بقاء الإنسان يعتمد على طبيعة علاقته بالحيوان والمناخ

منوعات

بقاء البشر وفناؤهم مرتبطان بطبيعة علاقتنا مع الحيوانات والمناخ

19 أيلول 2022 08:01

تتزايد الأدلة على أن بقاء الإنسان على هذا الكوكب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلاقة بين البشر والحيوانات والمناخ. وهذا ما أكده مقال نُشر في مجلة "Aotearoa New Zealand Social Work"، بعنوان "قواعد الأخلاق هي المفتاح لمستقبل كل أشكال الحياة".

وأشار مؤلفو المقال، كيرستين وألينا هاجينا ولويس أليفيرو، إلى أن "حقوق الحيوان والبيئة الطبيعية وتغير المناخ وبقاء البشرية قد تقاطعت وأمست الآن كلّاً واحداً لا يتجزأ". ويلفت المقال النظر إلى أن استيلاد الحيوان "يسبب أضراراً لا توصف للبيئة من خلال إزالة الغابات الواسعة، واستخدام معظم المياه في العالم، ما يتسبب في تآكل التربة وضخ كميات هائلة من الانبعاثات في الهواء. وهذا يتسبب في موت مليارات الكائنات الحية البريئة من غير البشر في جميع أنحاء العالم... وهذا سيساهم بشكل كبير في ارتفاع مستويات سطح البحر، ما سيؤدي إلى نزوح دائم لدول جزرية بأكملها ويصاحبه دمار شامل لثقافات بأكملها".

استيلاد الحيوان يؤثر سلباً في تغير المناخ

ويعاني الكثير من الناس من نقص الغذاء في أوتياروا، حيث يعني مقدار فقر الأطفال هناك أن دخل الأسر المنخفض مرتبط بنتائج تعليمية منخفضة. وينتهي الأمر بالأشخاص الأقل تعليماً إلى دخل أقل، ومن ثمّ شراء أغذية رخيصة ومعالجة وغير صحية، ما يؤثر في قدرتهم على التعلم ويساعد على خلق دورة فقر.

ويقول العلم إن استيلاد الحيوان يؤثر سلباً في تغير المناخ من خلال إزالة الغابات (14٪ من الغابات في العالم)، واستنفاد الأراضي (85٪ من الأراضي الزراعية في العالم)، واستنفاد المياه (16٪ من المياه العذبة في العالم)، وتلوث المجاري المائية، واستنفاد الوقود الأحفوري، وإنتاج غاز الميثان أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري الضار للغاية، وفقدان التنوع البيولوجي. كل هذا يؤثر سلباً في تغير المناخ، لكن تغييره ممكن في غضون عام واحد عن طريق وقف استيلاد الحيوان.

الحل في اعتماد نظام غذائي نباتي

وتُظهر البيانات أنه إذا استخدمت جميع الأراضي الخصبة لزراعة النباتات لإطعام البشر، فسنحتاج إلى مساحة أقل بكثير من الأراضي المستخدمة حالياً، إذ إن ثلث الحبوب المنتجة في العالم تغذي الحيوانات. وسيكون من الممكن القضاء على شحّ الغذاء في جميع أنحاء العالم من خلال اتباع الجميع نظاماً غذائياً نباتياً. ويمكن إعادة زراعة الغابات، وعندها ستعود الحياة البرية إلى التوازن، مع زيادة موائلها مرة أخرى. وستصبح المجاري المائية نظيفة مرة أخرى، إذ إن الأراضي المذكورة أعلاه ستكون محمية من أذى المواد الكيميائية.

ونصت المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حق جميع البشر في الماء والغذاء والملبس والمأوى والرعاية الصحية. وضمان ذلك ممكن بالتأكيد في ظل الموارد الحالية، من خلال وضع موارد الكوكب في اقتصاد قائم على النباتات. وإيجاد عالم جديد أمر ممكن، عالمٌ تلبى فيه حاجات كل إنسان من طعام وكساءه وإيواء وتعليم، عالمٌ يُنظر فيه إلى الحيوان نظرة الصديق الذي لا يعوض والذي يحق له العيش مثلما يحق للبشر. عندها سيعيش البشر حياة أكثر سعادة، وسيكونون أكثر توازناً مع الطبيعة.

Aotearoa New Zealand Social Work journal