تنظير القولون قد لا يكون الوسيلة الأمثل للوقاية من سرطان القولون والمستقيم

علوم

فعالية التنظير في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم قد تكون أقل من المتوقع

11 تشرين الأول 2022 13:29

يوصف تنظير القولون بأنه المعيار الأمثل لفحوصات سرطان القولون والمستقيم، لكن دراسة جديدة نُشرت الأحد الماضي في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسن" [New England Journal of Medicine] شككت في فعاليتها في الوقاية من سرطان القولون والوفاة. ولم تجد الدراسة إلا فوائد صغيرة فقط لمجموعة المشاركين المدعوين لإجراء عملية التنظير مقارنة بمن لم يجر فحصهم. وأظهرت النتائج انخفاضاً بنسبة 18٪ فقط في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وعدم وجود انخفاض كبير في خطر الوفاة من السرطان.

وقال د. مايكل بريتاور، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة أوسلو في النرويج والذي كان أحد الباحثين في الدراسة، إنه وجد النتائج مخيبة للآمال، مضيفاً "لعلنا بالغنا في الترويج للرسالة (أي إجراء تنظير القولون) في السنوات العشر الأخيرة".

فوائد تنظير القولون

لكن أشار خبراء آخرون إلى أن قيود الدراسة ربما أثرت على النتائج، إذ لم يخضع لتنظير القولون إلا 42٪ أو 12000 من 28000 مشارك. وعندما قصر الباحثون حساباتهم على من أجرا تنظير القولون، وجدوا أن العملية أكثر فعالية، فقد قللت من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 31٪ وقللت من خطر الوفاة بسبب هذا السرطان إلى النصف.

ولفت بريتاور إلى أن الفوائد الحقيقية لإجراء تنظير القولون ربما تتوسط المسافة بين القياسين. ورجح أن يقلل فحص تنظير القولون من فرصة إصابة المرء بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18٪ إلى 31٪، وخطر الوفاة من 0٪ إلى 50٪.

وشملت دراسة "مبادرة شمال أوروبا" بشأن سرطان القولون 84000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً، من بولندا والنرويج والسويد. ولم يخضع أي من المشاركين لفحص تنظير القولون قبل دعوتهم لإجراء العملية بين حزيران (يونيو) 2009 وحزيران (يونيو) 2014.

ووفقاً لشبكة CNN، قلت نسبة إصابة المجموعة التي خضعت لفحص تنظير القولون بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18٪ مقارنة بالمجموعة التي لم يجر فحصها. وسيراقب الباحثون المشاركين لمدة خمس سنوات أخرى لأن سرطان القولون بطيء النمو عادةً، وهناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتقييم النتائج بدقة.

الإصابة بسرطان القولون وبدائله

ويحذر الخبراء من أن نتائج الدراسة الصادمة لا ينبغي أن تردع الناس عن إجراء تنظير القولون، إذ قال د. جيسون دومينيتز، المدير الوطني لأمراض الجهاز الهضمي في الإدارة الصحية لدى المحاربين القدامى: "لا أرى ضرورة لإلغاء أي شخص تنظير القولون، فنحن نعلم أن فحص سرطان القولون فعال".

ووفقاً لموقع STAT، يكتشف تنظير القولون الزوائد السرطانية التي تسمى الأورام الغدية ويحدد مكانها. وإذا اكتشف أخصائي التنظير الداخلي بعد إدخال الكاميرا في مستقيم المريض ورماً مشبوهاً، يزيله على الفور قبل أن يتحول إلى سرطان. وقد يقلل هذا من خطر إصابة المريض بسرطان القولون والمستقيم في المستقبل. وأظهرت الأبحاث السابقة أن تنظير القولون قد يقلل من معدل الإصابة بسرطان القولون والوفيات الناجمة عنه بنسبة هائلة تصل إلى 70٪.

تكمن المشكلة في أن هذه الدراسات لم تكن تجارب عشوائية كبيرة مثل التي أجراها بريتاور وزملاؤه. وفي حين أن النتائج الأخيرة تتعارض مع النتائج السابقة، يقول دومينيتز إن اختبارات الفحص الأخرى أظهرت باستمرار انخفاضاً في معدل وفيات السرطان.

والخطوة التالية هي فحص البراز، وهو وسيلة فحص لا تحتاج التوغل كثيراً في جسم المريض، مقارنة بتنظير القولون. ويعمل دومينيتز وآخرون على تجارب عشوائية كبيرة لاختبار فعالية فحص البراز للوقاية من سرطان القولون والمستقيم ومعدل الوفيات.

وقال د. سمير جوبتا، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، والذي لم يشارك في الدراسة: "الرسالة الأولى هي أن الفحص ينقذ الأرواح ويمنع السرطان. وإذا كان لدينا فرصة لحث جميع من هم في سن 45 على إجراء الفحص، فسأغتنمها. والرسالة الثانية هي أن لديك العديد من الخيارات. إذ يقول أحدهم "أنا مشغول جداً، ولا يمكنني تخصيص يومين إجازة من العمل لإجراء تنظير القولون". لا بأس، لدينا خيارات تعتمد على فحص البراز.

نيوز ماكس