تلسكوب جيمس ويب الفضائي يرصد أبعد مجرة رآها البشر

يظن العلماء أنهم اكتشفوا المجرة الأبعد، وربما الأقدم في الكون على الإطلاق عبر أرصاد جديدة لتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، أقوى مرصد صنع على الإطلاق.

لم يمر إلا أسبوع على إصدار صور تلسكوب جيمس ويب الأولى للجمهور، لكن علماء الفلك قد أنتجوا بالفعل مجموعة كبيرة من الأبحاث الجديدة حول البيانات التي طال انتظارها من التلسكوب.


اكتشاف مجرة GLASS-z13

ومن بين ثروة الاكتشافات الجديدة دراسةٌ يقودها روهان نايدو، طالب دراسات عليا في قسم علم الفلك في جامعة هارفارد، أعلنت عن اكتشاف مجرة جديدة سميت GLASS-z13، ويبدو أنها وجدت بعد 300 مليون سنة من الانفجار العظيم.

وهذا قد يجعلها أبعد وأقدم مجرة من المجرات التي سجلت أرقاماً قياسية لأقدم مجرة معروفة، بما في ذلك مجرة GLASS-z11 التي وجدت بعد نحو 400 مليون سنة من الانفجار العظيم ورصدها تلسكوب هابل الفضائي في عام 2016، وفقاً لتقرير نشره موقع نيو ساينتست. ورصدت مجرة أخرى تسمى HD-1 مؤخراً وجدت بعد 330 مليون سنة ضوئية من الانفجار العظيم.

وبما أن هذه نتائج ما زالت أولية، لا يزال الباحثون يشيرون إلى هذه المجرات على أنها "مرشحة" لأن تكون أقدم مجرة معروفة، ويقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد أن مجرة GLASS-z13 هي بالفعل أبعد وأقدم مجرة معروفة، لافتين إلى أن "جيمس ويب لا يزال أداة جديدة تماماً ولا تزال معايرته جارية" ما يؤدي حتماً إلى إثارة بعض الشكوك، وفقاً للدراسة.

حل ألغاز نشوء المجرات ونموها

وقال نايدو في رسالة بالبريد الإلكتروني: "من المحتمل أن تكون المجرة الأبعد على الإطلاق، لكن لا يمكننا معرفة إن كانت الأقدم. وإن أردنا الدقة، ربما نرى وكأنها نشأت بعد 300 [مليون سنة] تقريباً من الانفجار العظيم، لكن من الممكن أن تكون قد تشكلت مؤخراً، أو ربما تشكلت في أزمنة أقدم - لا يمكننا الجزم بذلك بعد".

وأضاف نايدو: "نود أن نؤكد أنها أبعد مجرة معروفة من خلال التحليل الطيفي"، في إشارة إلى الخطوط الكيميائية في ضوء المجرة التي تحتوي على أدلة حول بعدها عن الأرض.

ورصد تلسكوب جيمس ويب مجرتي GLASS-z11 وGLASS-z13 في مرحلة مبكرة من تكوينهما، إذ إن قطر كل منهما يبلغ نحو 2000 سنة ضوئية، وهو صغير مقارنة بقطر 100000 سنة ضوئية لمجرتنا الناضجة، مجرة درب التبانة، وهما أكبر بمليار مرة من كتلة الشمس، في حين أن مجرة درب التبانة لديها كتلة تعادل 1.5 تريليون كتلة الشمس راكمتها على مدى أكثر من 13 مليار سنة.

وفي حين أن هاتين المجرتين صغيرتان مقارنة بالمجرات الحديثة، إلا أنهما كبيرتان بشكل غير متوقع بالنظر إلى الحقبة المبكرة التي وجدتا فيها.

قال نايدو: "الأكثر إثارة للدهشة هو مدى الضخامة والسطوع التي وصلت إليهما هاتان المجرتان خلال وقت قصير".

ووصف نايدو وزملاؤه المجرتين أيضاً بأنهما "مضيئان بشكل ملحوظ" في الدراسة، ما سيساعد علماء الفلك على استخراج تفاصيل مهمة حول سماتهما، بالإضافة إلى الألغاز الأوسع لنمو المجرات في بدايات تشكل الكون.

دفع الحدود الكونية إلى حافة الانفجار العظيم

وقال الفريق في الدراسة: "يضع هذان الكيانان قيوداً جديدة على نمو المجرات في حقبة فجر الكون. ويشيران إلى أن اكتشاف GNz11 لم يكن مجرد مسألة حظ، بل هناك على الأرجح مجموعة من المصادر المشعة [بأشعة فوق بنفسجية] بكفاءة عالية جداً في تكوين النجوم".

في الواقع، من المحتمل أن تنتمي GLASS-z11 وGLASS-z13 إلى عدد أكبر بكثير من المجرات التي ظلت بعيدة عن الأنظار، ولكن قد يكتشفها تلسكوب جيمس ويب على حافة المكان والزمان.

وخلصت الدراسة إلى أنه "إذا أثبت قدم هاتين المجرتين المرشحتين من خلال التحليل الطيفي، فمن الواضح أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي سيثبت أنه أداة فعالة جداً في دفع الحدود الكونية إلى حافة الانفجار العظيم".

vice