أحد نوعي البدانة مرتبط بالالتهابات المسببة للسرطان وأمراض أخرى

علوم

نوعان من البدانة مساوئ أحدهما أكبر من الآخر

14 أيلول 2022 09:44

قسمت دراسة جديدة البدانة إلى نوعين مختلفين، لكل منهما آثاره الضارة على أداء الجسم. وتولّد عن النتائج نهج أكثر دقة لتشخيص الحالات الصحية المرتبطة بالوزن، حتّى إنها كشفت طرقاً لوضع علاج معين لكل حالة فردية.

في الوقت الحالي، تُشخص البدانة باستخدام قياسات مؤشر كتلة الجسم (BMI)، لكن فريق البحث الجديد قال إن هذا النهج بسيط للغاية، ويخاطر بتضليلنا من خلال تجاهل الاختلافات البيولوجية الفردية.

نوعا البدانة يختلفان بحسب عملية الاستقلاب

ويتميز أحد أنواع البدانة التي حددها البحث بوجود كتلة دهنية أكبر، بينما يتميز النوع الآخر بكتلة عضلية وكتلة دهنية. وما أثار دهشة الباحثين أن النوع الثاني مرتبط بزيادة الالتهاب، المرتبط بدوره بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

وقال أندرو بوسبيسيليك، وهو باحث في علم الوراثة في معهد فان أنديل في ولاية ميشيغان: "باستخدام نهج قائم على البيانات، نرى لأول مرة أن هناك على الأقل نوعين مختلفين من البدانة وفقاً لعملية الاستقلاب (الأيض)، ولكل منهما سماته الفسيولوجية والجزيئية التي تؤثر في الصحة".

وأضاف: "إن ترجمة هذه النتائج إلى اختبار قابل للاستخدام سريرياً قد يساعد الأطباء على توفير رعاية أكثر دقة للمرضى".

استفاد العلماء من بيانات 153 زوجاً من التوائم جمعها مشروع "TwinsUK" البحثي، وتوصلوا إلى أربعة أنواع فرعية لعملية الاستقلاب تؤثر في كتلة الجسم: اثنان مسؤولان عن النحالة، واثنان مسؤولان عن السمنة.

نوع البدانة الثاني ينشأ عن طريق الصدفة

وتحقق الباحثون من هذه النتائج بعد ذلك في المختبر باستخدام فئران متطابقة وراثياً، نشأت في البيئة نفسها، وأكلت كمية الطعام نفسها.

وأشارت هذه الضوابط إلى أن أمراً آخر يحدث خارج تلك الأنظمة الغذائية والبيئة المحيطة والوراثة. ويتضمن أحد التفسيرات المحتملة "الواسمات التّخلّقية" – وهي تعديلات طرأت على جزيئات الحمض النووي غيرت طريقة قراءة الجينات. إذ إن التخلق (Epigenetics) هو السبب وراء عدم تطابق التوأمين اللذين يحملان جزيئات الحمض النووي نفسه.

وقال بوسبيسيليك: "النتائج التي توصلنا إليها في المختبر تكاد تطابق بيانات التوائم البشرية". وأكد "رأينا مجدداً نوعين فرعيين متميزين من البدانة، أحدهما بدا تحريضه ممكناً جينياً، وتميز بكتلة عضلية أكبر ونسبة دهون أعلى، وعلامات التهابية عالية، ومستويات إنسولين عالية، وبصمة تخلّقية قوية".

ووفق ما توصل إليه الباحثون حتى الآن، يبدو أن النوع الثاني من البدانة - النوع المرتبط بالالتهاب - ينشأ عن طريق الصدفة. وهذا يعني أن هذه النتائج قد تكون مفيدة أيضاً في دراسة ما يُعرف باسم "التباين الظاهري غير المبرر"، وهي الفكرة القائلة بأن العوامل غير الجينية وبيئتنا تصوغنا وتُشكلنا.

علاجات مختلفة للبدانة

فكر العلماء في التباين الظاهري غير المبرر لأكثر من مائة عام، ولمّحت هذه الدراسة إلى أن التخلق مرتبط بالتباين الظاهري غير المبرر.

وشدد بوسبيسيليك على أن "نتائج اليوم تسلط الضوء على قوة التعرف على هذه الاختلافات الدقيقة بين الناس لتوجيه طرق أكثر دقة لعلاج المرض".

وإذا أمكن تأكيد نوعين (أو أكثر) من البدانة في الدراسات المستقبلية، فسينتج عن ذلك علاجات مختلفة للبدانة - تغييرات في النظام الغذائي، على سبيل المثال، أو جراحات إنقاص الوزن - وقد يكون لهذه العلاجات تأثيرات مختلفة اعتماداً على نوع البدانة.

يريد الباحثون الآن دراسة نوعي البدانة اللذين حددوهما بمزيد من التفصيل – الأمر الذي قد يؤدي لاحقاً إلى إرشادات تمكن الأطباء من تشخيص المرضى بشكل مختلف.

ولفت بوسبيسيليك إلى أن "نحو ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من زيادة الوزن وهناك أكثر من 600 مليون شخص يعانون من البدانة، ومع ذلك ليس لدينا إطار لتقسيم الأفراد وفقاً لمسببات المرض الأكثر دقة".

نيتشر ميتابولزم