قاع وسط المحيط الأطلسي يحتوي ألغازاً تنتظر الحل

منوعات

ثقوب غامضة في قاع المحيط تصيب العلماء بالحيرة

29 تموز 2022 21:26

خلال بعثة استكشافية حديثة إلى الأعماق غير المستكشفة في شمال وسط المحيط الأطلسي، عثر باحثون على أمر غريب: ثقوبٌ صغيرة محفورة في رسابة المحيط، وكلها مرتبة في عشرات الخطوط المستقيمة نسبياً.

لا تحير الثقوب الموجودة في قاع البحر العلماء عادة، ولكن هذه الثقوب منقطة بأسلوب أنيق ومتناسق بشكل لا يصدق، ولولا حقيقة أنها تقع على عمق 2.5 كيلومتر تقريباً تحت سطح المحيط الأطلسي، في مكان مجهول، لكان من الممكن افتراض أن تكون مصممة بأيادٍ بشرية.

الثقوب الغامضة ربما هي نتاج كائن قاعي غير معروف

استخدم الباحثون على متن سفينة "أوقيانوس إكسبلورَرْ"، التابعة للإدارة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، غواصة آلية لاستكشاف سلسلة من التلال البركانية تحت الماء في شمال أرخبيل جزر الأزور، بالقرب من البر الرئيسي للبرتغال في السبت الماضي.

وبعد نحو أسبوع، حدد الباحثون أربع مجموعات أخرى من الثقوب على بعد نحو 483 كيلومتراً وعمق 1.6 كيلومتر.

وكتبت الإدارة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في بيان صحفي: "في حين تبدو الثقوب وكأنها من صنع الإنسان، تشير أكوام الرسابة الصغيرة حولها إلى أنها حُفرت بطريقة أخرى. وحاولنا إلقاء نظرة على الثقوب وحشر الأدوات الموجودة في الغواصة التي نشغلها عن بعد ولكننا لم نتمكن من ذلك".

وما يزيد الأمر غموضاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها العلماء ثقوباً مثل هذه، إذ إنها حيرت الباحثين لمدة 20 عاماً على الأقل، فقد ذكرت ورقة نشرت في عام 2004 عن رؤية مثل هذه الثقوب في المنطقة نفسها في ذلك العام. وأطلق عليها الباحثون اسم "ليبن شبورن"، وتعني "آثار الحياة" باللغة الألمانية.

وكتب المؤلفون آنذاك: "إن مصدر الثقوب أو طريقة صنعها غير معروف، لكن الرواسب المرتفعة قد تشير إلى أن كائناً قاعيّاً قد حفرها".

وأضافوا: "لم تظهر أي من الصور القريبة التي التقطناها أي علامة على وجود كائنات حية تعيش في الثقوب. ولم يكن واضحاً إن كانت الثقوب متصلة تحت سطح الرسابة".

الثقوب الغامضة لغز ينتظر الحل

ومنذ ذلك الحين، لم نكتشف المزيد عن هذه الثقوب، لكن يؤمل أن تقدم هذه المهمة بعض الإجابات. وتمكن الباحثون في البعثة الاستكشافية الأخيرة من أخذ عينات من الرواسب من حول الثقوب باستخدام جهاز شفط خاص بالغواصة على أمل معرفة إن كان هناك شيء ما يعيش هناك أم لا.

وبعد أن عمل في العثة الاستكشافية الأخيرة وعلى ورقة 2004، نمى لدى عالم الأحياء المختص بأعماق البحار مايكل فيكيوني اهتمامٌ خاص بمعرفة ما يكمن تحت رمال وسط المحيط الأطلسي، إذ صرح فيكيوني لصحيفة نيويورك تايمز: "هناك شيء مهم يحدث هناك ولا نعرف ما هو. وهذا يسلط الضوء على حقيقة وجود ألغاز تنتظر الحل هناك".

وتغطي سلسلة جبال وسط الأطلسي مساحة كبيرة تبلغ 16000 كيلومتر، وهي أطول سلسلة جبال في العالم - على الرغم من أن معظمنا لم يرها قطّ.

ولا نعرف الكثير عن هذه المنطقة المميزة، ولهذا السبب هي محور البعثة الاستكشافية الجديدة التي بدأت في أيار (مايو) الماضي وستمتد إلى أيلول (سبتمبر) 2022.

كما ستبحث البعثة أيضاً في منطقة صدع تشارلي جيبس، التي تقطع التلال، وهضبة الأزور التي تقع إلى الشرق من سلسلة جبال وسط الأطلسي، حيث تتلاقى ثلاث صفائح تكتونية رئيسية.


ولك أن تتخيل – عزيزي القارئ - مع كل هذا النشاط والعمل أن سلسلة جبال وسط الأطلسي هي نقطة زلازل، وهي أيضاً موطن للفتحات الحرارية المائية المذهلة حيث توفر الصهارة الحرارة التي تستخدمها الكائنات التي تعيش في قاع المحيط العميق.

sciencealert