اكتشف مسبار برسفيرنس المتجول خيوطاً غامضة على سطح المريخ، وجدت في منطقة لم تستكشفها ناسا بعد. لكن لا ترى ناسا أن هذه الخيوط من خارج كوكب الأرض، بل ترى أنها قد تكون من هبوط المسبار، وانتهى الأمر بها في هذا المكان بفعل رياح المريخ القوية.
قد يكون منشأ الخيوط الغامضة أرضياً
اكتشف المسبار الخيوط الغامضة في منطقة من حفرة جيزيرو التي لم تستكشف بعد. والتقطت الكاميرا الأمامية اليسرى المخصصة لتفادي المخاطر في العربة الجوالة صورة للخيط.
ويظن فريق برسفيرنس أن سلسلة الخيوط الغامضة هذه قد تكون مجرد بقايا من عملية هبوط المسبار، لكن لا تستطيع وكالة ناسا أن تجزم بماهيتها على المريخ، إذ استخدم المسبار للهبوط بأمان على المريخ نظام حزمة نفاثة تعمل بالطاقة الصاروخية. سمح ذلك للفريق بإنزال العربة الجوالة بأمان إلى حفرة جيزيرو دون التعرض لأي آثار خطيرة.
الأمر الأكثر إثارة للفضول بشأن الخيوط الغامضة هو أن برسفيرنس لم يتواجد في تلك المنطقة من الحفرة من قبل. لهذا يرجح موظفو ناسا أن تكون الخيوط قد تحركت إلى هناك بفعل الرياح، إذ عاود المسبار زيارة الموقع بعد أربعة أيام، لكن الخيوط اختفت.
That shiny bit of foil is part of a thermal blanket – a material used to control temperatures. It’s a surprise finding this here: My descent stage crashed about 2 km away. Did this piece land here after that, or was it blown here by the wind? pic.twitter.com/uVx3VdYfi8
— NASA's Perseverance Mars Rover (@NASAPersevere) June 15, 2022
مخاوف من تلويث الكواكب الأخرى
حقق مسبار برسفيرنس اكتشافات عديدة خلال فترة وجوده على سطح المريخ. لكن حزمة الخيوط الغامضة التي عثر عليها على سطح المريخ ليست أول قطعة خردة عثر عليها المسبار. بالعودة إلى منتصف حزيران (يونيو) الماضي، اكتشفت العربة الجوالة قطعة لامعة من القصدير، وقالت ناسا إن هذه الصفيحة من بقايا طبقة العزل الحراري التي ساعدت في تنظيم درجة حرارة المركبة خلال رحلتها.
استمرت هذه الصفيحة، والآن الخيوط الغامضة، في إثارة مخاوف من أننا قد نلوث الكواكب الأخرى بالنفايات عن طريق إرسال المركبات الفضائية إليها، يكفي أننا لوثنا الفضاء المحيط بالأرض بعدد كبير من النفايات الفضائية، لذلك يشعر كثيرون بالقلق من أننا قد نتسبب في مشكلات مماثلة أثناء استكشافنا لكوننا.
بالطبع، هذا قلق مبرر، لكنه ليس خطيراً بالدرجة التي يصفها كثيرون، إذ إن البعثات إلى المريخ حتى الآن ضئيلة للغاية عندما يتعلق الأمر بتلويث سطح الكوكب بالخردة. وسينطوي استكشاف عوالم مجهولة على بعض المخاطر دوماً. لكن علاوة على ذلك، تتحقق ناسا من حقيقة الخيوط الغامضة على المريخ بشكل أعمق لتتثبّت من أصلها.
bgr