عالم الحيوان

دراسة تكشف العلاقة بين الكلاب الأليفة وخفض مستويات الجريمة في حيّك

9 تموز 2022 13:53

الكلاب حيوانات رائعة وذكية جداً وهي حقاً أفضل أصدقائنا. واليوم اكتشف الباحثون سبباً آخر يجعلنا نحب الكلاب أكثر، وهو ميزة قد تكون غير واضحة لدى بعض الناس.

وفقاً لبحث جديد، ترتبط الكثافة العالية للكلاب الأليفة في الحي بانخفاض مستويات الجريمة، إذ تساعدنا الكلاب بطريقتها الخاصة في محاربة الجريمة.

لا يعني ذلك أن الفضل كله ينسب إلى الكلاب. لكن الباحثين من جامعة أوهايو يعتقدون أن سبب وجود هذا الرابط هو أن امتلاك كلب يعني أنك بحاجة لأخذه بنزهة على الأقدام، وهذا ينطوي على الخروج والتجول ضمن حيّك.

وهذا المستوى المتزايد من النشاط المدني في الشوارع - والتفاعلات الناتجة مع جيرانك - يؤمن مستوى مرتفعاً من الرقابة على الحي، وهذا يساعد بدوره في الحفاظ على الأمن.

ويقول عالم الاجتماع نيكولو بينشاك، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة: "إن الذين يمشون كلابهم يقومون بدوريات في أحيائهم بشكل أساسي. ويلاحظون إن كان أمر لا يجري على ما يرام، وعند وجود غرباء مشتبه بهم في المنطقة. وقد يفيد هذا في ردع الجريمة".

عيون على الشارع

تستمد فرضية الباحثين إشارات من مفهوم "عيون على الشارع" للمنظرة المدنية جين جاكوبس: يساعد الناس في الأماكن العامة في الحفاظ على النظام والسلامة بمجرد تواجدهم في المكان، لأنه يمنحهم فرصة لمراقبة محيطهم.

وقالت جاكوبس إن التدفق المستمر "للعيون على الشارع" والتفاعلات المجتمعية بين الناس في الأماكن العامة يساعد على خلق شبكة من الاحترام العام والثقة داخل الحي، والتي يمكن أن تساعد في منع الجرائم من الحدوث.

وفي حين أن الفكرة كانت مؤثرة في علم الاجتماع والتخطيط الحضري والدوائر الأكاديمية، يقول بينشاك وفريقه إنه جرت محاولات قليلة لتحديد إن كانت الفرضية تعمل بوضوح على خفض معدلات الجريمة على مستوى الحي.

ولاختبار ذلك، ركز الباحثون على الكلاب الأليفة في الحي، معتبرين أن الروتين اليومي لتمشية الكلاب يتناسب مع نظريات جاكوبس (وآخرين) حول كونه نشاطاً قد يساهم في مراقبة الحي وسلامته مع بناء الثقة داخل المجتمع المحلي من خلال تسهيل التفاعلات مع الغرباء.

الرابط بين الكلاب وانخفاض معدلات الجريمة

واستخدم الباحثون بيانات من مصادر متعددة، منها إحصاءات الجريمة للأحياء في كولومبوس، أوهايو، واستطلاع تسويقي يوضح كثافة أحياء المدينة التي تمتلك كلاباً أليفة، وبيانات من مشروع اجتماعي منفصل بقيادة المؤلف المشارك للدراسة كريستوفر براوننغ، لقياس مستويات الثقة والمناخ الاجتماعي للأحياء في المنطقة.

وعلى الرغم من أن النتائج لا تقدم دليلاً على أي نوع من التأثيرات السببية، وجد الباحثون ارتباطاً بين وجود الكلاب وانخفاض معدلات الجريمة.

وكتب الفريق في ورقتهم البحثية: "تماشياً مع نموذج مكافحة الجريمة لجاكوبس، وجدنا أن كثافة كلاب الحي الأليفة مرتبطة عكسياً بمعدلات السرقة والقتل، وترتبط عكسياً بدرجة أقل اتساقاً بمعدلات الاعتداء الشديد بين الأحياء التي يرتبط سكانها بروابط ثقة عالية"، مشيرين إلى أن جرائم السرقة أظهرت أيضاً ارتباطاً عكسياً بكثافة الكلاب الأليفة، بغض النظر عن مستويات الثقة في الحي.

وشوهدت هذه النتائج في مدينة واحدة فقط حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، يقر الباحثون بأنهم لا يستطيعون استبعاد تأثير التحيزات المختلفة في البيانات، لذلك هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لاستكشاف المشكلة بمزيد من التفصيل.

الحاجة إلى مزيد من الدراسة

لكن الدراسة تقدم بيانات جديدة لدعم فكرة أن ملكية الكلاب الأليفة وتمشية الكلاب يساهمان في تقليل الجرائم في المجتمع، ربما عن طريق تزويد السكان بمعرفة متزايدة لتحديد الغرباء المشتبه بهم، أو إبعاد الجناة المحتملين.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحليل هذا الأمر بشكل أكبر، ولكن في الوقت الحالي، يبدو بالتأكيد وجود تأثير مفيد للكلاب الأليفة على هذه الأحياء.

يقول بينشاك: "لا تساعد الثقة الأحياء كثيراً إلم يكن فيها من يسير في الشوارع ليلاحظوا ما يجري. وهذا يتحقق بتمشية الكلاب... عندما يمشي الناس كلابهم في الخارج، يجرون محادثات، ويداعبون كلاب أحدهم الآخر، حتى إنهم يعرفون أحياناً اسم الكلب ولا يعرفون صاحبه. ويعرفون ما يحدث ويمكنهم اكتشاف المشاكل المحتملة".

sciencealert