تطبيقات كأس العالم في قطر كابوس لأمن البيانات والخصوصية

منوعات

تطبيقات كأس العالم في قطر تشكل كابوسا لأمن البيانات والخصوصية

14 تشرين الثاني 2022 21:14

بعد إلزام المشجعين الراغبين بمتابعة مباريات كأس العالم في قطر 2022، ببعض التطبيقات المرتبطة بعشرات الآلاف من كاميرات المراقبة المتطورة المزودة بتقنية التعرف على الوجه، بات المونديال المنوي عقده خلال الشهر الجاري، يبدو وكأنه كابوس لأمن البيانات والخصوصية أكثر من كونه احتفال بهذه المناسبة الرياضية المنتظرة.

إذ يتعين على عشاق كرة القدم وغيرهم ممن سيزورون قطر خلال فترة استضافتها لمونديال كأس العالم لعام 2022 الشهر الجاري، تثبيت تطبيقين هما "احتراز" (Ehteraz) المخصص لتتبع الحالة الصحية وفحوصات فيروس كورونا التاجي المستجد، و"هيا " (Hayya) الذي يسمح لحاملي التذاكر بالدخول إلى الملاعب والوصول لمختلف خدمات المترو والنقل بالحافلات مجانا.

والجدير بالذكر أن تطبيق احتراز خضع لمخطط تتبع جهات الاتصال في قطر للتدقيق حتى قبل استخدامه في مونديال كأس العالم، وذلك لأنه يسمح للوصول إلى صور المستخدمين ومقاطع الفيديو الخاصة بهم وحتى إجراء مكالمات عن بعد، ناهيكم عن أنه يتطلب السماح بتشغيل خدمات الموقع في الخلفية والقدرة على قراءة والتعديل على نظام الملفات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تطبيق احتراز (Ehteraz)، قادر على تثبيت ملف مشفر على الهاتف يدعي أنه يحمل معرفا فريدا من نوعه، ورمز QR لتحديد حالة الإصابة بفيروس كورونا من عدمها، بجانب معلمات التكوين وبيانات التقارب للأجهزة الذكية الأخرى التي تستخدم هذا التطبيق.

وقد علق أحد خبراء التقنية قائلا: " بشكل أساسي، من الواضح أن التطبيق يأخذ البيانات من المستخدم النهائي، لأسباب أكثر مما يعبر عنه المستخدم عند الضغط على زر الموافقة المبدئي عند تشغيله لأول مرة."

واقترحت وكالة حماية البيانات الفرنسية CNIL، بعد مراجعة التطبيقين، إحضار هاتف ثانوي عند الذهاب لحضور مباريات كأس العالم في قطر للحفاظ على معلوماتكم الشخصية في مأمن من أعين المتطفلين وآذانهم، كما وقدم رئيس الأمن النرويجي نصيحة مماثلة أثناء لقائه مع هيئة الإذاعة النرويجية قائلا: " لن أحضر هاتفي الشخصي في زيارتي المقبلة إلى قطر."

وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 15 ألف كاميرا مزودة بتقنية التعرف على الوجه، ستراقب جميع مباريات وأحداث مونديال كأس العالم في قطر، إضافة إلى الحضور المشاركين فيه، وقد تبدو الكاميرات ظاهريا كأنها تم تركيبها للحفاظ على سلامة لاعبي كرة القدم والمشجعين، لكن بالنظر إلى سجل حقوق الإنسان السيء في البلاد "على حد وصف التقرير"، فربما لا يكون التعامل مع هذه المراقبة ببعض الشك والحذر الشديد فكرة سيئة.

فعندما سئل المتحدث باسم وكالة حماية البيانات الألمانية BfDl، عن المخاوف الأمنية المتعلقة بالتطبيقين، أشار إلى أنه يعمل مع وزارة الخارجية الألمانية والمكتب الفيدرالي الألماني في الوقت الراهن للتحقق من أمان تطبيقي احتراز (Ehteraz) وهيا (Hayya) القطريين.

وإضافة إلى ذلك، فإن مكتب مفوض المعلومات في المملكة المتحدة كان على دراية بتقارير وسائل الإعلام حول هذه المسألة، والذي أكد على أنه ينظر إلى التأثير المحتمل على حقوق الخصوصية لمواطني المملكة المتحدة المسافرين إلى قطر لحضور مباريات مونديال كأس العالم لهذا العام باهتمام، وذلك وفقا لما كشف عنه المكتب في مقابلة مع مجلة The Register، مضيفا:" إذا كان أي شخص قلقا بشأن كيفية التعامل مع بياناته الشخصية، فيمكنه تقديم شكوى إلى المكتب على الفور."

ووفقا لما قاله أحد خبراء التقنية الذي يدعى هانسن: "من خلال تنزيل مثل هذه التطبيقات المطلوبة لزيارة قطر وحضور فعاليات كأس العالم، يضطر المستخدمون إلى تسليم جميع عناوين IP الخاصة بهم للجهات المراقبة على طبق من فضة بمجرد الوصول إلى البلاد، فبعد قبول شروط التشغيل الخاصة بها، سيكون للمشرفين عليها سيطرة كاملة على الهواتف الذكية الخاصة بالمستخدمين، بما في ذلك المحتويات الشخصية والقدرة على التعديل والمشاركة واستخراجها أيضا، بجانب وصول جميع البيانات الخاصة بباقي التطبيقات المثبتة على الهاتف إلى أيديهم بسهولة، ناهيكم عن قدرة المشرفين على إلغاء قفل الهواتف عن بعد وإجراء اتصالات منها أيضا."

ويضيف هانسن:" مع وضع هذا الأمر في عين الاعتبار، فمن المرجح أن يستخدم القائمون على هذه التطبيقات لكشف وفحص جميع جهات الاتصال الخاصة بك، والتحقق من سجل المكالمات والرسائل القصيرة وتتبع موقعك من خلال خدمة تحديد المواقع GPS وتقنيتي البلوتوث والواي فاي أيضا، كما وقد يصل الحال أيضا إلى قيامهم بجمع جميع جهات الاتصالات الخاصة بكم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، الأمر الذي قد يعرض أصدقائكم ومعارفكم إلى الخطر أيضا."

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه وبمجرد قبول جميع الشروط والأحكام الخاصة بالتطبيقين، فبإمكانها الاستمرار في التجسس عليك وعلى جهات الاتصال الخاصة بك حتى بعد مغادرة قطر، ما جعل خبير التقنية هانسن يردد تحذيرات مسؤولي بعض الحكومات الأوروبية بضرورة استخدام هاتف ثانوي بدلا من الهاتف الأساسي الشخصي الخاص بكم عند زيارة قطر خلال موسم مونديال كأس العالم 2022.

كما وأشار إلى أنه حتى في حال استخدام بطاقة SIM جديدة، لا تقوموا باستيراد أي إعدادات أو جهات اتصال أو تسجيل الدخول إلى أي حساب من حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم، حيث أنه يمكن لقطر تعقبها أو السماح لدول أخرى بتعقبها من خلال تتبع رقم IMEI الفريد الخاص بالهاتف ومعرف بطاقة SIM عن طريق شبكات الهاتف المحمول في أي بلد كان، بجانب أنه من المحتمل مشاركته مع بعض الأنظمة الاستبدادية الأخرى التي قد ترغب في تعقبكم حتى بعد إلغاء هذه التطبيقات. 

المصدر: The Register