قد يكون الشعور بالخوف الشديد وأنت تشاهد "جيسون فورهيس" يطارد ضحيته التالية مرتدياً قناع الهوكي في فيلم "Friday the 13th" مفيداً لك، لكنه قد يضرك كذلك، إذ أفاد باحثون أن تأثير الرعب يختلف قليلاً من شخص لآخر، ولكنه ليس سيئاً بالكامل.
مفارقة الرعب
أوضح الباحث رامنارين بودو، وهو طبيب نفسي للأطفال في مركز ميلتون إس هيرشي الطبي أن هذه الظاهرة "تسمى مفارقة الرعب، لأن الناس يحاولون عموماً تجنب الأمور المزعجة. فلماذا يستمتع الناس بأمور مثل أفلام الرعب؟"
ولفت بودو إلى أن إحدى النظريات تقول إنها تساعد في التأقلم مع الشعور بالخوف. والبشر مجهزون بآليات لاواعية متأصلة بعمق تساعدهم على الاستجابة للتوتر، تنشط عند الأوقات التي قد يكون فيها الخطر محدقاً.
وقال بودو في بيان صحفي للمركز: "ينشط لدى شخص يشاهد فيلم "طارد الأرواح الشريرة" [The Exorcist] ما يسمى بالجهاز العصبي الودي، والذي قد يسبب أموراً مثل زيادة معدل ضربات القلب ومعدل التنفس. وقد يولد في بعض الأحيان شعوراً بالغثيان. والتعرق. ويشبه نوبة الهلع".
وقد يكون ذلك أمراً مفيداً لأن من الممتع لدى بعض الأشخاص تشغيل آليات الفر أو الكر هذه دون تشكيل أي خطر حقيقي، على غرار ركوب الأفعوانية. حتى إنه قد يساعد في قدرة المرء على التعامل مع المواقف المجهدة في الحياة الواقعية.
وفي هذا قالت الباحثة هانا نام، وهي طالبة الطب في السنة الثالثة بكلية الطب في ولاية بنسلفانيا، في البيان: إن هذه التجارب قد توفر أيضاً نوعاً من العلاج عند طريق التعرض، ما يقلل الخوف بمرور الوقت.
وأضافت: "يمكنك تطبيق هذه التكتيكات على سيناريوهات الحياة الواقعية. ووجدت أيضاً أنه قد يكون شكلاً من أشكال تخفيف التوتر عند بعضهم".
مشاهدة أفلام الرعب قد تزيد العدوانية
وبناء عليه، قد يساعد ذلك في تخفيف التوتر عند بعضهم، مثل الأوقات التي شهدناها في ذروة جائحة كورونا، عندما زادت نسبة مشاهدة الأفلام المخيفة، لكن تأثيره قد يكون مفرطاً لدى آخرين.
وأشار بودو إلى أن "العديد من الدراسات أظهرت أن التعرض المباشر المستمر - خاصة بين الشباب – للمواد المخيفة أو الفاحشة يقلل من التعاطف ويزيد من العدوانية. لذلك، علينا توخي الحذر بشأن مقدار تعرضنا لهذا النوع من التحفيز".
لدى كثير من الناس عتبات صدمة منخفضة، إما لأنها طبيعتهم وإما بسبب التجارب الصادمة السابقة. قد يشمل ذلك الذين يعانون اضطرابات القلق أو مشاكل التحكم في الانفعالات، بالإضافة إلى اضطرابات القلب أو الجهاز التنفسي.
واقترح بودو ونام أن يتفهم المرء طبيعة رفاقه من مشاهدي الأفلام، والتأكد من أن الجميع مرتاحون ولا يتعين على أحد إثبات شجاعته. وبالمثل، لا تحكم على الذين يحبون أفلام الرعب.
وأكدت بلين واترلو، وهي متخصصة في محتوى الويب والتصميم تستضيف بودكاست عن أفلام الرعب، أن الرعب "يتيح لنا التخلص من أسوأ مخاوفنا، بالتأكيد".
وقالت في البيان: "هناك أمور كثيرة تحيط بهذا النوع الذي يستكشف الحالة البشرية بطريقة قد تساعد المشاهدين على الشعور بالمشهد بكل تفاصيله. ويحتضن الرعب العيوب الإنسانية بطريقة لا يتيح لنا العالم متسعاً لاستكشافها، وهذا أمر جميل".