تأثير التدخين الإلكتروني على صحة القلب والأوعية الدموية

السجائر الإلكترونية ام السجائر التقليدية.. دراسة جديدة تحسم الأمر

توصلت دراسة جديدة مدعومة من جمعية الصحة الأمريكية إلى أن التدخين الإلكتروني له تأثير ضار على القلب كالسجائر التقليدية، وذلك بعد إجراء تقييم شمل ما يصل إلى الأربعمائة شخص استمرت ثلاثة سنوات في جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية.

حيث عمل الباحثين على مراقبة مدى الاستجابة الفسيولوجية لتدخين السجائر الإلكترونية والسجائر العادية على بعض مؤشرات الصحة العامة للمشاركين، بما في ذلك معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وصحة الأوعية الدموية.

التدخين الإلكتروني له تأثير ضار على القلب كالسجائر

وكشفت الدراسة بأن التدخين الإلكتروني له نفس التأثيرات الضارة على عضلة القلب مثل تدخين السجائر العادية، حيث تم خلالها تقييم الاستجابة الفسيولوجية لدى 395 مشاركة لمدة توصلت إلى ثلاثة سنوات، وقد تم تقسيم المشاركين إلى 164 شخص استخدموا التدخين الإلكتروني لمدة 4.1 سنة في المتوسط، و 117 شخصا دخنوا السجائر لمدة 23 عام تقريبا، بالإضافة إلى وجود مجموعة ثالثة احتوت على 114 شخصا لم يستخدموا أياً منهم على الإطلاق.

وقد وجد الباحثين أنه بعد فترة وجيزة من التدخين الإلكتروني، كان لدى المشاركين ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، والتي تشابهت مع الاستجابة الجسدية لحالة "القتال والهروب" التي يمكن أن يتسبب فيها الجهاز العصبي الودي في الدماغ، كما وأشاروا إلى أن التأثير السلبي للتدخين الإلكتروني على كل من القلب والأوعية الدموية، كان مشابها لمدى التأثير الذي عانى منه المدخنين الذين استخدموا السجائر العادية لمدة عقدين من الزمن.

حيث قال الأستاذ ماثيو تاترسال، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد للطب البشري بكلية الطب في جامعة ويسكونسن: "بعد التدخين الإلكتروني والتدخين العادي، كانت هناك بعض التغيرات المقلقة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وانقباضات الأوعية الدموية والصحة العامة للمشاركين.

حيث تشير هذه النتائج بشكل مباشر إلى تزايد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لكل من يستخدم منتجي النيكوتين هذين، كما أنه يمكن أن يلعب تنشيط الجهاز العصبي الودي دورا في هذه الاستجابات السلبية، والتي ظهرت مباشرة بعد كل من التدخين الإلكتروني واختبار ممارسة التمارين الرياضية لمدة 90 دقيقة".

التدخين الإلكتروني وتأثيره على القلب والأوعية الدموية

و تجدر الإشارة إلى أن متوسط عمر المدخنين المشاركين في هذه الدراسة كان 42 سنة، بينما كان متوسط عمر المشاركين ممن يدخنون السجائر الإلكترونية 27 سنة، كما وعمل القائمين على الدراسة على تقييم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وقطر الشريان العضدي في ذراع كافة المشاركين قبل التدخين وأثناءه وبعده، حيث اكتشفوا أن المدخنين كان لديهم أيضا انقباض أكبر في الشريان العضدي، مما يشير إلى أن التدخين يتسبب في تنشيط الجهاز العصبي للجسم.

و أوضح الخبراء أنه قد تم إجراء اختبارات الإجهاد على جهاز المشي للمشاركين أيضا، وذلك بعد مرور 90 دقيقة من التدخين سواء أكان بالسجائر الإلكترونية أو العادية، ثم فحصهم مرة أخرى بعد ممارسة المشي لنفس المدة تقريبا، ليلاحظوا أن أداء الأشخاص المدخين كان أسوأ بكثير مقارنة بالأشخاص الغير مدخنين.

كما وأضاف الأستاذ روبرت توريل، معقبا على الدراسة: " على الرغم من أننا لم ندرس الآثار طويلة المدى للتدخين الإلكتروني، أو جدوى استخدامه كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين أو أمانه على الصحة العامة، إلا أن هذه النتائج مثيرة للقلق بشكل كبير، كون التدخين الإلكتروني قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالتدخين العادي".


المصدر: ذا ناشيونال