علوم

تلسكوب GHOST يلتقط صورة مذهلة لنجم غريب

21 تموز 2022 18:57

تشبه الصورة أعلاه لوحات أنابيب النيون التي شاعت في الثمانينيات إلى حد ما. لكن ما تظهره الصورة أكثر إثارة بكثير. إنها صورة نجم، وأول صورة ضوئية التقطت بواسطة أحدث أداة على تلسكوب جميني ساوث [Gemini South]، أو تلسكوب GHOST اختصاراً. وتظهر الصورة الطيف الضوئي الكامل للضوء المنبعث من نجم يُدعى HD 222925 بدقة مذهلة.


ملامح النجم الذي رصده تلسكوب GHOST

وقالت جينيفر لوتز، مديرة مرصد جميني: "هذا حدث هام مثير لعلماء الفلك في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على تلسكوب جميني ساوث لدراسة الكون من هذه النقطة المتميزة الاستثنائية في تشيلي".

وأضافت: "بمجرد تشغيل أداة الجيل التالي هذه، سيكون تلسكوب GHOST مكوناً أساسياً في صندوق أدوات الفلكيين".

والضوء الذي يمكننا رؤيته منبعثاً من النجوم مليء بالتفاصيل المخفية التي تصف ملامح النجم البعيد. وقد يوضح لنا طريقة تحرك النجم من خلال كيفية انتقال الضوء من أحد طرفي الطيف إلى الطرف الآخر، بينما قد تكشف الاختلافات في السطوع عن التذبذبات الداخلية، والتي يمكن تحليلها.

ويكشف الطيف الكامل للنجم أيضاً عن مكوناته، ما يمكننا من معرفة كل أنواع الأمور المتعلقة به، مثل عمر النجم ومكان تشكله، ذلك أن العناصر المختلفة تمتص الضوء وتعيد إصداره بصورة مختلفة. وعندما ينظر علماء الفلك إلى طيف النجم، يمكنهم البحث عن أطوال موجية أكثر إشراقاً وأكثر خفوتاً، واستخدام هذه المعلومات لتحديد العناصر الموجودة في الغلاف الجوي للنجم.

ويمكنك أن ترى كيف تبدو الملامح الباهتة، والمعروفة باسم خطوط الامتصاص، في الصورة أدناه.


مدى نجاح تلسكوب GHOST

واستخدمت هذه التقنية مؤخراً في الصور التي رصدها تلسكوب هابل للنجم HD 222925، وهو نجم غريب يقع على بعد نحو 1460 سنة ضوئية. إذ كشف التحليل الطيفي عن معظم العناصر، التي شوهدت في الغلاف الجوي للنجم، 65 عنصراً ضخماً - معظمها عناصر ثقيلة لا يمكن أن تتشكل إلا في الأحداث النشطة للغاية، مثل تصادم نجم نيوتروني أو مستعر أعظم.

هذا يعني أن النجم HD 222925، الذي يمر بمرحلة متأخرة جداً من نهاية حياته، ربما تكون من سحابة كانت غنية بهذه العناصر في المقام الأول، نتجت عن موت النجوم التي سبقته.

لم تكشف الصور الجديدة التي التقطها تلسكوب GHOST عن أي شيء جديد حول النجم - حتى الآن. لكن كان النجم أول هدف للأداة، وهي الصورة الأولى التي التقطها تلسكوب جديد للتحقق من عمل بصورة ملائمة، ومدى نجاحه. ويسمح هذا للعلماء بإجراء كل التعديلات الأولية الضرورية على الأداة.

مرحلة تشغيل تلسكوب GHOST

وتأتي مرحلة التشغيل بعد ذلك، حيث سيجرب العلماء والفنيون تلسكوب GHOST للتأكد من أن الجهاز يعمل على النحو المنشود.

وبمجرد اكتمال هذه المرحلة، وأي تعديلات أخرى، سيكون تلسكوب GHOST جاهزاً لعملية الرصد العلمية، على الأرجح في النصف الأول من العام المقبل.

وهذا أمر نتطلع إليه، نظراً لأن بناء تلسكوب GHOST استغرق 10 سنوات، ولأنه أقوى بعشر مرات من مطياف جمني البصري الرئيسي الآخر. كما يقول العلماء إنه أقوى مطياف من نوعه وأكثرها حساسية.

ومن المتوقع أن يكون GHOST قادراً على تقديم مشاهد رائعة للنجوم التي حددتها التلسكوبات وأجهزة المسح الأخرى أهدافاً مثيرة للاهتمام، وقادراً على رصد مزيد من النجوم، مقسمة إلى أطوال موجية مكونة لها، على أمل أن يكشف العديد من الأسرار الخفية في مجرة درب التبانة.

sciencealert