"المحصنون الخارقون" يتفادون الإصابة بكوفيد 19 من دون أن تنتج أجسامهم أجساماً مضادة

علوم

فريق من العلماء يحاول جمع معلومات عن "المحصنين" من عدوى كوفيد 19 ويطلب مساعدتهم

14 أيلول 2022 17:22

أصاب كوفيد 19 أكثر من 600 مليون شخص في كل بقعة من الكوكب تقريباً. لكن تمكن بعض الناس من تجنب الفيروس بطريقة ما. ويشمل ذلك مقدمي الرعاية الصحية الذين أمضوا شهوراً محاطين بمرضى مصابين والأشخاص الذين تقاسموا السرير مع شريك مريض. وإذا كنت أحد هؤلاء الذين يُطلق عليهم "المحصنون الخارقون"، فقد يرغب العلماء في تلقي معلومات منك.

ولدى الولايات المتحدة فكرة تقريبية عن عدد الأمريكيين الذين أصيبوا بفيروس كوفيد 19 من خلال الانتشار المصلي للأجسام المضادة، والذي يكتشف إذا كان الشخص قد طور أجساماً مضادة لفيروس سارس كوف 2 (SARS-CoV-2).

كيف يتفادى المحصنون الإصابة بعدوى كوفيد 19

ومنذ 13 أيلول (سبتمبر) الجاري، أشارت العينات المأخوذة من المختبرات التجارية في الولايات المتحدة إلى أن 57.7% من الأشخاص على الأقل أصيبوا بفيروس كوفيد 19 مرة واحدة على الأقل. ويظن العلماء أن معدل الانتشار المصلي لدى الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أعلى من ذلك، نحو 79%.

إذن، كيف نجح عدد كبير من السكان في تفادي العدوى حتى الآن؟

أولاً، هناك فرصة كبيرة بأن الذين يظنون أنهم لم يصابوا بكوفيد 19 من قبل قد عانوا من دون علم من عدوى بدون أعراض. ويرى الباحثون أن هذا أكثر شيوعاً مما يدركه معظم الناس.

ثانياً، قد يكون هناك عامل وراثي. فمنذ الأيام الأولى للجائحة، اتضح أن كوفيد 19 يجعل بعض الناس مرضى للغاية، بينما يعاني بعضهم الآخر من مرض شبيه بالإنفلونزا، وبالكاد تظهر أعراض على بعضهم. ويرى الباحثون أن هذا يتأثر بمجموعة متنوعة من الأسباب، ولكن من المحتمل أن يكون العامل الرئيسي وراثياً.

واكتشفت دراسة دولية كبيرة 13 موقعاً في الجينوم البشري يبدو أنها مرتبطة بقابلية الإصابة بعدوى كوفيد 19 وشدتها. ومن الغريب أنهم وجدوا أيضاً تداخلاً بين المتغيرات التي تزيد من احتمال الإصابة بكوفيد 19 الحاد وأمراض أخرى، مثل سرطان الرئة وأمراض الرئة.

ورجح بحث آخر أن يكون لمرض كوفيد الحاد سبب وراثي قوي لدى نحو 20% من الحالات. في المقابل، اقترح أن الذين لديهم جين معين - اسمه HLA-B*15:0 - هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى كوفيد 19 من دون ظهور أعراض.

لكن حتى الذين أصيبوا بكوفيد 19 من دون ظهور أعراض لا يزال لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها تقاوم العدوى. فهل يمكن أن يكون بعض الناس محصنين بشكل طبيعي من كوفيد 19 من دون أن تنتج أجسامهم أجساماً مضادة؟

هذا احتمال وارد، لذا اجتمع فريق من العلماء لمحاولة فهم كيفية تأثير الأسس الجينية لجهاز المناعة لدينا في كوفيد 19. وحرصوا على التواصل مع الذين لم تشكل أجسامهم حتى الآن أجساماً مضادة لكوفيد 19 على الرغم من التعرض "المكثف والمتكرر" للفيروس.

وعبر دراسة هؤلاء الأشخاص الذين يبدو أنهم مقاومون للعدوى، يظن الباحثون أن بإمكانهم اكتساب بعض المعلومات القيمة حول معالجة هذه الجائحة العالمية المتواصلة.

وقال الفريق: "سيسمح لنا هذا الاكتشاف بتطوير طرق جديدة لمكافحة هذه الجائحة، وذلك من خلال إتاحة تشخيص أفضل وأسرع، وعقاقير جديدة لعلاج العدوى والوقاية منها، وطرق جديدة لتطوير لقاح، وفهم أفضل لطريقة عمل هذه العدوى في الجسم". وأضافوا "لتحقيق كل هذا، نحتاج إلى مساعدتك حالاً".

iflscience