تطور سريع وغير متوقع لفيروس جدري القرود

علوم

دراسة جديدة : فيروس جدري القرود تحور بمعدل أسرع بكثير مما هو متوقع

26 حزيران 2022 11:47

توصلت دراسة جديدة إلى أن فيروس جدري القرود قد تحور بمعدل أسرع بكثير مما هو متوقع في العادة، ومن المحتمل أنه خضع لفترة "تطور متسارعة".

قد يكون الفيروس، الذي أصاب أكثر من 3500 شخص في 48 دولة منذ اكتشافه خارج إفريقيا في أيار الماضي، أكثر عدوى بسبب عشرات الطفرات الجديدة، وإجمالاً، يحمل الفيروس 50 طفرة جديدة لم تُشاهد في السلالات السابقة التي تم اكتشافها من 2018 إلى 2019، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في 24 حزيران في مجلة نيتشر الطبية.

انتشار فيروس جدري القرود في العالم 

لاحظ مؤلفو الدراسة أن العلماء عادة لا يتوقعون أن تكتسب الفيروسات مثل جدري القرود أكثر من طفرة أو طفرتين كل عام.

يعد جدري القرود مرضاً نادراً يعتقد علماء الفيروسات أنه قد ينتشر بشكل طبيعي في القرود والقوارض، بسبب فيروس أورثوبوكس، الذي يأتي من نفس العائلة والجنس مثل فيروس الجدري، الذي يسبب الجدري، ولا ينتشر عادة خارج غرب ووسط إفريقيا، حيث يتوطن.

لكن هذا العام، انتشر أول تفشي للمرض على نطاق واسع خارج إفريقيا، مما أثار دهشة العلماء وقاد منظمة الصحة العالمية إلى البدء في النظر فيما إذا كان ينبغي تصنيف الفاشية على أنها حالة طوارئ صحية عالمية.

سلالات فيروس جدري القرود

يمكن تصنيف سلالات فيروس جدري القرود إلى مجموعتين، أو سلالتين، تُعرف باسم سلاسل حوض غرب إفريقيا وحوض الكونغو، حيث تحمل الفيروسات الموجودة في كل مجموعة معدلات وفيات مختلفة، ويبلغ معدل الوفيات في مجموعة غرب إفريقيا حوالي 1 في المائة، في حين أن مجموعة حوض الكونغو تقتل ما يقدر بنحو 10 في المائة من المصابين.

طفرات فيروس جدري القرود 

وباعتباره فيروس كبير مزدوج الشريطة للحمض النووي، يكون جدري القرود أكثر قدرة على تصحيح أخطاء النسخ المتماثل من فيروس الحمض النووي الريبي مثل فيروس نقص المناعة البشرية، مما يعني أن سلالة جدري القرود الحالية يجب أن تكون قد اكتسبت في الواقع عدداً قليلاً من الطفرات منذ أن بدأت في الانتشار لأول مرة في عام 2018.

ولكن بعد جمع الحمض النووي من 15 عينة فيروسية لجدري القرود وإعادة بناء المعلومات الجينية الخاصة بهم، وجد الباحثون أن معدل الطفرات الحقيقية كان أعلى من المتوقع بستة إلى 12 مرة.

تحور فيروس جدري القرود سريع وغير متوقع

وكتب الباحثون في الورقة البحثية أن القفزة الهائلة في معدل تحور فيروس جدري القرود "أكبر بكثير مما يتوقعه المرء بالنظر إلى التقديرات السابقة لمعدل استبدال فيروسات الأورثوبوكس، وتكشف بياناتنا أدلة إضافية للتطور الفيروسي المستمر والتكيف البشري المحتمل".

طرق انتقال جدري القرود 

تاريخياً، ينتقل جدري القرود من شخص لآخر عن طريق ملامسة الجلد عن قرب مع آفات الجلد المفتوحة، أو سوائل الجسم، أو المواد الملوثة، أو الرذاذ التنفسي الذي ينتشر في الهواء.

لكن السرعة غير المسبوقة للعدوى الجديدة يمكن أن تشير إلى أن شيئاً ما ربما يكون قد تغير بشأن كيفية إصابة الفيروس للمضيف، وقد تكون الطفرات الجديدة سبباً محتملاً.

التقاط فيروس جدري القرود العديد من الطفرات

تحمل العديد من الطفرات التي حددها الباحثون أيضاً أدلة منبهة على أنها قد تكون ظهرت بسبب اتصال الفيروس بجهاز المناعة البشري، وتحديداً عائلة من إنزيمات مكافحة الفيروسات المسماة APOBEC3، حيث تهاجم هذه الإنزيمات الفيروسات بإجبارها على ارتكاب أخطاء عند نسخ شفرتها الجينية، وهو فعل يؤدي عادةً إلى تفكك الفيروس.

ومع ذلك، وفي بعض الأحيان، ينجو الفيروس من اللقاء ويلتقط ببساطة بعض الطفرات في شفرته الجينية، ولذلك افترض الباحثون أن هذه الأنواع من المعارك قد حدثت بشكل متكرر وتسببت في التقاط الفيروس للعديد من الطفرات في فترة زمنية قصيرة.

لقد ارتفع معدل تحور الفيروس في عام 2018، وهناك بعض التفسيرات لسبب حدوث ذلك، فمن الممكن أن يكون الفيروس ينتشر بين البشر، بمستويات منخفضة، منذ ذلك الحين، ويلتقط عدداً كبيراً من الطفرات الجديدة من خلال معاركه مع الإنزيمات.

وبدلاً من ذلك، ربما كان الفيروس ينتشر بين الحيوانات في البلدان غير الموبوءة دون أن نلاحظه لبعض الوقت، ثم قفز فجأة هذا العام إلى البشر.

كما أنه من المحتمل أنه بعد تفشي مرض جدري القرود في نيجيريا في عام 2017، انتشر الفيروس في الغالب في البلدان الأفريقية، وتطور بسرعة حيث انتقل بين المجتمعات الأصغر قبل أن يتصاعد مرة أخرى في البلدان غير الموبوءة هذا العام.


المصدر: مجلة نيتشر الطبية