سامي كليب يحصر رئاسة الجمهورية بين مرشحين ويكشف شروط مجيء الرئيس

أخبار لبنان

سامي كليب: رئيس الجمهورية القادم بين سليمان فرنجية و قائد الجيش ويتطلب موافقة السعودية وأمريكا وحلفاء إيران

17 تشرين الثاني 2022 13:22

أكد الإعلامي الدكتور سامي كليب بأن رئيس الجمهورية القادم ينحصر بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزيف عون، وبأن المحاولات قائمة حل مشكلة انتخاب رئيس جديد وأن وصول أحد المرشحين متوقف على موافقة السعودية وأمريكا وحلفاء إيران عليه.

وجاءت تصريحات الإعلامي القدير سامي كليب خلال حوار موسع عبر مساحة الإعلامية نضال الأحمدية على موقع تويتر ليل أمس الأربعاء التي حملت عنوان مساحة تدمير العالم العربي، بمشاركة العديد من الإعلاميين والمفكرين العرب، والتي تطرق فيها لتفاصيل الوضع الداخلي اللبناني والوضع العربي بشكل عام إضافة إلى كتابه المرتقب إصداره قريبا بعنوان "تدمير العالم العربي: وثائق الغرف السوداء".

حيث اعتبر الدكتور كليب بأن سليمان فرنجية هو المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية، وبأن رئيس الجمهورية القادم بين سليمان فرنجية أو قائد الجيش والسعودية تقرر مع ايران.

وأشار إلى أن سليمان فرنجية لا يمكنه الوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية إن لم يوافق التيار الوطني الحر عليه، وبأنه يحتاج إلى قرار عربي داعم له ليصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية.

ولفت سامي كليب إلى أن سليمان فرنجية يمتلك شعبية واسعة عند الطائفة السنية، كونه صديق الرئيس الحريري، وبأن حزب الله يميل إلى فرنجية إذا خير بينه وبين جبران باسيل.

وكشف سامي كليب عن وجود محاولة بين المحورين لحل مشكلة انتخاب الرئيس في لبنان، وقد يصل سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة والرهان على موقف الحزب التقدمي الاشتراكي.

سامي كليب: جبران باسيل لم يقتنع بعدم وجود اسمه على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية

ورأى الإعلامي الكبير بأن توقيع الرئيس عون على اتفاق الترسيم قبل مغادرته قصر بعبدا، يعني رغبته بتعديل وجهة النظر الأمريكية حول ترشيح جبران باسيل للرئاسة ورفع العقوبات عنه، كاشفا بأن "الرئيس ميشال عون أبلغني سابقا أنه إن لم يصبح رئيسا سيكون قاتل القرار."

وبين كليب بأن المشكلة عند رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنه لم يقتنع بعد بعدم وجود اسمه على لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية.

وأكد على أن "أي رئيس لن يأتي إن لم توافق أمريكا وكذلك حزب الله عليه، وهذه مآساتنا الكبرى الآن، ودون السعودية وحلفاء إيران لا وجود لرئيس في لبنان، مضيفا: "حتى الآن لا أفق تسويات في المنطقة للأسف الشديد."

وعن الدور القطري في حل الأزمة اللبنانية أعرب كليب عن عدم اعتقاده بأن القطري سيقفز على السعودي ليقدم اقتراحا للأزمة اللبنانية، وإن لم ترضَ السعودية بجبران باسيل فلن تكون له فرصة الوصول إلى سدة الرئاسة.

سامي كليب: لبنان منقسم بين محورين وأي تغيير في النظام سيؤدي إلى حرب أهلية

أوضح الإعلامي سامي كليب بأن "وضع لبنان اليوم لا يختلف عن وضعه منذ الاستقلال الوهمي، لأن الدولة المستقلة هي التي تصبح سيدة قرارها في التعيينات أو الانتخابات أو الحدود أو القرار الوطني الفعلي، لأننا ورثنا نظاما عفنا طائفيا مذهبيا منذ الاستقلال والآن بما أن القوى السياسية ليست سيدة قرارها وتتصارع مع الآخر داخل الوطن على الوهم فهي تنتظر دائما مؤشرات تأتيها من الخارج."

ولفت إلى أن لبنان منقسم بين محورين، محور يعتبر أن هذه الانتخابات الرئاسية فرصة للقضاء على حزب الله أو لإضعافه لأقصى درجة، ومحور آخر من ضمنه حزب الله يعتبر بأنه شارك في العديد من الحروب والاستراتيجيات الكبرى ولن يسمح بمجيء رئيس ليضعفه، وهذه هي العقدة الرئيسية، والعقدة الأخرى تتعلق بالنظام اللبناني الذي تبين أنه أفقر الناس وجوعهم، فالمشكلة في النظام والتبعية للخارج وأيضا بالشعب اللبناني نفسه، لأنه للأسف الشديد فعندما حصلت بداية الثورة في 2019 بكل إيجابياتها وسلبياتها، قد أظهرت حقيقة بأن الذين يتحركون فعلا للتغيير ضد مذاهبهم وطوائفهم وزعمائهم لا يتعدون 20%.

وتساءل الإعلامي سامي كليب: "كيف قبل الشعب اللبناني الخضوع وكل هذا العذاب الذي لم يعشه أي شعب على هذه الأرض؟".

وأشار إلى أن لبنان من الدول العربية القليلة التي لم تصبح بعد روسية أو صينية بالشكل العام، فمناخ لبنان تاريخيا مناخ غربي، وإن خيرت اللبناني مناخ لبنان ، وبالمفاضلة مثلًا ما بين ميشغن وإيران، سيختار لبنان العيش في الولاية الأمريكية.

وحذر الدكتور سامي كليب من أن أي تغيير بالنظام في لبنان سينتج عنه حرب أهليه حتما لعدم قبول أي طائفة أن تهتز حظوظها أو صلاحياتها، مشيرا إلى أن نسبة المسيحيين كانت ٦١٪ عند الاستقلال وأصبحت الآن ما دون الثلاثين في المئة.

وأضاف: "هناك خطر أمني واجتماعي في لبنان، ولم يُحسم أي شيء حتى اللحظة بملف الرئاسة، ولا تستبعدوا تطور الأمر بعد انتخاب الرئيس إلى مسارٍ أكثر تعقيدا."

واعتبر بأن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو اللامركزية الموسعة وبأنه لا يرى تقسيما ، مشيرا إلى وجود رغبات عند بعض الأطراف اللبنانية بالتقسيم، لكنها لا تصل إلى مستوى القرار المركزي الوطني أو الخارجي فلا أحد يقبل بالتقسيم.

وأوضح الإعلامي كليب بأن لبنان بلا العرب يختنق والعرب يحبونه ولن يضحوا به أبدا، وبأن المملكة العربية السعودية ساعدت لبنان كثيرا وساعدت الجيش اللبناني.

وعن أسلوب الولايات المتحدة في التعامل بالملف اللبناني، أشار إلى أن أمريكا لا تحتاج إلى وسيط في لبنان لأنها تبني أكبر سفارة في الشرق العربي، وبأن ٨٠٪ من المساعدات التي تصل للجيش اللبناني من الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا بأن عقدة الولايات المتحدة الأمريكية تكمن في اعتقادها بأن لبنان خاضع لحزب الله لذا منعت عنه المساعدة، وبأن الأمريكي إن أراد أن نوقع اتفاقا مع صندوق النقد الدولي، سنوقع غدا معه.

سامي كليب: اتفاق الترسيم ليس تطبيعا وتقوية الجيش اللبناني هو الحل لإنهاء السلاح غير الشرعي

وبين سامي كليب في حديثه بأن قسم في لبنان يقول بأن سلاح حزب الله سيبقى ضروري طالما هناك أرض محتلة، لافتا إلى تغير النظرة العربية تجاه سلاح حزب الله بسبب تدخله بالخارج، وإلى أن الحل الوحيد للصراع وانهاء كل السلاح غير الشرعي في لبنان هو تقوية الجيش اللبناني لانه حتى الساعة هذا الجيش ليس جاهزا لصد اسرائيل، متسائلا: "لماذا لا نسلح الجيش اللبناني لمواجهة إسرائيل؟ والسعودية سبق وساعدت الجيش اللبناني ومولته أثناء عهد الرئيس السابق ميشال سليمان".

وأشار الإعلامي كليب إلى أن الترسيم البحري ليس تطبيعا، والتطبيع يعني إنشاء علاقات طبيعية بين لبنان والعدو الإسرائيلي، لذا لا تطبيع حتى اللحظة.

سامي كليب: سعد الحريري ينتظر الضوء الأخضر من ولي العهد السعودي

وعن أزمة ملف النفط بين لبنان والجزائر أوضح سامي كليب بأن الجزائر عرضت على لبنان المساعدة عبر تقديم النفط، وطرف لبناني زعم أن النفط الجزائري مغشوش، لذا غضب الجزائريون وطلبوا اعتذرا رسميا، مضيفا "نحن في المشرق تعالينا على أهلنا في المغرب عن قصد أو غيره، وجزء من اللبنانيين لا يعرفون الجزائري الذي تهمه كرامته، وساعدنا خلال حروبنا وأزماتنا."

وكشف الإعلامي بأنه طلب من الجزائر حل هذه الأزمة، أثناء تواجده هناك، وتلقى وعدا منهم، وبأن الجزائريين طلبوا اعتذارا مكتوبا وليس شفهيا.

وعن توقعاته حول مستقبل رئيس تيار المستقبل السياسي أوضح الإعلامي سامي كليب بأن الرئيس سعد الحريري محبوب في لبنان، لكنه ينتظر الضوء الأخضر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.