خلايا CD8 T اللمفاوية تحبط استراتيجية الخلايا السرطانية التي تمكنها من الاختباء من الجهاز المناعي

علوم

اكتشاف خلايا مناعية تساعد في قتل أورام سرطان المثانة

12 أيلول 2022 19:29

توصل باحثون إلى اكتشافين مهمين حول الآلية التي تحبط بها خلايا سرطان المثانة هجمات الجهاز المناعي. وقد يوفر هذا البحث، الذي نُشر في مجلة "Cancer Cell" في أيلول (سبتمبر) الجاري، خياراً علاجياً جديداً للمصابين بهذه الأنواع من الأورام.

يعد سرطان المثانة المتقدم سرطاناً عنيداً، ويتلقى المصابون به عادة تشخيصات تنبئ بأمور سيئة. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على العديد من مثبطات "نقاط الفحص المناعية" (أو نقاط التفتيش) التي تخدعها خلايا السرطان ما يسمح لها الاختفاء، لكن هذه الأدوية لا تحافظ على استجابات مفيدة إلا لدى نحو 20% من المرضى.

خلايا "CD8 T" اللمفاوية تتصرف مثل الخلايا القاتلة الطبيعية

وعندما يصاب الناس بالسرطان، يندفع نوع من الخلايا المناعية يسمى "الخلية القاتلة الطبيعية" لمحاولة قتل الخلايا السرطانية. لكن في أحيان كثيرة تحبط الخلايا السرطانية هجمات هذه الخلايا. وأفاد باحثو كلية ماونت سيناي للطب أنهم وجدوا مجموعة فرعية من خلايا "CD8 T" اللمفاوية التي تتكيف مع استراتيجيات تجنب الورم من خلال تفرُّدها بخصائص فطرية تُنسب تقليدياً إلى الخلايا القاتلة الطبيعية، ما يوفر استراتيجية تقلل قدرة الخلايا السرطانية على مكافحتها.

وبغية إنشاء خلايا قاتلة إضافية، أظهر الباحثون أن بإمكانهم حث خلايا "CD8 + T" على تجسيد جزيء يُعرف باسم "NKG2A" على سطحها، ما يسمح لها بالتصرف مثل الخلايا القاتلة الطبيعية. إذ أظهرت هذه الدراسة أن جزيء "NKG2A" يرتبط بتحسين إمكانية النجاة والاستجابة للعلاج المناعي لمكافحة هذا النوع من السرطان المسمى مانع نقاط الفحص المناعية PD-L1 (PD-L1 checkpoint blockade).

الخلايا السرطانية تجسد بروتين "HLA-E" لتخدع الجهاز المناعي

ويتعلق الاكتشاف الثاني بقدرة الخلايا السرطانية على مقاومة علاج PD-L1 checkpoint blockade. ولاحظ الباحثون أن بإمكان الأورام الحفاظ على تجسيد بروتين يسمى "HLA-E" على سطحها يمكنه مقاومة الخلايا المناعية التائية لأن HLA-E يرتبط بجزيء NKG2A ويعطل قدرة الخلايا المناعية التائية على الهجوم. وقال الباحثون إن العلاج المناعي الذي يستهدف محور HLA-E / NKG2A على وجه التحديد قد يكون وسيلة فعالة لمهاجمة الخلايا السرطانية لدى هؤلاء المرضى.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة أمير هورويتز، وهو أستاذ مساعد في علوم الأورام في معهد تيش للسرطان: "تشير هذه النتائج إلى أن الأجسام المضادة التي تثبط كلاً من NKG2A وPD-L1 قد تكون استراتيجية علاج أكثر فعالية لدى المرضى الذين تحتوي أورام سرطان المثانة لديهم على تركيزات عالية من خلايا "CD8 + T" التي تحتوي HLA-E وNKG2A، وتوفر هذه النتائج إطاراً للتجارب السريرية المستقبلية التي تجمع بين العلاج الذي يثبط NKG2A مع العلاجات المناعية الأخرى في هذه الأورام".

ولإجراء الدراسة، حدد الباحثون ملامح أورام ودم مرضى سرطان المثانة عبر مراحل مختلفة من المرض، ودرسوا جميع العينات فور الاستئصال الجراحي للورم من المرضى للتأكد من قدرتهم على تحديد الخلايا المناعية الحية وفحص عملها.

وضمّت الدراسة العديد من التقنيات المتطورة أحادية الخلية واستفادت من مجموعات البيانات المتاحة للجمهور من خلال أطلس جينوم السرطان (TCGA) وتجربة "ImVigor210" لفحص دواء atezolumab، وهو علاج مناعي مضاد لسرطان PDL1.

وساهم العديد في هذه الدراسة، بينهم جامعة كولومبيا، ومعهد كارولينسكا، ومختبر فريدريك الوطني لأبحاث السرطان في المعاهد الوطنية للصحة، ومعهد راغون في مستشفى ماساتشوستس العام، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة هارفارد، وجامعة جنوَه، وجامعة لوزان، وجامعة أوسلو، وشركة Sema4، وشركة Genentech، وشركة Astra Zeneca. ودعم هذا العمل بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية ومعهد باركر للعلاج المناعي للسرطان والمعهد الوطني للسرطان والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.

مديكال إكسبرس