ميقاتي يثير دهشة هوكشتين بطرح مشاكل الحدود البرية مع إسرائيل أثناء مباحثات ترسيم الحدود البحرية

فراس فرحات

ماذا يدور في رأسه.. ميقاتي يفاجئ هوكشتين بطلب أثار دهشة الجميع

أثارت زيارة الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتين إلى بيروت، الكثير من علامات الاستفهام، بعد التفاصيل التي خرجت إلى العلن عن فحوى المواضيع التي تم طرحها، وخاصة ما طرحه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن الحدود البرية التي سببت استغراب ودهشة الحاضرين بمن فيهم هوكشتين.

فبعد انتظار لبناني طويل لمجيء هوكشتين، وما يحمله من معطيات حول الرد الإسرائيلي على مطالب لبنان في ملف ترسيم الحدود البحرية، بدت الزيارة وكأنها زيارة سلام وتعارف لا أكثر ولا أقل، ومنهم من اعتبر أن الزيارة لم تكن للحديث عن الترسيم او حتى الرد على رسالة لبنان، وكان ذلك واضحا في إعلان اللواء عباس ابراهيم من عين التينة للصحافيين بأن الموضوع لا علاقة له بالترسيم.

إلا أن اللافت كان ما طرحه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع هوكشتين من إمكانية إيجاد حل للنقاط العالقة في البر، رغم أنه موضوع غير مطروح على النقاش بين لبنان وإسرائيل وليس على جدول الأعمال، فكان جواب الوسيط الأمريكي بأن "مثل هذا الطرح قد يعرض التفاوض للعرقلة لعدم الجهوزية للأمر في الوقت الحاضر، وبأن فريق البحث الحالي لا علاقة له بالبر"، فأجابه ميقاتي: "إذاً لنبق بالبحر".

وبحسب المعلومات فإن طلب ميقاتي جاء مخالفا للاتفاق الحاصل بين الطرفين، ولم يكن أحد على علم بما يدور في رأس ميقاتي، بل إن طرح ميقاتي لما يسمى B1، قد ترك دهشة على وجوه الحاضرين ومنهم هوكشتين الذي أبدى استغرابه مما سمعه، فكان جوابه بأنه لا يعلم بما يطرحه ميقاتي، وبأن الجانب الإسرائيلي لم يتطرق إلى هذه النقطة، ولكنه سيعرض الأمر عليهم، مع تأكيده أن الأمر سيُعقّد الأمور أكثر وقد يؤخر عملية الرد والحلول.

ورغم كل ما أحيط بالزيارة فقد عاد هوكشتين وأكد في وقت لاحق من مطار بيروت، بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، ولكن هناك بعض التفاصيل العالقة يجب حلحلتها أولا للوصول إلى الحل.

وفيما يخص النقاش حول موضوع الترسيم الذي يستلزم إجابات جديدة فكان على الشكل الآتي:

ـ كان المطلوب دخول إسرائيل إلى عمق الخط 8، لكنه قوبل برفض لبنان.

ـ أرادوا منح لبنان نسبة 90 في المئة من أصل 860 كيلومتراً، فجُوبه هذا المطلب بالرفض أيضاً.

لبنان حصل على حصته بالكامل وشركة توتال تكفلت بدفع تعويضات لإسرائيل

وبحسب المصادر، فإن الإيجابية التي تحققت هي "حصول لبنان على كامل ما طالب به، بالإضافة إلى حقل قانا كاملا، وبكل ما يحتويه من غاز، أي أن لبنان سيستحوذ على كامل حصته."

ولفتت المصادر أيضا إلى أن التعويض الذي كان يطلبه الجانب الإسرائيلي عن المساحة من قانا التي تقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وفق ما صرحت به وسائل إعلام عبرية بوجوب استحداث منصتان واحدة إسرائيلية وثانية لبنانية وبأن على لبنان دفع تعويضات لتل أبيب، فستتكفل شركة توتال بدفعه."

وقد أكدت هذه المعلومات مصادر "توتال" التي أوضحت أن الشركة الفرنسية اتفقت مع الشركة التي تعمل في الجهة الأخرى من الحدود في فلسطين المحتلّة على أن تعوض على إسرائيل، وبأنه "لا دخل للبنان بالاتفاق الذي سيحصل بينهما."

ومع هذا فقد بقيت نقطة عالقة تتصل بما يعرف بالخط الأزرق المائي، قبل الوصول إلى البلوكات، أي أول خمسة كيلومترات في البحر، وهي ليست تابعة للبنان، وإنما هي بمنزلة خطّ أزرق بحري.

وقد طالبت إسرائيل بأن تكون هذه العوامات هي الحدود الفاصلة، وإلا اعتبرت عكس ذلك خرقاً أمنيا باتجاهها، فردّ لبنان مطالباً بإحداثيات خاصة بالبقعة المشار إليها قبل الإجابة، فإذا وجد أن الموافقة لن تلحق الضرر بحدوده البحرية وسيادته عليها، فلن يكون هناك مشكلة وإلا فسيتم رفض هذا الطرح حتما.

فقد انحصرت المحادثات بأمتار قليلة من المياه، وقد غادر الوسيط الأمريكي على أمل أن يقوم بإرسال النقاط التي بحثها، أي الإحداثيات أو نقاط العوامات بشكل خطي، للتأكد من كونها من مصلحة لبنان، فإذا تم إيجاد حل للعوامات فقد نكون على مفترق أسابيع من الاتفاق.

وبناء على المعطيات المتوفرة عن زيارة هوكشتاين السريعة يتضح بأن ملف الترسيم لا يزال معلقا حتى هذه اللحظة، وبأن الرد الإسرائيلي قد لا يأتي قريبا، رغم وجود بعض الإيجابيات، كما أن الوضع لن يبقى كما هو عليه بانتظار رد الرد على الرد.