أول لقطات في العالم للحيتان السفاحة وهي تصطاد القروش البيضاء الكبيرة

عالم الحيوان

القرش الأبيض الكبير يصبح غداء للحوت السفاح في أول لقطات توثق عملية الافتراس

5 تشرين الأول 2022 15:18

اختفت أسماك القرش البيضاء الكبيرة بشكل غريب قبالة سواحل جنوب إفريقيا في السنوات الأخيرة، ما أثار شكوكاً حول انخفاض أعدادها بسبب المفترس الأكثر شهرة في المحيط، وهو الحوت السفاح (أو الحوت القاتل). واليوم سجلت لقطات لعملية صيد فعلية.

ورصد فيلمان جديدان، التقط أحدهما من مروحية والآخر من طائرة مسيرة، للمرة الأولى في العالم مواجهة لاثنين من أعنف الحيوانات المفترسة في المحيط، وهو ما وصفته عالمة البحار أليسون تاونر من جامعة رودس في جنوب إفريقيا بالقول: "لم يُشهد هذا السلوك بالتفصيل من قبل، ولم يلتقط بالتأكيد من الجو قط".

وفي ميناء خليج موسيل بعد ظهر يوم 16 أيار (مايو)، لمحت طائرة مسيرة بطناً أبيضَ وسط المياه الزرقاء، تحوم حوله حفنة من الحيتان السفاحة وبالقرب من السطح، وقرر المتحكم بالطائرة تعقبها - وهو أحد الهواة على الشاطئ.

وعندما تابعت الطائرة قطيع الحيتان وسجلت حركتها، افترق عنهم حوتان واتجها شرقاً نحو مصب النهر المحلي الذي تنشط فيه أسماك القرش.

وسبح حوتان من الحيتان المتبقية بالقرب من سطح المحيط، في اتجاهين متعاكسين، كما لو كانا يستطلعان.

وبعد سبع ثوان، ظهر حوت خامس من الأعماق على يمينهما، وكان يدفع بأنفه قرشاً أبيض طوله ثلاثة أمتار إلى السطح، وبطنه متجه نحو الأعلى، ثم قلب الحوتُ القرشَ على جانبه وعض بطنه خلف زعنفته الصدرية، فسال دمه في مياه البحر، ثم غاص الحوت مرة أخرى وأفلت جثة القرش.

ثم اقترب أحد الحوتين المستطلعين وأطبق بفمه على ذيل القرش وسحبه إلى الأعماق، ولم يره أحد مرة أخرى.


تعرف باحثون لاحقاً على أحد حيتان هذه المجموعة، واسمه "ستاربورد" [Starboard]، وهو ذكر مشهور زعنفته الظهرية مصابة، وسبق أن شارك في صيد عدد من أسماك القرش التي عثر على جثثها على شواطئ جنوب إفريقيا، أربعة منها فقدت أكبادها.

ولم يسبق لأحد أن صور ستاربورد في معركة مباشرة مع قرش أبيض كبير من قبل، لكن الأدلة الظرفية ترجح تورطه هو وحوت آخر يُدعى "بورت" [Port] في قتل أنواع القرش المحلية الأخرى. إذ يتكرر ظهور هذين الحوتين في الأماكن التي تعج بأسماك القرش، وعندما يأتيان تغادر الأسماك الكبيرة المنطقة لعدة أيام.

ويعرف عن الحيتان السفاحة أنها تصطاد أحياناً أسماك القرش البيضاء، لكن الدراسات لم تصف رسمياً هذا النوع من المعارك ما خلا ثلاث دراسات.

ويُعدّ التحليل الرسمي للقطات الطائرة المسيرة واللقطات من مروحية محلية أول تحليل يظهر استراتيجية الصيد بالتفصيل.

وتشير صور المروحية إلى مقتل قرشين أبيضين على الأقل على يد الحيتان السفاحة بالقرب من خليج موسيل في اليوم المشؤوم نفسه.

وقبل لقطات الطائرة المسيرة مباشرة، شاهد قائد المروحية عمليتي قتل لأسماك القرش من الجو. وتمكن الطيار من التقاط سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو القصيرة للحيتان السفاحة باستخدام هاتفه.

وكتب الباحثون في الدراسة الجديدة: "نظراً للتداخل في الوقت والمساحة، نفترض أنها المجموعة نفسها التي رصدتها الطائرة المسيرة".

وأضافوا: "أظهر مقطعا فيديو متعاقبين في الساعة 14:07 والساعة 14:27 حوتين سفاحين مختلفين (ستاربورد في المقطع الأول) يتتبعان أسماك القرش البيضاء الكبيرة على مسافة أقل من طول جسم الحوت السفاح. وأظهر أسماك القرش في كلا المقطعين سلوكيات مراوغة، حيث كانت تطوف بالقرب من الحوت الذي يلاحقها، لكن كان كلاهما يتحرك ببطء".

وربما تكون تقنية الطوفان هذه طريقة سمكة القرش لمراقبة الحوت السفاح، وهي تشابه طريقة تجنب فرائسها لها. وفي حين تتعاون أسماك القرش أحياناً للصيد، جعلت الحيتان السفاحة من عملية الافتراس فناً، ما يعني أن النظر في اتجاه واحد لا يضمن السلامة.

والتقط طيار المروحية صوراً لأحد الحيتان السفاحة وهو يأكل ما يشبه كبد قرش ضخم، بحجم رأس حوت سفاح. ويشير هذا إلى أن كبد القرش الأبيض يطفو، أي أن هذه الوجبة الدهنية قد تنجرف إلى السطح بعد قضمة كبيرة لبطن سمكة القرش.

وقبل أربع دقائق من حدث الافتراس، أبلغ مراقبون على الشاطئ والمتحكم بالطائرة المسيرة عن رؤية أسماك القرش تفر من المنطقة. حتى إن بعض أسماك القرش هربت نحو الشاطئ الضحل الذي يبلغ عمقه مترين تقريباً

وفي ذلك اليوم، شوهدت عشرة أسماك قرش من الطائرة المسيرة، لكن لم ير أحد سمكة قرش في المنطقة لأسابيع بعد الحادثة، حتى عبر الأقمار الصناعية ومسوح الطائرات المسيرة والرصد من على القوارب.

وتشير حقيقة رصد مشاهدة ستاربورد وهو يصطاد أسماك القرش البيضاء مع مجموعة مختلفة من الحيتان السفاحة إلى أن هذا السلوك قد ينتشر.

وإذا تبنى مزيد من الحيتان السفاحة هذه العادة، فقد يكون لها تأثير خطير على مجموعات أسماك القرش المحلية، التي تحظى بتقدير واحترام في خليج موسيل.

وأدى قلة مشاهدة أسماك القرش قبالة الساحل إلى إلقاء اللوم على أنشطة الصيد غير القانونية والصيد الجائر، لكن هذا قد لا يكون صحيحاً في آخر الأمر.

مجلة إيكولوجي