دور الجينات المرتبطة بالتذوق في اختيارات الطعام

علوم

جينات التذوق مسؤولة عن تفضيلات الطعام والنفور منه

16 حزيران 2022 16:26

تشير دراسة أولية إلى أن الأشخاص الذين لم يتغلبوا أبداً على نفورهم من البروكلي، أو إدمان رقائق البطاطس، يمكنهم إلقاء جزء من اللوم على جيناتهم.

كشفت الدراسة، التي شملت أكثر من 6200 من البالغين، عن وجود ارتباطات بين جينات معينة مرتبطة بالتذوق وتفضيلات الناس لمجموعات غذائية معينة.

جينات التذوق و تفضيلات الطعام

أولئك الذين جعلتهم جيناتهم حساسين للنكهات المرة، على سبيل المثال، يميلون إلى تناول كميات أقل من الحبوب الكاملة، وفي الوقت نفسه، كان الأشخاص الذين لديهم قدرة حادة بشكل خاص على الشعور بالنكهات اللذيذة أقل عرضة لتناول الخضار.

ومع ذلك، لا يعني أي من ذلك أن الجينات تحدد تفضيلاتك الغذائية، على حد قول الخبراء.

قالت الباحثة جولي جيرفيس، طالبة الدكتوراه في مركز جين ماير لأبحاث التغذية البشرية للشيخوخة في بوسطن، أن النظام الغذائي معقد، ويتأثر بكل شيء من الثقافة إلى الاقتصاد.

دور الجينات المرتبطة بالتذوق في اختيارات الطعام

لكنها قالت أن النتائج تسلط الضوء على دور الجينات المرتبطة بالتذوق في اختيارات الطعام، وأشارت جيرفيس إلى أن الناس غالباً لا يعرفون سبب صراعهم مع تناول أشياء يعرفون أنها مفيدة لهم، مثل الخضروات الخضراء، ولكن يمكن أن يلقي فهم تأثير الجينات بعض الضوء على الأمر.

وقالت جيرفيس أنه في نهاية المطاف، قد يتمكن اختصاصيو التغذية من استخدام المعلومات الجينية لتزويد الناس بنصائح غذائية أكثر دقة، وقالت: "نحن في نقلة نوعية، ونبتعد عن نصائح التغذية العامة إلى نهج أكثر تخصيصاً".

لكنها أضافت أن أي استخدام في العالم الحقيقي للتحليل الجيني لا يزال بعيد المنال.

ستقدم جيرفيس النتائج يوم الثلاثاء في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، الذي يعقد على الإنترنت، حيث تعتبر الدراسات الصادرة في الاجتماعات أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.

الجينات تساعد في تحديد عادات الأكل

إن الفكرة القائلة بأن الجينات تساعد في تحديد عادات الأكل ليست جديدة، لقد وجدت الدراسات روابط بين المتغيرات الجينية وأذواق الناس لبعض الأطعمة، وغالباً ما تركز على الجينات المتعلقة بمستقبلات التذوق.

في الدراسة الجديدة، استخدمت جيرفيس وزملاؤها بيانات من دراسات وراثية سابقة للعثور على المتغيرات الجينية التي تم ربطها بكل من الأذواق الخمسة الأساسية: المر، والمالح، والحامض والحلو، ثم قاموا بتطوير نظام تسجيل "متعدد الجينات"، والذي يقدر التأثير التراكمي للعديد من المتغيرات الجينية المختلفة على حساسية الشخص لذوق معين.

على سبيل المثال، كان الشخص الذي حصل على درجة عالية من المرارة حساساً بشكل خاص لاكتشاف النكهات المرة.

نظام التسجيل الجيني

ثم طبق الباحثون نظام التسجيل الجيني هذا على أكثر من 6200 بالغ في دراسة طويلة الأمد لصحة القلب، والتي تضمنت استبيانات غذائية مفصلة.

وبشكل عام، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على درجات "مرورة" عالية يأكلون عموماً كمية أقل من الحبوب الكاملة من أولئك الذين حصلوا على درجات منخفضة، وبالمثل، فإن الأشخاص الذين لديهم حساسية وراثية للمذاق اللذيذ يأكلون عدداً أقل من الخضار، خاصةً من الصنف الأحمر والبرتقالي.

ووفقاً لجيرفيس، ليس من الواضح سبب ذلك، حيث أشارت إلى أن الدرجات قد لا تعكس بالضرورة ما يحب الناس وما يكرهون، لذلك من غير المؤكد ما إذا كانت الحساسية الجينية للنكهات المرة تجعلك بعيداً عن الحبوب الكاملة.

وقالت جيرفيس أنه من المثير للدهشة أن الدرجات العالية لإدراك المذاق الحلو لم تكن مرتبطة بأي مجموعة غذائية، ومرة أخرى، الأسباب غير واضحة، لكن الأشخاص الذين حصلوا على درجة عالية من المذاق الحلو أظهروا نمطاً إيجابياً: انخفاض الدهون الثلاثية، وهو نوع من الدهون في الدم يمكن أن يرتفع مع اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات.

كل هذا يؤكد مدى تعقيد خيارات النظام الغذائي للناس، وفقاً لاختصاصي تغذية مسجل لم يشارك في الدراسة.

وقالت كوني ديكمان، مستشارة التغذية في سانت لويس والرئيسة السابقة لأكاديمية التغذية وعلم التغذية: "يبدو أن الجينات تؤثر فعلاً على أفواهنا".


المصدر: موقع نيوز ماكس