أبو الفضل شومان يوصل صرخة مرضى السرطان إلى المعنيين ويكشف التحرك المقبل

تقارير وحوارات

أبو الفضل شومان: أزمة أدوية مرضى السرطان في لبنان كارثة حقيقية وليس هناك أهم من تأمين الدواء

ندى درغام

5 حزيران 2022 14:58

بات مرضى السرطان في لبنان، يعيشون معاناة مضاعفة، بعد أن بدد إهمال الدولة وعجزها عن تأمين الدواء لهم، آمالهم بالتغلب على المرض والشفاء منه.

ففي ظل الأزمة التي تضرب لبنان، وجد مرضى السرطان أنفسهم يدفعون حياتهم وصحتهم ثمنا لما حل ببلدهم، وسط إهمال من المسؤولين وعدم اكتراث الدولة التي تركت هؤلاء المرضى لمصيرهم المحتوم، فمن يملك المال يأتي بالدواء من الخارج ومن لا يملك المال، يبقى بانتظار الموت أمام أعين السلطات التي لم تتخذ حتى الآن خطوة في هذا الملف الإنساني الحساس.

ومن هنا برزت أهمية الحالة الاجتماعية التعاونية من خلال بعض الحملات والجمعيات التي تعمل على مد يد العون لهؤلاء المرضى إلا أن غلاء الدواء يشكل عقبة كبيرة أمام مهامها الإنسانية وسط الارتفاع الكبير في أعداد المحتاجين لهذه الأدوية.

ومن هذه الحملات برزت حملة "وتعاونوا"، التي تعمل من مبدأ إنساني لجمع المساعدات العينية وتوزيعها على المحتاجين، إضافة إلى محاولتها تأمين التمويل عبر التبرعات لتوفير الأدوية لمرضى السرطان، وبدا واضحا الجهد الكبير الذي تبذله الحملة في سبيل توفير الدواء ومساعدة المرضى بأسلوب منظم وعادل، إضافة لعملها كصلة وصل بين المتبرعين والمصابين.

وقد برزت تغريدات أبو الفضل شومان أحد القيمين على إدارة الحملة عبر حسابه على تويتر، التي أشار من خلالها إلى خطورة الوضع الراهن فيما يخص أزمة أدوية مرضى السرطان، والتي خاطب عبرها وزير الصحة فراس أبيض بالقول: "أدوية السرطان معاليك.. الناس بدها حلّ، وهذا الأمر ما حدا بيقدر يعالجه غير الدولة، تفضلوا قومو بواجباتكم تجاه المرضى!"

وفي تغريدة أخرى قال شومان: " بالنسبة لأدوية السرطان والمرضى المقطوعين من أدويتهم وما عندهم إمكانية لشرائهم من الخارج او سوق سوداء من لبنان شو الحل ؟!، من واجبك إنك تأمن الأدوية بأي طريقة، حضرتك وزير الصحة ومسؤول عن هذا الأمر مهما كانت الظروف..المريض ما بهمه، الفقير من حقه يحصل على الدواء."

وكانت تعليقات المتابعين على تغريدات شوفان وعلى صفحة حملة وتعاونو، أكثر ما يمكن أن يعبر عن ألم ومعاناة المرضى وعائلاتهم.

ولمعرفة الواقع الحالي لأزمة أدوية السرطان، توجه موقع النهضة نيوز إلى السيد أبو الفضل شومان، لتبيان حقيقة الأزمة وخلفيات التغريدات التي خاطب بها وزير الصحة، وما تقوم به حملة وتعاونو في هذا المجال، لجهة تأمين الدواء ودور الدولة في الأمر، والحلول المرتقبة.

حيث أوضح أبو الفضل شومان في حديث خاص إلى موقع النهضة نيوز، بأن هذه الأزمة تستهدف الفقير أما الذي يملك قدرات مادية فيقوم بالتوصية على الدواء من الخارج ويشتريه، فأدوية السرطان غالية جدا ولا يقل ثمنها عن خمسة ملايين، فهناك أدوية بألفي دولار وهناك بأربعة آلاف دولار.

وأسف شومان إلى غياب وزارة الصحة بشكل كامل عن المشهد، رغم مطالبتنا عدة مرات بالنظر إلى الفقراء المصابين بالسرطان، متسائلا "هؤلاء ماذا يفعلون، وكأن وزارة الصحة تقول لهم اذهبوا وموتوا."

وأشار إلى أن "وزير الصحة يلقي باللوم على مصرف لبنان والمصرف يقول لا يوجد أموال، فمن يملك الحل لهذه المشكلة إذا"، مبينا وجود عشرات الطلبات لأدوية السرطان لدى حملة وتعاونوا، لكن لا توجد إمكانية لشراء جميع الأدوية بسبب سعرها الكبير بآلاف الدولارات.

كما كشف أبو الفضل شومان، بأن "هناك بعض الأشخاص في لبنان لديهم أدوية للسرطان لكنهم يبيعونها في السوق السوداء، فإلى أين يذهب الفقير وماذا يفعل، ولا يوجد أي جمعية تستطيع تغطية أدوية مرضى السرطان فأين الحل."

وأكد على وجوب أن يضع وزير الصحة الحلول ويفرضها على مجلس الوزراء ومصرف لبنان، وأن يجلبوا الدواء على الأقل لما يقارب ألفين إلى ثلاثة آلاف مريض سرطان مصنفون من الفقراء، بدون أن يجلبوا للأغنياء الذين يستطيعون التوصية على الدواء من الخارج.

واقترح كأمثلة للحلول، أن يتم افتتاح منصة للتسجيل دون الالتفات إلى الكرنتينا ووزارة الصحة، أو استخدام أي طريقة أو آلية لتسليم الدواء للفقراء، مضيفاً "إذا كانت الدولة ليست بوارد أن تأتي بالدواء عبر الكارنتينا فلتقم بأي خطوة لتأمين أدوية الأمراض المستعصية."

كما لفت إلى أنه خلال الكشف تبين وجود عدد كبير من العائلات التي لا يقوم المصاب بتناول أدويته، ويموت ويأن بصمت، لعدم توافر الدواء في لبنان، وبسبب تكلفته الباهظة من الخارج، وبأن هؤلاء يجب أن يصل صوتهم، ويجب على المعنيين تأمين الدواء لهم وهذا أبسط حقوقهم فليس هناك أهم من الدواء، متسائلا ما هو الشيء في لبنان الذي يعتبر أهم من هذا الدواء، وما هو الشيء الذي يعتبره مصرف لبنان أهم من هذا الدواء حتى يمتنع عن صرف الأموال لتأمينه، وما هو الأمر الذي تعتبره وزارة الصحة أكثر أهمية من هذا الدواء حتى تمتنع عن القيام بأي جهد لتأمينه.

واعتبر شومان بأن هذه كارثة حقيقية والناس ما تزال صامته، كاشفا عن تفكير لتنفيذ اعتصام مع أهالي مرضى السرطان أمام مصرف لبنان أو أمام وزارة الصحة، أو القيام بأي تحرك مع الأهالي كي يحس المسؤولون بهؤلاء المرضى.

وأوضح بأن حجم الطلبات الموجودة لديهم يثير تساؤلا كبيرا عن غياب الدولة والمسؤولين والذين يجب عليهم التحرك والعمل، معبرا عن رأيه بضرورة استنفار كل قوى الدولة من الوزراء إلى النواب إلى الشخصيات والسياسيين، بأن يكونوا كلمة واحدة وصوتا واحدا، وأن يطالبوا بأدوية السرطان أو أن يأتوا بالأدوية على حسابهم، وإذا امتنع مصرف لبنان عن إعطائهم الأموال أو لم يقم بصرف الاعتماد، فيجب أن يدفعوا من جيوبهم لتأمين الدواء لثلاثة أو أربعة أشهر على الأقل، ريثما يتم تحسن الوضع وتشكل الحكومة، وحتى يكون هناك بلد إن كان هناك أمل بوجوده."

وتمنى أبو الفضل شومان في ختام حديثه إلى موقع النهضة نيوز بأن تصل هذه الصرخة وهذا الصوت وأن يشارك جميع الناس بهذا الملف الإنساني.