علوم

مشهد مصور يصور قمر المريخ "ديموس" وهو يحجب المشتري وأقماره الغاليلية الأربعة في خسوف يأسر الألباب

14 تشرين الأول 2022 11:29

خارج سمائنا الزرقاء، يؤدي نظامنا الشمسي ما يبرع به وفي كل ساعة من اليوم على مدار السنة. وفي بعض الأحيان - إذا كنا في المكان المناسب والوقت المناسب - يمكننا رؤية هذه الأحداث الخلابة من منظور جديد.

وحدث مؤخراً أن كان مسبار "مارس إكسبريس" [Mars Express]، الخاص بوكالة الفضاء الأوروبية، الذي يراقب المريخ على بعد أكثر من 100 مليون كيلومتر من الأرض، في الوقت والمكان المناسبين، فالتقط خسوفاً شمل قمر المريخ الأصغر "ديموس" والمشتري بأقماره الغاليلية الأربعة (نسبة إلى عالم الفلك الكبير غاليليو).

في ذلك الوقت، كانت المسافة الفاصلة بين المريخ وجاره العملاق نحو 745 مليون كيلومتر، ولكن بدا ديموس والمشتري بأقماره وكأنهم عائلة واحدة سعيدة لبضع لحظات وجيزة.

وفي 14 شباط (فبراير) 2022، التقطت كاميرا تراصف هذه الأجرام الفلكية في سلسلة من 80 صورة جمعت معاً في فيلم.

وكتبت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: "هذا التراصف نادر الحدوث جداً لأن على ديموس أن يكون بالضبط في المستوى المداري لأقمار المشتري حتى يحدث التراصف".



ويُظهر الفيديو ديموس، الذي يبلغ طوله 15 كيلومتراً فقط، وهو يتحرك ببطء عبر الشاشة من اليسار إلى اليمين. وأثناء مروره، يحجب القمر الجليدي يوروبا والقمر العملاق جانيميد، اللذان يظهران كنقاط صغيرة تشبه النجوم، ثم يحجب قرص كوكب المشتري، ويليه القمر البركاني آيو، وأخيراً القمر كاليستو، ثاني أقمار المشتري من حيث الحجم.

سمح هذا الرصد لعلماء المريخ بقياس موقع ومدار ديموس بدقة أكبر، وهو أمر يصعب إنجازه من الأرض، نظراً لأن قمري المريخ صغيران جداً وخافتان. وقد يكون فهم مداراتهما مفتاحاً لفهم من أين جاءا، إذ ليس واضحاً إذا كان كل من ديموس والقمر الأكبر "فوبوس" في يوم من الأيام جزءاً من جسم أكبر تحطم، أو كويكباً عابراً علق في جاذبية المريخ.

وسيتيح التوصيف الأدق لمداراتهما للعلماء بنمذجة أفضل لما سيحدث لقمري المريخ في المستقبل أيضاً، إذ يتجه فوبوس حالياً ببطء نحو المريخ، ويظن العلماء أنه خلال المئة مليون سنة القادمة سيكون قريباً جداً من المريخ، وستؤدي جاذبيته إلى تفتيت القمر إلى قطع صغيرة، ما ينتج عنه حلقة مؤقتة حول الكوكب.

من ناحية أخرى، يبتعد ديموس ببطء عن المريخ. وإذا استمر في هذا الاتجاه، يظن العلماء أنه سيفلت في النهاية من قبضة جاذبية المريخ ويشق طريقه في النظام الشمسي الواسع.

لا شيء يدوم إلى الأبد. ولا حتى العلاقة بين كوكب وأقماره.

ساينس أليرت