تكوين أجسام مضادة للحساسية من بعض الأطعمة قد تحمينا من كوفيد 19

علوم

المناعة المكتسبة من مثيرات الحساسية العشوائية قد تحمي بعض المحظوظين من كوفيد 19

23 أيلول 2022 13:44

لماذا تظهر أعراض خطيرة على بعض المصابين بكوفيد 19، بينما لا تظهر على آخرين أعراض على الإطلاق؟ قد تكمن الإجابة في البروتينات التي سبق أن تعرض لها جهاز المناعة.

وجدت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "فرونتير إن إميونولوجي" [Frontiers in Immunology]، أن الأطعمة الشائعة واللقاحات والبكتيريا والفيروسات قد يحث جميعها جهاز المناعة لدينا على مهاجمة فيروس كوفيد 19، إذ تحتوي جميع هذه المواد على بروتينات مشابهة لتلك الموجودة لدى الفيروس. وقد يؤدي التعرض لهذه البروتينات إلى تدريب جهاز المناعة لدينا على الاستجابة عند مواجهة الفيروس. وبناء عليه، تمهد هذه الدراسة الطريق لعلاجات مناعية جديدة أو لقاحات تفضي إلى مناعة أقوى ضد كوفيد 19.

فيروس كوفيد 19

يعد فيروس كوفيد 19فيروساً جديداً، وكأنه أتى من كوكب آخر. لكنه في الواقع يتسم بميزات مماثلة للعديد من الجزيئات البيولوجية الموجودة.

وبما أنه عضو في عائلة الفيروسات التاجية، يشترك كوفيد 19 في العديد من الخصائص مع الفيروسات الأخرى، لكن أوجه التشابه لا تنتهي عند هذا الحد، إذ قد تتشابه البروتينات الموجودة في البكتيريا والخلايا البشرية واللقاحات والأطعمة في مع البروتينات الموجودة لدى فيروس كوفيد 19. لذا افترض الباحثون أن أوجه التشابه بين كوفيد 19 والبروتينات الشائعة الأخرى قد تؤثر في قابلية إصابتنا بالفيروس.

عندما يهاجم أحد مولدات المرض أجسامَنا، مثل الفيروسات أو البكتيريا، يستجيب جهازنا المناعي فيفرز أجساماً مضادة. وتلتصق هذه البروتينات المناعية بأجزاء معينة من مولد المرض وتعمل على تدميره. وبعد أن تنحسر العدوى الأولية، تحتفظ خلايا الدم البيضاء، التي تسمى خلايا الذاكرة T وB، بذاكرة عن مولد المرض، أو على الأقل أجزاء معينة من بنيته، فتمسي هذه الخلايا جاهزة لتكوين استجابة مناعية بسرعة كبيرة إذا واجهت مولد المرض نفسه مرة أخرى.

اختبار التفاعلات المتبادلة للأجسام المضادة

تساءل الباحثون: هل تستطيع هذه "الذاكرة المناعية" للبروتينات التي واجهناها سابقاً أن تشكل أساس المقاومة المناعية وتقلل قابلية الإصابة بكوفيد 19؟ لبدء اختبار هذه الفرضية، حقق الباحثون في إمكانية ارتباط الأجسام المضادة التي تستهدف بروتينات فيروس كوفيد 19 بالبروتينات في مواد أو كائنات أخرى، مثل الأطعمة أو البكتيريا الشائعة.

واختبر الباحثون قدرة هذه الأجسام المضادة على الارتباط بـ 180 بروتيناً مختلفاً من الأطعمة الشائعة ولقاحين مختلفين و15 بروتيناً بكتيرياً وفيروسياً. ووجدوا أن الأجسام المضادة تفاعلت بشدة مع بكتيريا الأمعاء الشائعة المسماة "المكورة المعدية البرازية" [Enterococcus faecalis] ولقاح مضاد لمرض الخانوق والكُزاز والسعال الديكي. والمثير للاهتمام أنها تفاعلت بقوة أيضاً مع البروتينات الموجودة في الأطعمة الشائعة، مثل البروكلي واللوز المحمص ولحم الخنزير والكاجو والحليب وفول الصويا والأناناس.

الطعام لتقوية المناعة

للأسف، من المحتمل ألا تكون قادراً على اكتساب مناعة من كوفيد 19 عبر تناول الطعام. فاكتساب "مناعة" من نوع من أنواع الطعام، على سبيل المثال، يعتمد على وجود حساسية من هذا الطعام. وقال الدكتور أريستو فودجاني [Aristo Vodjani]، العامل في مختبرات Cyrex في أريزونا والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لا يستطيع أحد في العادة إنتاج أجسام مضادة للطعام إلا الذين يعانون من متلازمة الأمعاء المتسربة، لذلك لا أوصي بتناول الأطعمة التي تجعل الأمعاء متسربة، لأن هذا قد يصيبك بمجموعة جديدة من المشاكل الصحية".

في الواقع، حذر الباحثون من أنه على الرغم من أن هذه المواد أو الكائنات قد توفر بعض الحماية من كوفيد 19، إلا أنهم لا يتصورونها كبديل للقاحات الحالية. كما أنه من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات للتأكد من أن هذه البروتينات تمنح بالفعل بعض الحماية، وإذا كان الأمر كذلك، فهل ينتج عنها استجابة الجسم المضاد القصيرة الأمد أم استجابة خلية الذاكرة الطويلة الأمد.

وقد تلقي النتائج بعض الضوء على استجاباتنا المتغيرة لعدوى كوفيد 19. وبمزيد من البحث، قد تؤدي هذه النتائج إلى علاجات أكثر فعالية أو لقاحات أفضل ضد الفيروس. وقد نطبقها في تقييم قابلية الفرد للإصابة بالفيروس قبل أن يصاب.

Frontiers in Immunology