية بشكل خاص أثناء عملية التزاوج، والتي غالباً ما تنتهي بأكل اللحوم الجنسي، واستطاعت ذكور العناكب التي نجت من هذا المصير أن تقذف نفسها بعيداً بسرعة بمجرد انتهاء التزاوج، وعادة ما ينتج ذكور العناكب خط جر مثبت على شبكة الأنثى أثناء المغازلة، والتي ظلت في مكانها أثناء التزاوج، وبمجرد الانتهاء من الفعل وتحرك العنكبوت الأنثوي للهجوم، دفع العنكبوت الذكر نفسه بعيداً عن الشبكة وتراجع إلى بر الأمان.

ومن أجل تجاربهم المعملية لدراسة سلوك المنجنيق، جمع الفريق العناكب، ذكوراً وإناثاً على بعد ذرة واحدة فقط من مرحلة البلوغ، من حديقة المناظر الطبيعية لبحيرة ووهان الشرقية في الصين، وتم تخزينها في قوارير مغطاة بالرغوة وإطعامها ذباب الفاكهة اللذيذ مرتين في الأسبوع حتى تنضج.

اختار العلماء بشكل عشوائي ذكراً غير متزوج ووضعوه في حاوية تربية أنثى غير متزوجة تم اختيارها عشوائياً، واستهلكت أنثى العنكبوت حوالي 20 ذبابة فاكهة مسبقاً للتأكد من أنها لم تكن جائعة، ثم قاموا بتسجيل كل ما حدث خلال الساعة التالية: المغازلة، الإيلاج، القذف، وما إذا كانت أنثى العنكبوت قد هاجمت رفيقها وما إذا كان قد نجا، واستخدم الفريق كل عنكبوت مرة واحدة فقط ثم أعادوهم إلى البرية، بافتراض أنهم لم يؤكلوا.

من بين 155 زواجاً ناجحاً، قفز ذكور العناكب بعد 152 حالة زواج، مما يضمن بقائهم على قيد الحياة، وسجل الفيديو عالي الدقة سرعة ذروة متوسطة تبلغ 65 سم في الثانية، تتراوح من حوالي 30 سم في الثانية إلى 90 سم في الثانية تقريباً، وكان متوسط ​​التسارع حوالي 100 متر في الثانية، ولف الذكور حوالي 175 مرة في الثانية أثناء التحليق في الهواء، وقُتل العناكب الثلاثة الذين لم يقذفوا نفسهم في هذه التجارب.

سلوك القذف لدى ذكور العناكب

أجرى المؤلفون مجموعة أخرى من التجارب لتحديد ما إذا كان سلوك القذف لدى ذكور العناكب مكوناً أساسياً في عملية التزاوج وللتأكيد على أن هذا السلوك يعمل على تقليل حالات أكل الذكور من قبل زميلاتهم، ووضعوا فرشاة دقيقة بالقرب من ظهر الذكر لمنع سلوك القذف، وقُتل جميع هؤلاء العناكب الثلاثين، مما يدل بوضوح على أنه إذا أراد عنكبوت ذكر أن يتجنب أن يأكله رفيقه، فإنه يحتاج إلى المنجنيق.

ولكن كيف تمكنت العناكب الباقية من القفز بعيداً بهذه السرعة؟ أجرى الفريق تجارب عديدة لتحديد ما إذا كان خط الأمان هو سبب سلوك القذف، سواء عن طريق قص الخيط أثناء التزاوج أو عن طريق وضع طبقة رقيقة من الغراء الفائق على أطراف مغازل ذكور العناكب لمنع إنتاج الحرير، حيث لا يزال الذكور قادرين على القذف.

استنتج الفريق أن الساقين كانت الآلية الأساسية، حيث استخدموا مجهر إلكتروني للمسح للبحث عن أي هياكل فيزيائية خاصة يمكن أن تؤدي إلى حركات القفز الباليستية هذه، ووجدوا أن مفصل عظم القصبة الفوقية لا يحتوي على عضلة باسطة، لذلك يمكن لعناكب الذكور بناء ضغط هيدروليكي عن طريق ثني المفصل ضد أنثى العنكبوت، وعندما يتم تحرير المفصل، يتمدد بسرعة ويطلق الذكر في الهواء، ومع ذلك، لم يجد الباحثون أي دليل على آلية قفل للحفاظ على تركيز الساقين أثناء مرحلة الضغط، وهو جانب يتطلب مزيداً من البحث.

المصدر: ARS Technica