عملتان رقميتان تتفوقان على البيتكوين في المستقبل

قبل تراجع سوق العملات الرقمية هذا العام، كانت الحكمة التقليدية تقول: أن البيتكوين تحوط جيّد ضد التضخم ومخزناً طويل الأجل للقيمة. حتى أن البعض أطلق عليها "الذهب الرقمي". لكن هذه الافتراضات الآن موضع شك كبير.

إذن ما هي العملات الرقمية التي يمكن أن تحل محل البيتكوين؟ في الوقت الحالي، أفضل احتمالين هما الإيثيريوم ETH، و سولانا SOL. تقدم كلاهما فائدة أكثر من BTC، وكلاهما رائد في الابتكار في صناعة البلوكتشين، مع آفاق نمو واعدة.

الإيثيريوم

تبرز الإيثيريوم كشركة رائدة في الابتكار. التطورات الأكثر شهرة في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية (dApps) والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) نشأت على بلوكتشين الإيثيريوم

تعتبر الإيثيريوم القوة المهيمنة في صناعة البلوكتشين، فهي اللاعب الأول في سوق NFT ، بحصة تقدر بـ 80٪، و في مجالات التمويل اللامركزي DeFi، وألعاب البلوكتشين، واالميتافيرس.

يعيب الإيثيريوم أنها بطيئة، ومكلفة للغاية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى آلية إثبات العمل، ولكن مع الدمج ستنتقل إلى آلية إجماع إثبات الحصة، مما يقلل رسوم المعاملات ويعزز سرعات معالجة المعاملات، حيث يجب أن تكون قادرة على التعامل مع 100،000 معاملة في الثانية. في المقابل، يمكن للبيتكوين في الوقت الحالي معالجة خمس إلى 10 معاملات فقط في الثانية.

سولانا

يعد الطريق إلى الهيمنة على السوق أكثر تعقيداً بالنسبة إلى سولانا لأنها منافسة مباشرة لـ الإيثيريوم. كلاهما عبارة عن بلوكتشين من الطبقة الأولى، ويقدمان للمستخدمين نفس الوظيفة والأداة.

تختلف سولانا عن  الإيثيريوم بأنها أسرع، وأرخص، حيث توفر بالفعل القدرة على معالجة 65000 معاملة في الثانية، ورسوم المعاملات تقترب من الصفر.

وتتفوق سولانا على الإيثيريوم من خلال دورها في الابتكار، حيث أطلقت كل شيء من شبكة دفع تجارية جديدة (Solana Pay) إلى منصة عملات رقمية جديدة تماماً للهاتف المحمول (Solana Mobile)، وتخطط في عام 2023 لإطلاق Saga، أول "هاتف عملات رقمية" على الإطلاق.

في الوقت نفسه، تتقدم سولانا بجد في كل من ألعاب البلوكتشين و الويب3 أكثر من أي عملة رقمية أخرى.

متى يمكن لـ الإيثيريوم أو سولانا إسقاط البيتكوين؟

قد يكون هذا غير دقيق، ولكن يمكن التفكير في ما يحدث في صناعة العملات الرقمية على أنه مشابه لما حدث في صناعة التكنولوجيا منذ جيل مضى. حتى ثمانينيات القرن الماضي، كانت شركة IBM هي أكبر اسم في صناعة التكنولوجيا، ثم ظهرت بعد ذلك شركتا مايكروسوفت وآبل.

من نواح كثيرة، فإن البيتكوين هي IBM اليوم، والإيثيريوم هي مايكروسوفت، و سولانا هي آبل. هناك بالتأكيد مجال للتعايش بين الثلاثة. السؤال الحقيقي الوحيد هو من سيجلس على القمة. قد يفضل المستثمرون المؤسسيون الكبار البيتكوين، بينما يفضل المستثمرون العاديون الإيثيريوم، وسولانا .

في الوقت الحالي، يبلغ حجم الإيثيريوم حوالي نصف حجم البيتكوين على أساس القيمة السوقية و وسولانا تساوي 3 ٪ فقط. لذلك سيتعين تغيير الكثير حتى يتمكن أي منهما من تجاوز BTC.

بالعودة إلى المثال السابق. تم إطلاق مايكروسوفت في عام 1975، واستغرق الأمر ما يقرب من عقدين من الزمن حتى تجاوزت شركة IBM في القيمة السوقية. بعد ذلك، استغرق الأمر ما يقرب من عقدين آخرين حتى تجاوزت شركة آبل شركة مايكروسوفت.

من الواضح أن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها ، وسيكون هناك العديد من التقلبات على طول الطريق.لكن الإيثيريوم، وسولانا يقدمان الآن الكثير من الفائدة، وكلاهما رائدة في الابتكار، مما يجعلهما متميزتان على المدى الطويل.