دراسة استقصائية: لقاحات كوفيد 19 ترتبط بازدياد غزارة الدورة الشهرية لدى بعض النساء

العودة المفاجئة للدورة الشهرية

وتسمى العودة المفاجئة للدورة الشهرية لدى اللاتي لم توقفت لديهن الدورة الشهرية بالنزيف المفاجئ، وقد تكون مؤلمة لأسباب عديدة. على سبيل المثال، قد تكون العودة المفاجئة علامة على الإصابة بسرطان الرحم، وبالتالي فإن اللاتي يعانين من هذه الآثار الجانبية بعد التطعيم قد يصبن بالقلق من دون داع.

وبحسب الباحثين، يجب إجراء دراسات تسلط الضوء على انتشار هذه الظاهرة للتخفيف من هذه المخاوف ومكافحة المعلومات الخاطئة حول تأثيرات لقاحات كوفيد 19 على الخصوبة والصحة العامة. وكتبوا: "بصورة عامة، التغييرات التي تطرأ على الدورة الشهرية ليست نادرة أو خطيرة، لكن الانتباه إلى هذه الحالات ضروري لتعزيز ثقة الناس في الطب".

تأثير لقاحات كوفيد 19 على أنماط الدورة الشهرية

تعرض الدراسة نتائج استطلاع جرى على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعي من تزيد أعمارهن عن 18 عاماً لوصف تأثير التطعيم على أنماط الدورة الشهرية. وأجري الاستطلاع بين نيسان (أبريل) وتشرين الأول (أكتوبر) 2021، وجمع أكثر من 165000 إجابة، حُلّل منها 39129.

وأفاد 42% من المُستطلَعات بحدوث دورة شهرية أطول من المعتاد بعد تلقي اللقاح، ولم يصف 44% أي تغيير في نزيف الدورة الشهرية، وهذه النتائج مهمة لأن التجارب السريرية لسلامة اللقاح لا تراقب عادةً الدورة الشهرية، ولا تأخذ في الاعتبار الأعراض التي تظهر خلال أسبوع بعد التطعيم، على الرغم من أن العديد من المشاركات في الاستطلاع أفادوا بتغييرات في الدورة الشهرية على مدى سبعة أيام بعد تلقي اللقاح.

وكشف تحليل أكثر تفصيلاً للبيانات أن النزيف الغزير كان أكثر شيوعاً لدى من ينحدرن من أصل لاتيني أو إسباني، بالإضافة إلى اللاتي سبق لهن الحمل أو شُخّص إصابتهن بحالة إنجابية مثل التهاب بطانة الرحم أو غزارة الطمث أو متلازمة تكيس المبايض.

ووفقاً لتقرير المؤلفين: "من بين المشاركات في الاستطلاع اللاتي لا يحدث لديهن عادة دورة شهرية، فإن 71٪ ممن يتناولن موانع الحمل العكوسة الطويلة المفعول، و39٪ ممن يتناولن هرمونات لتثبيت جنسهن، و66٪ ممن تجاوزن سن اليأس أبلغن عن حدوث نزيف مفاجئ".

الرابط بين لقاحات كوفيد 19 والدورة الشهرية الغزيرة

وعلى الرغم من عدم وضوح الآلية التي تربط لقاحات كوفيد 19 بظاهرة الدورة الشهرية الفجائية، يرجح الباحثون أن يكون السبب التهابات في المجاري التناسلية على أن يكون اضطراباً في هرمونات المبيض.

يدعم هذا الافتراض حقيقة أن من يتناولن موانع الحمل الهرمونية يرجح أن يحدث لديهن دورات شهرية غزيرة مشابهة للطمث الناجم عن النزيف الرحمي الذي يحدث بصورة مفاجئة بين دورتين شهريتين، ما يشير إلى أن العملية برمتها غير مرتبطة بمستويات الهرمون.

ومن المهم ملاحظة أن هذه الدراسة لم تتضمن مجموعة ضابطة، ومن المرجح أنها جمعت ردود فعل في الغالب ممن عانين من آثار جانبية مزعجة. لذا قد لا تكون النتائج ممثلة لمجموع السكان الإجمالي، ومن المرجح أن تسلط الضوء بشكل غير متناسب على تجارب من لاحظن نزيفاً غزيراً أو غير متوقع بعد التطعيم.

وبوضع هذه القيود في الحسبان، يحرص المؤلفون على الإشارة إلى أنهم لا يستطيعون "تقدير مدى انتشار أو حدوث ذلك بناءً على المنهجية المستخدمة في دراسة هذه الظاهرة الناشئة، والارتباطات المذكورة هنا لا تمثل رابطاً سببياً".