آثار أقدام الصيادين القدامى في صحراء يوتاه

منوعات

اكتشاف "آثار أقدام شبحية" في صحراء يوتاه تعود لصيادين قدامى

3 آب 2022 11:31

عثر علماء الآثار مؤخراً على مجموعة غامضة من "آثار أقدام شبحية" في المسطحات الملحية في صحراء يوتاه. وسميت هذه الآثار القديمة النادرة باسم غريب، لا لأنها من عالم أثيري غامض، بل بسبب هيئتها الأرضية، إذ لا تصبح مرئية إلا بعد هطول الأمطار، حيث تصبح رطبة وذات لون داكن، قبل أن تختفي مجدداً بعد أن تجف بفعل الشمس.

واكتشف الباحثون آثار الأقدام هذه عن طريق الخطأ في أوائل تموز (يوليو) المنصرم أثناء توجههم إلى موقع أثري قريب آخر في قاعدة هيل الجوية في صحراء "غريت سولت ليك" في ولاية يوتاه. لم يجد الفريق في البداية سوى عدد قليل من آثار الأقدام، لكن مسحاً شاملاً للمنطقة المحيطة كشف عن 88 أثراً على الأقل لمجموعة من البالغين والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ربما خمس سنوات.

وتدل آثار الأقدام الشبحية هذه على أن من تركها كانوا يسيرون حفاة منذ ما لا يقل عن 10000 عام عندما كانت المنطقة لا تزال أرضاً رطبة شاسعة. مع ذلك، يشك الباحثون في أن احتمال أن تعود هذه الآثار إلى ما قبل 12000 عام خلال الامتداد الأخير للعصر الجليدي الأخير أثناء العصر الجيولوجي السادس أو العصر البلستوسيني (من 2.6 مليون إلى ما قبل 11700 سنة مضت).

وقالت أنيا كيترمان، مديرة الموارد الثقافية في قاعدة هيل الجوية التي أشرفت على العمل الأثري، في بيان: إن اكتشاف العديد من آثار الأقدام القديمة هو "اكتشاف يحدث مرة واحدة في العمر. ووجدنا أكثر مما كنا نتوقع بكثير".

لكن الاكتشاف لم ينشر بعد في مجلة أكاديمية لأن الباحثين لا يزالون يجرون مزيداً من التحليل لآثار الأقدام هذه.

وتبعاً للبيان، كانت صحراء "غريت سولت ليك" مغطاة ببحيرة مالحة كبيرة مشابهة لبحيرة "غريت سولت" القريبة – وهي أكبر بحيرة مياه مالحة في نصف الكرة الأرضية الغربي، والتي سميت الصحراء باسمها. وجفت البحيرة القديمة ببطء بسبب التغيرات المناخية التي طرأت في نهاية العصر الجليدي الأخير، فخلفت وراءها الأملاح. لكن أثناء تحول البحيرة إلى مسطحات ملحية جافة، ظلت المنطقة لفترة وجيزة أرضاً رطبة كبيرة عاش فيها البشر حتى قبل 10000 عام، وهذه الظروف كانت مثالية لخلق آثار أقدام الأشباح.

وقال عالم الآثار في مجموعة أبحاث الأنثروبولوجيا في الغرب الأقصى، والباحث الرئيسي دارون ديوك: "يبدو أن البشر كانوا يسيرون حينذاك في المياه الضحلة، حيث تملأ الرمال بسرعة آثار أقدامهم، مثلما يحدث عند السير على الشاطئ".

وهذه المجموعة هي شركة خاصة متخصصة في إدارة الموارد الثقافية، وقالت في بيانها: "وُجد تحت الرمال طبقة طينية أبقت الآثار سليمة بعد ردمها". وأضاف ديوك: منذ ذلك الحين ملئت آثار الأقدام بالملح مع جفاف الأراضي الرطبة، ما جعل تمييزها صعباً عن المناظر الطبيعية المحيطة عندما تجف.

وعندما تمطر تُمتص مياه الأمطار عادة بسرعة إلى عمق الرواسب المحيطة، ما يعني عودة لون الأرض الأصلي بسرعة. ولكن عندما يهطل المطر فوق آثار الأقدام الموحلة المخفية، تحتجز المياه، فتشكل بقعاً من الرواسب المظلمة والرطبة التي تميزها عن محيطها.

وعلى بعد أقل من 1.6 كيلومتر من مكان اكتشاف الآثار، كشفت مجموعة بحثية سابقة عن معسكر للصيادين يعود تاريخه إلى 12000 عام، ويحتمل أن يكونوا أصحاب آثار الأقدام المكتشفة. وتضمنت الاكتشافات الأثرية في الموقع مدفأة قديمة، وأدوات حجرية تستخدم في الطهي، وكومة عظام حيوانية وبذور تبغ متفحمة، وهي أقدم دليل على استخدام التبغ لدى البشر.

واستناداً للبيان، جمع الباحثون المشاركون في الاكتشاف الجديد بعض آثار الأقدام من أجل تحديد أعمار أصحابها بدقة باستخدام التأريخ بالكربون المشع، إذ يأمل الباحثون أن يكونوا قادرين على تحليل قطع صغيرة من المواد العضوية التي قد تكون موجودة في الرواسب.

livescience