تناول مكملات فيتامين د لن يقي من مخاطر الإصابة بكسور العظام

علوم

مكملات فيتامين د لا تقي المسنين من مخاطر التعرض للكسور

28 تموز 2022 15:54

توصلت دراسة جديدة إلى أن من يتناول مكملات فيتامين د من كبار السن لتحسين صحة عظامهم وتلافي الكسور يهدرون وقتهم وأموالهم. ووجد الباحثون في تجربة عشوائية تختبر فيتامين د أمام الدواء الوهمي أن هذه المكملات لم تفعل شيئاً لتقليل متوسط مخاطر الإصابة بكسور العظام.

وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة ميريل ليبوف، رئيسة قسم الكالسيوم والعظام في مستشفى بريغهام آند وومن في بوسطن: "لا تؤيد هذه النتائج استخدام مكملات فيتامين د لتقليل مخاطر الكسور عند البالغين الأصحاء عموماً. ووجدنا أن مكملات فيتامين د لم تخفف من حدوث الكسور لدى المشاركين في الولايات المتحدة".

اختبارات فيتامين د التي يطلبها الأطباء غير مفيدة

واختير في الدراسة، التي نُشرت اليوم الخميس في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين"، أكثر من 25000 من كبار السن عشوائياً ليتناولوا إما 2000 وحدة من فيتامين د يومياً أو من دواء وهمي، ثم تتبعهم الباحثون لمدة خمس سنوات في المتوسط. وكان متوسط عمر المشاركين 67 عاماً.

وحدث نحو 2000 كسر في العظام لدى أكثر من 1500 مشارك خلال فترة الدراسة. لكن يبدو أن تناول فيتامين د لم يكن له تأثير على من عانى من كسر ومن لم يصب به.

وقال الباحثون لاحظنا أن نحو 20٪ من البالغين في الولايات المتحدة يتناولون حالياً مكملات فيتامين د، التي تستند غالباً إلى اختبارات الدم التي وجدت أن لديهم مستويات "غير كافية" أو "ناقصة" من فيتامين د.

وقال الدكتور ستيفن كامينغز، الأستاذ الفخري في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، يجب أن تدفع هذه النتائج الجديدة الأطباء والمرضى للتشكيك في أهمية الاختبار الروتيني لفيتامين د.

وأضاف: "يطلب الأطباء بشكل روتيني فحص مستويات فيتامين د، ويسمع منهم العديد من المرضى أنها منخفضة، وأنها أقل من مستوى معين. لكن ما نحتاج إلى معرفته هو إن كان تناول فيتامين د يفيد من لديه مستويات منخفضة من الفيتامين، والجواب هو لا".

قد تضر هذه التجربة بتسويق فيتامين د، الذي تبلغ قيمته أكثر من مليار دولار على مستوى العالم وفقاً لمراقبي السوق.

وقالت ليبوف: يظن كثيرون أن فيتامين د يساعد في تحسين صحة العظام لأنه ضروري لامتصاص الجسم للكالسيوم. وأضافت: "من الناحية الآلية، قد يدعم فيتامين د صحة العظام ويحسن تمعدن (أو تفلّز) العظام لأنه يزيد من امتصاص الكالسيوم، ويخزن 99٪ من الكالسيوم في العظام"، مشيرة إلى أن الدراسات أظهرت أيضاً أن الفيتامين قد يؤثر في عملية تجديد العظام وفي تكوين العظام.

ولفت كامينغز إلى أن بعض أمراض العظام مثل الكساح قد ارتبطت بنقص حاد في فيتامين د لدى الناس، فيما قالت ليبوف إن معظم الناس يحصلون على ما يكفي من فيتامين د بشكل طبيعي عن طريق بشرتهم، التي تنتجه عند تعرضهم لأشعة الشمس.

وأفادت بأن الفيتامين يوجد أيضاً في الحليب المكمل بفيتامين د والبيض والحبوب، وكذلك في الأسماك مثل السلمون والسلمون المرقط والتونة.

فيتامين د ليس فيتاميناً بل هرموناً

ويظن كامينغز أن هناك سوء فهم أساسي لفيتامين د ويحتمل أنه السبب الرئيسي الذي يدفع الأطباء لطلب اختبار نقص فيتامين د، إذ يجرى أكثر من 10 ملايين اختبار دم لمستويات فيتامين د كل عام في الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن "هناك نظاماً في جسمك يظل في حالة توازن بفعل فيتامين د الذي تتناوله، والذي تتلقاه من بشرتك والإنزيمات التي تحوله إلى شكل نشط من فيتامين د يسمى D125. ويحافظ الجسم على توازن هذا النظام بشكل طبيعي".

وقال: "أظن أن ما نتعلمه هو أن فيتامين د ليس فيتامين، بل هو هرمون، ومن الصعب الإخلال بهذا التوازن، وتغيير هذا التوازن بطريقة مفيدة".

وأشارت ليبوف إلى أن هذه الدراسة لم تشمل المصابين بهشاشة العظام، أو بنقص فيتامين د الوراثي، أو كبار السن الذين يعيشون في مجتمعات سكنية. إذ قد تكون مكملات فيتامين د مفيدة للأشخاص المدرجين ضمن هذه المجموعات أو أساسيةً في الحفاظ على صحة عظامهم. لذا "لا تمنع جدك من تناول فيتامين د، لأن هذه النتائج موجودة بالفعل لدى من هم في منتصف العمر ومن يكبرهم سناً".

healthday