الاعتلال العصبي الليفي الصغير وأحدث أساليب علاجه

علوم

الاعتلال العصبي الليفي الصغير: الأعراض والتشخيص وأحدث أساليب العلاج

29 تموز 2022 16:08

الاعتلال العصبي الليفي الصغير هو اضطراب عصبي عضلي يصيب ملايين الأشخاص، وقد ينجم عن حالات مختلفة، مثل مرض السكري، كما قد يحدث أيضاً من تلقاء نفسه. وتتمثل أعراضه الرئيسية في وخز في القدمين، أو عدم قدرة الجلد على الشعور بالحرارة، أو عدم القدرة على الشعور بالألم، أو إرسال إشارات ألم بشكل عشوائي حتى عند عدم وجود محفز. وقد يكون علاج الاعتلال العصبي الليفي الصغير أمراً صعباً أيضاً.

أسباب الاعتلال العصبي الليفي الصغير

يحدث الاعتلال العصبي الليفي الصغير عند تلف الألياف الصغيرة التي توجد في الجهاز العصبي المحيطي، علماً أن هذا الجهاز لا يوجد في الدماغ أو العمود الفقري. والأعصاب المكونة له مسؤولة عن نقل الإحساس بالألم وبدرجة الحرارة ومعلومات أخرى إلى الدماغ أو العمود الفقري، كما أنها تتحكم في عملية الهضم وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتربط الدماغ والعمود الفقري بالعضلات.

وعندما يتضرر أحد الأعصاب المحيطية، لديها القدرة على التجدد، لكن هناك بعض الأضرار التي تتطلب التدخل الطبي أو الجراحي للشفاء.

ويؤثر الاعتلال العصبي الليفي الصغير في الأعصاب الحسية والغدد العرقية والجهاز الهضمي والأوعية الدموية والقلب.

أعراض الاعتلال العصبي الليفي الصغير

تشمل أعراض الاعتلال العصبي الليفي الصغير ما يلي:

• ألم في القدمين أو الجذع أو الذراعين

• ألم مستوى الصدمة الكهربائية بشكل عشوائي طوال اليوم

• تشنجات

• دوار

• انخفاض ضغط الدم عند الجلوس أو الوقوف

• فقدان الوعي

• التعرق

• مشاكل الجهاز الهضمي

• الصعوبات الجنسية

• ثقل في القدمين أو اليدين

• شلل

• مشاكل في المثانة

ويختلف الألم الناجم عن الاعتلال العصبي الليفي الصغير على مدار اليوم، وتزداد حدته عادة في المساء أو في الليل، حتى إن المريض قد يتألم من ملامسة ملاءة السرير لقدميه.

تشخيص الاعتلال العصبي الليفي الصغير

يواجه الأطباء صعوبة في تشخيص الاعتلال العصبي الليفي الصغير، وقد يخطؤون عند التشخيص ويسيؤون فهمه، فأعراضه عديدة ومتنوعة، وقد تظهر الحالة مصحوبة بأمراض أخرى. كما أن العديد من فحوصات الجهاز العصبي لا تستشعر الأعصاب الحسية مثلما تستشعر الأعصاب الأخرى.

وبعض الحالات التي قد تسبب الاعتلال العصبي الليفي الصغير هي: داء فابري وداء ويلسون وداء السكري والحساسية المفرطة تجاه الجلوكوز ونقص فيتامين ب 12 وضعف الغدة الدرقية وفيروس العوز المناعي البشري وداء لايم والتهاب الكبد سي والكحول والعلاج الكيميائي والأدوية السامة للأعصاب والتهاب العضلات والألياف والساركويد والروماتيزم والذئبة ومرض النسيج الضام.

ولتشخيص وعلاج الاعتلال العصبي الليفي الصغير، من الضروري أولاً تحديد أي من الحالات المصاحبة، وقد يحتاج المريض أيضاً إلى استشارة العديد من الأطباء والمتخصصين، وربما إجراء فحص بدني. لكن الاختبار الأكثر أهمية هو اختبار خزعة الجلد.

ويجري الطبيب خزعة الجلد بجمع عينتين صغيرتين من جلد المريض، تؤخذ عادة من الكاحل ومفصل الورك، ثم يفحص الطبيب العينات ويختبر كثافة الألياف العصبية الحسية. ودقة الاختبار عالية نسبياً، ووجد أنها فعالة بنسبة 90٪.

علاقة لقاح كوفيد 19 بالاعتلال العصبي الليفي الصغير

أصيبت امرأة تبلغ من العمر 57 عاماً بحرق شديد في قدميها وبطتي رجليها ويديها بعد أخذ جرعة ثانية من لقاح كوفيد 19.

ومنذ شباط (فبراير) 2021، أبلغ عن 27 حالة من حالات الاعتلال العصبي المحيطي، الذي يرتبط بالاعتلال العصبي الليفي الصغير.

ويشير هذا إلى أن معدل الإصابة يتراوح بين 0.01٪ و0.13٪ - ما يجعل الاعتلال العصبي الناتج عن لقاح كوفيد 19 نادراً ولكنه ممكن بالتأكيد.

لكن من المهم ملاحظة أن التقارير تؤكد أن "فوائد لقاح كوفيد 19 تفوق مخاطره إلى حد كبير"، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات من أجل "تحديد وجود علاقة سببية من عدمها" بين هذه اللقاحات والاعتلال العصبي.

دراسة ترجح وجود علاقة بين كوفيد المديد والاعتلال العصبي الليفي الصغير

ولفتت دراسة جديدة إلى أن أحد الأعراض المتكررة التي وجدت لدى بعض مرضى كوفيد المديد هو الاعتلال العصبي المحيطي.

وبحثت الدراسة التي أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد في الصلة المحتملة بين كوفيد المديد (كوفيد طويل الأمد) والاعتلال العصبي الليفي الصغير.

وتبين أن 59٪ من مرضى كوفيد المديد الذين تم أخذ عينات منهم أصيبوا بالاعتلال العصبي الليفي الصغير.

واستناداً إلى تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس كورونا المديد هو بداية ظهور أي أعراض مرتبطة بفيروس كوفيد في غضون 90 يوماً منذ ظهور أول عَرَض. وتستمر هذه الأعراض لأكثر من شهرين.

وفحصت الدراسة 17 مريضاً أصيبوا بفيروس كوفيد 19 وكانوا يعانون من أعراض الاعتلال العصبي. وكان لدى المشاركين مصابين بكوفيد 19 في وقت ما بين 21 شباط (فبراير) 2020 و19 كانون الثاني (يناير) 2021. ودرس الباحثون المشاركين لمدة 1.4 سنة في المتوسط. علماً أن المشاركين لم يصابوا سابقاً بالاعتلال العصبي قبل الإصابة بعدوى كوفيد 19.

وكشف عن اعتلال الأعصاب باستخدام خزعة الجلد من أسفل الساق وأعلى الفخذ، واختبار التشخيص الكهربائي - لقياس نشاط العصب - واختبار الوظيفة اللاإرادية.

وكشفت نحو 62٪ من خزعات أسفل الساق عن الإصابة الاعتلال العصبي الليفي الصغير، بينما أكدت 17٪ من اختبارات التشخيص الكهربائي و50٪ من اختبارات الوظيفة اللاإرادية الإصابة بالاعتلال العصبي الليفي الصغير.

أساليب علاج متاحة

تضمنت العلاجات في هذه الحالة استخدام الغلوبولين المناعي الوريدي و/أو الكورتيكوستيرويدات. كلاهما يعد أحد العلاجات المناعية – أي الأدوية التي تغير استجابة الجهاز المناعي.

لم يظهر معدل نجاح هذه العلاجات أي اتجاه محدد. لذلك يجب أن يكون العلاج خاصاً بكل حالة فردية. ومع ذلك، جمع الباحثون أدلة كافية تشير إلى أن عدوى كوفيد 19 قد تسبب خللاً في التنظيم المناعي يمكن أن يساهم في الإصابة بالاعتلال العصبي الليفي الصغير.

ولاحظ المؤلفون أن الألياف الصغيرة معرضة بشكل خاص للتلف لافتقارها إلى الميلين (أو النخاعين) – وهي الطبقة الواقية أو العازلة المحيطة بمحاور الخلايا العصبية (أو المحاور العصبية). وأشاروا أيضاً إلى أن محاور الألياف الصغيرة تتجدد بسرعة نسبياً، لذلك هناك أمل في أن الوقت قد يتكفل بزوال الأعراض.

أساليب علاج غير مرتبطة بكوفيد 19

نظراً لوجود العديد من مسببات الاعتلال العصبي الليفي الصغير، فهناك العديد من الطرق لعلاجه. على سبيل المثال، قد يطلب الطبيب من المريض التوقف عن تناول دواء معين أو يعطيه تعليمات للتعامل مع مرض السكري بطريقة ملائمة. وقد يكون التعامل مع الألم هو العلاج الذي يوصي به الطبيب.

العلاج بالإبر الصينية

بين المرضى الذين يعانون من اعتلال العصبي المحيطي الناجم عن العلاج الكيميائي، عزز الوخز بالإبر التجديد الهيكلي للعصب الربلي، وفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في مجلة Phytomedicine.

وتتسبب عوامل العلاج الكيميائي في تلف الخلايا والحمض النووي والالتهابات التي تثير تنكس الأعصاب المحيطية والاعتلال العصبي الليفي الصغير. وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن الوخز بالإبر قد يكون مفيداً لدى مرضى الاعتلال العصبي.

أجريت الدراسة بين عامي 2012 و2015 في المركز الطبي الجامعي هامبورغ إيبندورف في ألمانيا. وشارك في هذه الدراسة 60 مريضاً مصاباً بالاعتلال العصبي المحيطي، وتلقى المرضى العلاج بالإبر أسبوعياً لمدة 10 أسابيع قبل أو بعد فترة انتظار امتدت لعشرة أسابيع.

ووجد الباحثون أن الوخز بالإبر يرتبط بتغييرات كبيرة في إمكانات عمل العصب الحسي وفي سرعة توصيل العصب الحسي الربلي.

وارتبط الوخز بالإبر أيضاً بتحسن في الألم الحارق والخدر ونقص حس الاهتزاز في ظهر القدم والتشنجات وتواتر الأعراض واختلال التوازن أثناء المشي ودرجة العجز العصبي والمشي من الكعب إلى إصبع القدم.