جوجل تدفع 391.5 مليون دولار بشأن تقنية تتبع المواقع في الولايات المتحدة الأمريكية

شركة جوجل الأمريكية العملاقة

حيث كانت هذه الدعوى القضائية تطارد شركة جوجل منذ عام 2014، لكن الأمور وصلت إلى ذروتها عام 2018 عندما وجد تحقيق تم إجراءه من قبل وكالة أسوشيتيد برس، أن عددا من خدمات شركة جوجل التي تعمل على الهواتف الذكية العاملة بنظامي تشغيل أندرويد و IOS، يمكنها تحديد موقع المستخدم وتخزين بياناته حتى في حال قيامه بإيقاف إعداد "سجل المواقع" الخاص بجوجل.

وقد أدى هذا الاكتشاف إلى رفع دعاوى قضائية على الفور، حيث قام المدعي العام في ولاية أريزونا الأمريكية برفع دعوى قضائية مماثلة عام 2020 لتضاف إلى قائمة الدعاوى السابقة.

كما أنه في شهر نوفمبر لعام 2018، تم اتهام شركة جوجل بالتضليل بشأن تتبع المواقع، وذلك بعد أن طالبت مجموعات المستهلكين من سبع دول أوروبية منظمي الخصوصية على اتخاذ إجراءات ضد محرك البحث الأمريكي العملاق.

الأمر الذي ساهم في تقديم المجموعات من كل من هولندا وبولندا وجمهورية التشيك واليونان والنرويج وسلوفينيا والسويد شكاوي عدة، كلها كانت بشأن اللائحة العامة لحماية البيانات ضد خدمات تتبع المواقع التابعة لشركة جوجل الأمريكية، زاعمين أن الشركة كانت تتعقب تحركات الملايين من المستخدمين في انتهاك صارخ لقوانين الخصوصية المعمول به في الاتحاد الأوروبي.

جوجل أجرت بعض التعديلات

في شهر يوليو لعام 2020 الماضي، قالت شركة جوجل أنها ستحذف عمليات البحث والزيارات التي يقوم بها المستخدم بشكل تلقائي، بجانب العديد من بيانات تحديد المواقع الأخرى التي تم حفظها في السابق بعد 18 شهرا من صدور هذا الإعلان، لكنها أوضحت أن هذه التعديلات لتشمل الحسابات الجديدة فقط، ما يعني أنه سيتعين على المستخدمين الحاليين ضبط إعداداتهم الشخصية مرة أخرى إذا ما ظهرت لهم المطالبات.

هذا ولم تؤثر تعديلات شركة جوجل على المدعين العامين في أربع ولايات أمريكية، والذين زعموا بأن الشركة العملاقة قامت بتضليل المستخدمين للاعتقاد بأنه بمجرد إيقافهم تشغيل ميزة سجل الموقع، فإنه لن يتم تعقب أماكن تواجدهم مرة اخرى.

حيث زعم المدعي العام للعاصمة الأمريكية واشنطن، كارل راسين، على سبيل المثال بأن جوجل كانت "تخدع المستهلكين وتتلاعب بهم للوصول إلى بيانات الموقع الخاصة بهم، بما في ذلك جعله من المستحيل تقريبا على المستخدم البسيط منع الشركة من تعقب موقعه".

أما في شهر يناير للعام الجاري، رفعت مجموعة المدعين العامين في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد جوجل على هيئة دعاوى منفصلة، بدعوى قيامهم بممارسات تتبع الموقع المخادعة، بجانب انتهاكها خصوصية المستخدمين واستغلال بياناتهم الشخصية.

تسوية الدعوى القضائية لجوجل

حيث تم تأكيد توصل شركة جوجل لتسوية دعوى قضائية بشأن تتبع المواقع في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في يبان رسمي صدر عن مكتب المدعي العام في بنسلفانيا والحاكم المنتخب لها جوش شابيرو، حيث وصفت بأنها أكبر تسوية خصوصية متعددة الدول في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، كون قيمة التسوية المالية الخاصة بها قد وصلت إلى 391.5 مليون دولار أمريكي.

وقد قال السيد شابيرو:" في الوقت الراهن، يدين المستخدمين بالفضل لوعد شركة جوجل بأن شركة التكنولوجيا العملاقة تعرف ما هو الأفضل لبيانات مستخدميها، حيث كانت قد قالت أن تأثيرها على حياة الأمريكيين أصبح واسع الانتشار خلال السنوات الأخيرة، ما يعني أنهم يتحملون مسؤولية تجاههم لضمان أن البيانات التي يجمعونها لا يتم الحصول عليها من قبل أي جهة كانت إلا بموافقة صريحة من المستخدمين، سيستمر مكتبي في الكفاح لضمان قدرة المستخدمين والمواطنين على التحكم في توقيت وكيفية جمع بياناتهم الشخصية على الدوام".

أما بالنسبة لشركة جوجل، فإنها بموجب هذه التسوية ستوافق على سلسلة من الأحكام المصممة لمنح المستخدمين المزيد من الشفافية في ممارساتها، بما في ذلك:

-مطالبة جوجل بعرض معلومات إضافية للمستخدم عند القيام بتشغيل إعدادات الحساب أو إيقافها.

-جعل المعلومات الأساسية حول تتبع الموقع واضحة للمستخدمين وليست مخفية.

-إنشاء صفحة ويب محسنة "لتقنيات تحديد المواقع"، والتي سيتمكن المستخدمين من الحصول على معلومات مفصلة حول نوعية البيانات التي يمكن لشركة جوجل أن تجمعها عنهم وكيفية استخدامها.

كما وقال المتحدث باسم شركة جوجل، السيد خوسيه كاستانيدا، في تصريح لشبكة CNN Business: " تماشيا مع التحسينات التي اجريناها خلال السنوات الأخيرة الماضية، قمنا بتسوية هذه الدعوى القضائية التي استندت إلى سياسات المنتجات القديمة التي قمنا بتغييرها منذ سنوات".