أخبار لبنان

مصدر دبلوماسي: ترسيم الحدود لم يعد بين لبنان وإسرائيل بل جزءاً من المواجهة الأمريكية العربية الإسرائيلية والروسية الإيرانية

22 تموز 2022 19:45

نقلت صحيفة الإندبندنت عن مصدر دبلوماسي أوروبي تأكيداً أن ملف ترسيم الحدود لم يعد بين لبنان والكيان الإسرائيلي، بل صار جزءاً من المواجهة الأمريكية العربية الإسرائيلية من جهة، والإيرانية الروسية من جهة أخرى.

وقالت الصحيفة: على الرغم من تأكيد الرئيس اللبناني ميشال عون أن ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يقترب من الحل، وتبشير وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بموعد للاتفاق بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل، تبدو الأمور وكأنها تراوح مكانها.

وفي مواقف واشنطن المعلنة، تحدث الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس عن إحراز تقدم في هذا الملف، وهو ما كان أعلنه الوسيط الأمريكي آموس هوكشتين بعد آخر زيارة له إلى بيروت، التي استكملها باتصال مع المسؤولين "الإسرائيليين" ومحادثات مع وزيرة الطاقة في تل أبيب، على هامش زيارة الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط.

المعلوم أن هوكشتين حمل إلى الكيان الإسرائيلي اقتراحاً لبنانياً موحداً تضمن المطالبة بحقل قانا بالكامل مقابل حصول تل أبيب على حقل كاريش، على أن يعتمد الخط 23 بدلاً من 29، لكن برايس أعلن أيضاً أن هوكشتين لن يزور المنطقة، وأن وزارة الخارجية الأمريكية لم تعلن عن أي رحلة له، ما يعني أن لا عودة قريبة إلى المفاوضات، وأن الملف قد يكون معلقاً حتى تحين اللحظة الإقليمية له.

ولفتت الصحيفة إلى أن برايس لم يشر إلى المسيرات التي أطلقها حزب الله فوق حقل كاريش، ولا إلى تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بقلب الطاولة على المنطقة، والاستعداد للمواجهة إذا استمرت "إسرائيل" باستخراج الغاز قبل إبرام الاتفاق مع لبنان ليتمكن من استخراج غازه أيضاً، علماً بأن الكيان لم يخفِ انزعاجه، ملمحاً إلى تأثير سلبي للمسيرات على الملف.

وقال المصدر الدبلوماسي: بعد أن انتقل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من "موقع وراء الدولة إلى مركز المقرر عنها، وبعد تعثر الاتفاق النووي مع إيران، واستمرار تمددها في المنطقة، وعلى حدود إسرائيل من خلال حزب الله ومسيراته، باتت تل أبيب بحاجة إلى اتفاق أمني مع لبنان، وتبين أن الدولة اللبنانية عاجزة عن القيام به بعد عدم قدرتها على التحكم بقرار مسيرات الحزب".

في المقابل، شدد المصدر على أنّ "هناك اتفاقاً دولياً وعربياً ولبنانياً على إنهاء ملف الترسيم، والعمل على إنضاج التسوية بنجاح، وأن التريث الحاصل لا يعني تأجيلاً للموضوع الذي يسير بخطه الإيجابي، على حد وصفه، وقد تم الاتفاق على سحبه من التداول الإعلامي لعدم استغلاله بالشعبوية أو العنتريات".

وكشف المصدر الأوروبي عن أن "هناك إصراراً دولياً على إنهاء هذا الملف من خلال المؤسسات الرسمية والوساطات الدبلوماسية، وقد تم التعامل مع كلام نصر الله الأخير على أنه رسالة إيرانية وليست لبنانية تذكر بوجود إيران على حدود إسرائيل، كما هدف نصر الله إلى تطمين بيئته وحلفائه"، مشيراً إلى أن "فرنسا تواصلت مع حزب الله ونقلت له رسالة بأهمية المحافظة على الاستقرار وعدم العبث بالوضع الأمني على الحدود".

صحيفة الإندبندنت