بعد رحلة بحث مريرة.. عائلة أردنية تجد ابنها معانيا مأساة التعذيب والإهمال في تركيا

تقارير وحوارات

عائلة أردنية تجد ولدها المفقود متعرضا للتعذيب في سجن تركي وتصطدم بإهمال المشافي وعجز القنصل عن المساعدة

سارة عبيدات

3 أيلول 2022 11:07

عثرت عائلة أردنية على ولدها الطالب الجامعي المفقود، خارجا من سجن تركي وقد تعرض لتعذيب شديد، بعد رحلة بحث مريرة، لتبدأ صدمتها اللاحقة بإهمال المشافي التركية لوضع ابنها وعجز القنصل الأردني عن تأمين المساعدة.

وأوضح الوالد في حديث خاص لموقع النهضة نيوز، تفاصيل رحلة البحث عن ولده الذي فقد الاتصال به في 30/6/2022 أثناء تواجده في تركيا لإنهاء إجراءات التسجيل والرسوم كطالب جامعي في السنة الأولى، والحالة المزرية التي وجده عليها، ومعاناته بعد ذلك في علاجه في المشافي التركية قبل أن يلعب القدر دوره في عودتهم إلى الأردن، بعد عجز القنصل الأردني عن فعل شيء.

حيث لجأ الوالد للسؤال عن ولده عند جميع من يعرفهم منذ اللحظة التي فقد الاتصال بها معه، لكن دون نتيجة، ثم سافر إلى تركيا ولم يترك مكانا ولا سجنا إلا وبحث به دون نتيجة أيضا، وقام بإبلاغ الجهات الأردنية والقنصل الأردني، دون التمكن من الحصول على أي خبر عن ولده إن كان في السجون أو في المستشفيات.

وبعد ذلك، بقي يتواصل مع أي شخص يستطيع التوصل إلى أي معلومة، حتى أتته معلومة بأن ولده موجود في سجن في إزمير، فذهب إليها، في 21/7/2022، ووجد ولده المفقود في سيارة الشرطة خارجا من سجن إزمير، بعد أن تم الإفراج عنه.

آثار تعذيب الشاب الأردني بعد خروجه من سجن إزمير في تركيا

أكد الوالد بأن الوضع الصحي والنفسي لولده كان صعبا جدا جدا، وإضافة إلى ذلك فقد شاهد على جميع أنحاء جسده آثار الحروق، وآثار الكلبشات في الأيدي والأرجل، كما وجد ضربة أو حرقا أو مادة لا يعرف ماهيتها مرشوشة على رِجْلٍ ولده الشمال.

ولفت إلى أن القنصل الأردني الذي كان يتواصل معه كان يخبره بأنهم قاموا بتعميم اسم ولده على السجون والمستشفيات، دون ورود أي معلومة عنه، حتى تمكن الوالد من العثور على ولده لوحده، والقنصل لم يعرف.

وتابع الوالد في سرد معاناته الصادمة في تركيا، مبينا بأنه ذهب بولده مباشرة إلى مستشفى في إزمير، ليقوموا برفض استقباله بعد معرفتهم بأنه خارج من السجن، دون أن يعلم لماذا، خاصة أن سجن ولده كان بتهمة انتهاء الإقامة!

وحينها قام الوالد بالسفر بابنه من إزمير إلى إسطنبول وأدخله إلى مستشفى باشاك شهير، وأجرى له صورا وتحاليلا، دون أن يلقى أي اهتمام من هذه المستشفى، حتى أنهم لم يقوموا بتغيير ضمادة الجرح، واكتفوا بالقول بعدم حاجة ولده للبقاء في المستشفى وقاموا بإخراجه منها.

ورغم ذلك، يبين الوالد لموقع النهضة نيوز، بأن المستشفى تكلمت مع القنصل الأردني وأبلغته بأنه خرج منها على مسؤوليته وبأنه رفض العلاج لابنه، مبرزا تقريرا قام بأخذه من المشفى رغم رفضهم في البداية منحه أي تقرير.

وأشار إلى القنصل الأردني بحديثه، بأن مجرد وثيقة سفر لابنه لم تصدر ليتمكن من المغادرة، مضيفا بأنه واصل مع زوجته معالجة رِجلِ ولدهما في شقتهما بتركيا، حتى عثروا على جواز سفره بمنطقة في الفاتح، وحينها أخذ ولده وسافروا إلى الأردن.