في الآونة الأخيرة ، كان الطائرات المقاتلة الروسية من طراز Tu-22M3 وجه سلاح الجو الروسي في جميع أنحاء العالم، فبين مشاركتها في قصف داعش في سورية إلى القيام بدورياتٍ في الأجواء فوق اليابان ، تلقت طائرة Tu-22M3 سلسلةً من الترقيات و التحديثات القوية مؤخراً.
وتسمح تلك الترقيات بمزيدٍ من دقة القصف بالأسلحة التقليدية، فضلاً عن القدرة على إطلاق صواريخ كروز الجديدة المطلقة من الجو من نوع (ALCM) ، كما أنه قد يغير أحد هذه الترقيات كيفية التحكم في طراز Tu-22M3 بناءً على معاهدة ستارت الجديدة الخاصة بالحد من انتشار الصواريخ النووية والبالستية الموقع بين روسيا والولايات المتحدة، وأخيراً يمكن اعتبارها قاذفةً استراتيجيةً "ثقيلة وفتاكة".
لطالما كان وضع طراز Tu-22M3 محل نقاشٍ في مجتمع الاستخبارات الأمريكي، ففي عام 1971، عندما أصبحت طائرة توبوليف من طراز 22M معروفةً لأول مرة للولايات المتحدة ، كانت مهمة المقاتلة السوفييتية الجديدة غير معروفة، وكانت تقديرات النطاق تشير إلى إمكانية المقاتلة الجديدة مهاجمة الولايات المتحدة، وإن كان تعمل بوقود الطائرات العادي في ذلك الوقت، وهذا من شأنه أن يسمح لها بالعمل في دور سلاحٍ استراتيجي .
وقد أكد السوفييت أن طراز توبوليف 22M لم يستخدم لهذا الدور بتاتاً، لأنه لا يمتلك نطاقاً حقيقياً للسفر والتنقل بين القارات، بل يتم استخدامه للهجوم والدفاع البحري فقط على أطراف الاتحاد السوفيتي. وقد كُتب هذا حتى في معاهدة SALT-II المجهولة، حين أراد الوفد الأمريكي عدم تزويد طراز Tu-22M بنظام تزويدٍ بالوقود الجوي من أي نوع.
ووفقاً لوكالة "تاس" الروسية الحكومية ، أدخلت ترقيةٌ جديدة على الطائرة لتصبح من طراز Tu-22M3، حيث تم الانتهاء من توثيق هذه الترقية أخيراً في نوفمبر 2017 ، و تم البدء بترقية الطائرات المقاتلة من طراز Tu-22M3 إلى مستوى M3M الجديد في عام 2018. ففي حين أن العديد من الميزات في هذه الترقية موجهةٌ نحو قدرةٍ تقليدية أكبر مثل نظام Gefest الجديد للقصف الدقيق، فإن ترقياتٍ أخرى قد تسمح لها بالعمل كسلاحٍ استراتيجي في المستقبل .
والجدير بالذكر أن جناح إلكترونيات الطيران قد تم توحيده مع طراز Tu-160M2 ، هي مقاتلةٌ ثقيلة مؤهلة للاستخدام بموجب معاهدة ستارت الجديدة.
وبينما تشير مقالة وكالة "تاس" إلى أن طائرة Tu-22M3M المحدثة ستكون قادرةً على حمل صواريخ Kh-32 الأحدث، ذات المدى الذي يصل إلى 600 كيلومتر ، إلا أنه تم التعميم أيضاً على أن صاروخ Kh-SD الجديد سوف يُسلح المقاتلات الجديدة من طراز Tu-22M3M أيضاً. ويقال أن هذا الصاروخ يصل مداه حتى 2000 كيلومتر، وهو ما سيؤهلها لحمل صواريخ بالستية بعيدة المدى .
وفي حين أن هذا الصاروخ يعتبر تقليدياً في الوقت الحالي، إلا أنه مشتق من صاروخ KH-55، المعروف بامتلاكه لقدرة حمل الرؤوس النووية. وقد يؤدي إضافة هذا الصاروخ لتلك الطائرات إلى تغيير حالة الطراز Tu-22M3M بموجب معاهدة ستارت الجديدة ، وخاصةً إذا تم التأكيد على قدرة صواريخ Kh-SD على امتلاك القدرة النووية و حمل الرؤوس النووية المتفجرة.