أظهرت إحدى الدراسات أن شرب أكثر من ثلاثة أكواب من المشروبات الكحولية يوميا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالضمور البقعي في العينين، فمن المعروف بشكل واسع النطاق أن الملايين من سكان المملكة المتحدة يستهلكون المشروبات الكحولية يوميا، والتي يمكن أن تكون لها آثار سلبية على صحتنا العامة،
حيث لا تتوقف تلك الآثار على تلف الكبد ورفع ضغط الدم فحسب، بل ويمكن أن تؤثر أيضا على الصحة العقلية ونمط النوم، كما أكد أحد الخبراء مؤخرا أن الإكثار من شرب الكحول قد يؤدي لإتلاف العصب البصري وفقدان البصر الدائم "العمى".
الآثار الجانبية للمشروبات الكحولية
أوضح أخصائي البصريات في عيادة بايفيلدز البريطانية، مارك شيلتون، الفرق بين مشاكل البصر المؤقتة وطويلة الأمد التي يسببها الاستهلاك المفرط للكحوليات، حيث قال:" إن المشكلة المؤقتة الشائعة لاستهلاك الكحول هي عدم وضوح الرؤية أو ازدواجيتها، والتي غالبا ما تزود بمجرد بكاء الشخص أو غسل عينيه، في حين أن بعض الناس يمكن أن يجدوا أنفسهم يعانون من الاحتقان الدموي أو الانتفاخ أو جفاف العينين لمدة يوم أو يومين بعد شرب الكحوليات، الأمر الذي يرجع بشكل أساسي إلى تعرضهم للجفاف أو تغير ضغط الدم".
الضمور البقعي المرتبط بالتقدم بالعمر
وأضاف:" مع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن تناول أكثر من ثلاثة أكواب من المشروبات الكحولية بشكل يومي يمكن أن يسبب مشاكل بصرية طويلة الأمد، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، والذي بدوره قد يؤدي إلى فقدان التركيز في مجال الرؤية المركزية".
أعراض الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر AMD:
وجود منطقة غير واضحة أو مشوشة في مجال الرؤية.
صعوبة رؤية الأشياء.
صعوبة القراءة أو التعرف على الوجوه أو قيادة السيارة ومشاهدة التلفاز.
رؤية الخطوط المستقيمة وكأنها متموجة أو ملتوية.
تبدو الأمور أصغر من المعتاد.
رؤية الألوان أقل سطوعا مما كانت عليه من قبل.
الهلوسة ورؤية أشياء غير موجودة.
يكمل شيلتون قائلا:" إن مهمة الكبد هي تحطيم جزئيات الكحول التي نتناولها، إلا أن هذه المهمة تصبح مشكلة في حال تناول الكثير منه، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على العينين بشكل كبير.
فعندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من الكحول، يصبح الكبد أقل فعالية في أداء وظائفه الرئيسية الأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السموم في الدم، حيث يتسبب تراكمها مع مرور الوقت في تلف أجزاء كثيرة من الجسم، بما في ذلك العصب البصري".
الاعتلال العصبي البصري
وأضاف:" تسمى هذه الحالة بالاعتلال العصبي البصري، وعلى الرغم من كونها نادرة الحدوث إلا أنه يعتقد بشكل واسع النطاق، أن نقص العناصر الغذائية لهذا العصب والذي يتسبب به الإفراط في شرب الكحوليات أو التدخين، يمكن أن يكون عاملا أساسيا يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان البصر الكلي أو العمى".
يمكن أن تشمل أعراض الاعتلال العصبي البصري كلا مما يلي:
رؤية ومضات ضوئية عند تحريك العينين.
رؤية الألوان أقل جودة أو تكون زاهية أكثر مما تبدو عليه في الحقيقة.
فقدان الرؤية في عين واحدة بشكل كلي أو جزئي.
الإحساس بالألم في الوجه وخاصة منطقة محجر العينين.
الفقدان العام للرؤية المحيطية.
مشاكل الرؤية الأخرى التي يسببها الكحول
بالإضافة إلى ما سبق، فإن التغيرات في ضغط الدم التي يسببها شرب الكحول يمكن أن يقلل من كمية العناصر الغذائية والأكسجين التي يتلقاها العصب البصري من الجسم، خاصة تغييرات كبيرة في مستويات فيتامين B12 التي تلحق أضرارا كبيرة في القدرة على الرؤية.
حيث يثول شيلتون:" هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الإفراط في شرب الكحول يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بإعتام عدسة العين أيضا، وهي الحالة المرضية التي تجعل عدسة العين غائمة أو غير شفافة، على عكس العدسة السليمة التي يجب أن تكون واضحة".
أعراض إعتام عدسة العين تشمل كل مما يلي:
الرؤية الضبابية والمشوشة.
صعوبة الرؤية في الليل.
الحساسية الشديدة للضوء والتوهج.
الحاجة لإضاءة أكثر عند القراءة وممارسة النشاطات المختلفة.
رؤية هالات عائمة حول الأضواء ومصادر الإنارة.
بهتان الألوان أو اصفرارها.
ازدواجية الرؤية في أحد العنين.
وتجدر الإشارة إلى أن الخدمات الطبية الوطنية البريطانية توصي البالغين بعدم شرب أكثر من 14 وحدة من الكحول أسبوعيا أو بشكل منتظم، والذي يعادل ستة أكواب من البيرة ذات نسبة الكحول المتوسطة أو 10 أكواب صغيرة من النبيذ ذو التركيز الكحولي المنخفض.