طريقة جديدة للتنبؤ بداء الزهايمر قبل ظهور أعراضه

علوم

تشخيص الزهايمر قبل ظهور الأعراض

13 تشرين الثاني 2022 21:29

كشفت دراسة كبيرة بقيادة جامعة لوند السويدية، أنه من الممكن تشخيص الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر حتى قبل ظهور أي من أعراضه عليهم، وأنه بالإمكان التنبؤ بمن سيعانون من التدهور خلال السنوات القليلة المقبلة أيضا.

حيث نشرت هذه الدراسة في مجلة Nature Medicine العلمية المرموقة، كونها تأتي في الوقت المناسب تزامنا مع التطورات الأخيرة التي شهدتها العقاقير الدوائية الجديدة لمرضى الزهايمر.

التنبؤ بمرض الزهايمر قبل ظهور أعراضه

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن هناك نوعين من البروتينات الحيوية المرتبطة بالإصابة بمرض الزهايمر، وهما بروتين بيتا أميلويد الذي يعمل على تشكيل اللويحات في الدماغ، وبروتين تاو الذي يتراكم في مرحلة لاحقة داخل الخلايا الدماغية، حيث شكلت المستويات المرتفعة من هذه البروتينات بجانب ضعف الإدراك أساسا لتشخيص مرض الزهايمر.

يقول البروفيسور أوسكار هانسون، كبير أطباء قسم الأعصاب في مستشفى سكاين والأستاذ بجامعة لوند: "تحدث التغييرات الجذرية في الدماغ في القترة الواقعة ما بين عشرة إلى عشرين عام قبل أن يعاني المريض من أي أعراض واضحة للإصابة بالزهايمر، فعندما يبدأ بروتين تاو بالانتشار تبدأ الخلايا العصبية بالموت وبالتالي يعاني الشخص من المشكلات الإدراكية الأولية المعروفة بأنها واحدة من أولى أعراض الزهايمر، الأمر الذي يجعل من الصعب تشخيصه في مراحل مبكرة".

بروتينات تاو وبيتا اميلويد

الجدير بالذكر أن البروفيسور هانسون، قد قاد هذه الدراسة البحثية الدولية الكبيرة بمشاركة 1325 مشاركا من كل من السويد والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وأستراليا، حيث لم يكن يعاني أي منهم من الضعف الإدراكي في بداية الدراسة، بينما قام الباحثين باستخدام تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لتصوير وتتبع مستويات بروتين تاو وبيتا اميلويد في أدمغة المشاركين.

حيث وجدت الفحوصات أن الأشخاص الذين تم اكتشاف وجود البروتينين لديهم معرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 20-40 مرة بعد بضعة سنوات من الآن، مقارنة بالمشاركين الآخرين الذين لم يوجد لديهم أي من البروتينين ولم يعانوا من أي تغييرات بيولوجية في منطقة الدماغ.

كما يقول البروفيسور ريك أوسينكوبيلي، المؤلف المشارك للدراسة وباحث أول بجامعة لوند والمركز الطبي بجامعة أمستردام:" عندما يتواجد كل من بروتيني بيتا أميلويد وتاو في الدماغ، فإنه يتم التعامل معه على أنه تشخيص مباشر وليس عامل خطر.

حيث يتعين على الأخصائي الذي يقوم بفحص مثل هذه العينات الدماغية أن يشخص إصابة المريض بمرض الزهايمر بناء عليها على الفور".

كما ووضح أوسينكوبيلي أن الباحثين في مرض الزهايمر ينتمون إلى مدرستين فكريتين أساسيتين، فمنهم من يعتقدون أن مرض الزهايمر لا يمكن تشخيصه حتى يبدأ الضعف الإدراكي في الظهور على المريض، بينما يعتقد الآخرين والذي ينتمي هو مجموعته من الباحثين لهم، أن التشخيص يمكن أن يعتمد على علم الأحياء وما يمكن رؤيته من تغييرات بيولوجية في الدماغ فقط، أي دون انتظار ظهور الأعراض على المريض.

علاج جديد لمرض الزهايمر

يضيف أوسينكوبيلي:" على سبيل المثال، يمكننا مقارنة نتائجنا التي حصلنا عليها بتشخيص سرطان البروستاتا، فإذا ما أجريت خزعة وعثرت على الخلايا السرطانية، فإن التشخيص الذي يصدر على الفور هو الإصابة بهذا النوع من السرطان، حتى وإن لم تكون هناك أي أعراض ظاهرة على الشخص الذي تم فحصه".

وتجدر الإشارة إلى أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة، بعض النتائج الإيجابية من التجارب السريرية لعقار جديد يمكن اعتباره علاجاً أولياً لمرض الزهايمر يدعى Lecanemab، والذي على الرغم من كونه لا يزال في المرحلة التجريبية ويتم تجربته على بعض مرضى الزهايمر، فإنه يجعل هذه الدراسة التي قامت بها جامعة لوند مثيرة للاهتمام بالفعل حيث قال الباحثين: " إذا ما تمكننا من تشخيص مرض الزهايمر قبل ظهور أعراضه مثل التحديات المعرفية والضعف الإدراكي، فإننا قد نتمكن في نهاية المطاف من استخدام هذا العقار التجريبي لإبطاء المرض في مراحله المبكرة للغاية".

وقد أضافوا:" وبالاقتران مع النشاط البدني والتغذية الصحية الجيدة، سيكون لدى الشخص فرصة أكبر للوقاية من الزهايمر أو إبطاء حدوث الضعف المعرفي تزامنا مع التقدم في السن.


المصدر: Medical Xpress