انخفاض أعداد الحيوانات المنوية عالميا قد يهدد مستقبل البشرية

علوم

انخفاض تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال في كل أنحاء العالم

17 تشرين الثاني 2022 18:10

كشفت دراسة جديدة عن اتجاه مقلق في جميع أرجاء العالم، حيث قال فريق دولي من الباحثين أن أعداد الحيوانات المنوية قد انخفضت إلى النصف على مدى العقود الخمسة الماضية، وقد تزايدت وتيرة الانخفاض هذه بنسبة تزيد عن الضعف منذ مطلع القرن الحالي، مشيرين إلى أن هذا التدهور الحاد وانخفاض عدد الحيوانات المنوية عالمية قد يهدد مستقبل البشرية.

حيث قام الباحثين بفحص 224 دراسة اشتملت على عينات من الحيوانات المنوية لأكثر من 57 آلاف رجل من 53 دولة حول العالم، حيث أظهرت نتائجها أن الرجال في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا عكسوا للمرة الأولى انخفاضا مشابها كالذي لوحظ في السابق في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا.

انخفاض عدد الحيوانات المنوية في العالم

حذر الباحثين من أن عدد الحيوانات المنوية قد انخفض بشكل خطير بالفعل، لدرجة أن الأزواج قد يصلون إلى مرحلة حيث يواجهون صعوبة في الحمل دون الاستعانة بالتدخلات الطبية. يقول الدكتور حجاي ليفين، المؤلف الرئيسي للدراسة من كلية هداسا براون العامة بالجامعة العبرية وعالم الأوبئة فيها:" لدينا مشكلة خطيرة بين أيدينا، وإذا ما لم نقم بالتعامل معها وتخفيفها فإنها تشكل تهديدا على بقاء الجنس البشري"

والجدير بالذكر أن الدكتور ليفين قد انضم سابقا إلى فريق من الباحثين بكلية الطب Icahn في نيويورك، بجانب بعض العلماء الذين قدموا من الدنمارك وإسبانيا والبرازيل، ليبلغوا للمرة الأولى عام 2018 عن وجود انخفاض مقلق في أعداد الحيوانات المنوية في العالم الغربي.

حيث أظهرت البيانات التي توصلوا إليها أنه في الفترة الواقعة ما بين عامي 1973 و 2018، انخفض عدد الحيوانات المنوية بمعدل 1.2% سنويا، وفي الفترة التي تلت عام 2000 كان الانخفاض يزيد بأكثر من 2.6% سنويا مقارنة بالسنوات التي سبقت الألفية الجديدة.

يقول ليفين:" إنه أمر لا يصدق حقا، فأنا لم أصدق ذلك بنفسي عندما رأيت هذه النتائج التي يمكن وصفها بأنها أزمة عالمية ويمكن مقارنتها بأزمة تغير المناخ بلا شك، وذلك لأن آثارها قد تكون مختلفة من مكان لآخر لكنها لا تزال مشكلة وظاهرة عالمية يجب التعامل معها على الفور، كما ويمكن القول بأنها تشبه الجائحة لسرعة تفشيها ولأن أعراضها قد تبقى معنا لفترة طويلة جدا".

كما وقال مؤلفي الدراسة أنه على مستوى السكان، أشار الانخفاض في متوسط عدد الحيوانات المنوية من 104 مليون ملليتر إلى 49 مليون ملليتر، إلى وجود زيادة كبيرة في نسبة الرجال الذين تأخروا في الإنجاب، مضيفين أن كون عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل ما بين الـ 40-50 مليون ملليتر لا يزيد من فرصة الحمل على الإطلاق كما كان يعتقد سابقا، حيث أنه إذا ما وصلت النسبة إلى ما دون هذا الحد تزيد احتمالية عدم الإنجاب بشكل مضطرد مع انخفاض أعداد الحيوانات المنوية، ناهيكم عن ارتباطها أيضا بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل سرطان الخصية وانخفاض متوسط العمر المتوقع أيضا.

أسباب انخفاض عدد الحيوانات المنوية

في حين أن الباحثين لم يحققوا في الأسباب التي أدت إلى انخفاض أعداد الحيوانات المنوية عالميا، إلا أنها قد أكدوا على أن وجود دور للمواد الكيميائية المختلفة الموجودة حولنا في كل مكان في تعطيل الهرمونات الذكرية والتأثير بالسلب على الجهاز التناسلي للرجال.

كما أن المثير للدهشة كان أن النتائج التي توصل لها الباحثين قد نشرت في اليوم الذي وصل فيه عدد سكان العالم إلى ثمانية مليار نسمة، الأمر الذي زاد الضغط على الموارد الطبيعية في العالم بلا شك.

ويضيف الدكتور ليفين:" من الناحية الفلسفية، ربما يكون الانخفاض في عدد الحيوانات المنوية والعقم هو بطريقة ما وسيلة البيئة لموازنة ما يجري على كوكب الأرض، لكن هذه النتائج على أي حال يجب أن تكون مصدر قلق للجميع، كون أعداد الحيوانات المنوية تعتبر مقياسا جيدا للصحة العالمية بالفعل".

وأكمل قائلا:" بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين نعتقد أننا بحاجتهم على الأرض، فإننا لا نريد أن يتم تحديد ذلك من خلال الأحداث الخطيرة بدلا من خياراتنا الخاصة، لذلك فأنا أعتقد أنه يتعين علينا مراقبة هذه المسألة بعناية شديدة على المستوى العالمي وعلى المستوى الشخصي أيضا، ما يوجب على السلطات دراسة طرقا لتحسين أنماط الحياة الخاصة بنا، مع الحد من تعرض البشر للمواد الكيميائية التي نصنعها بأنفسنا.


المصدر: News Max