حراك عربي وغربي حول الملف الرئاسي.. مشروع تسوية متكاملة قيد التسويق

أخبار لبنان

حراك عربي وغربي حول الملف الرئاسي.. تسوية متكاملة للتوافق على رئيس الجمهورية الجديد و رئيس الحكومة المقبلة

19 تشرين الثاني 2022 07:40

أشارت صحيفة الجمهورية إلى أن الوقائع المرتبطة بالملف الرئاسي، تشي باستحالة ردم الفجوة التي تفصل ما بين أطراف الصراع الداخلي، وهذه الإستحالة تتأكّد بالدليل القاطع في جلسات الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الملف اللبناني لا يزال حاضراً على مائدة الدول، حيث كان ملف لبنان من ضمن جدول أعمال اللقاء الذي عُقد في بانكوك أمس، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش قمة بلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ. وفي بيان للإليزيه، فإنّ الجانبين بحثا الوضع في لبنان والحرب في أوكرانيا. ودعا الرئيس ماكرون الى «انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في أقرب وقت، بهدف حسن تنفيذ برنامج الإصلاحات البنيوية التي لا غنى عنها لنهوض لبنان»، وكان اتصال هاتفي قد جرى بين ماكرون وبن سلمان قبل أيام، توافقا خلاله على «تعزيز تعاونهما لتلبية الحاجات الإنسانية للبنان».

وبحسب الصحيفة فإن الحركة الديبلوماسيّة العربية والغربية تتكثف حول الملف الرئاسي، وتتقاطع عند ضرورة تقصير عمر الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى، والمسارعة في انتخاب رئيس للجمهورية، وسُجّلت في هذا السياق جملة وقائع يلخّصها معنيون مباشرون بالملف الرئاسي كما يلي:

– مبادرة مصر إلى الدخول مباشرة على خط الاستحقاق الرئاسي، حيث أعطت الزيارة الأخيرة للسفير المصري إلى بكركي اشارة واضحة الى انّ مصر حاضرة في هذا الاستحقاق، ولها دورها في محاولة اتمامه بشكل توافقي بين الاطراف اللبنانيين. والحضور المصري كما يكشف متابعون له، سيكون أكثر زخماً في الآتي من الأيام.

– المملكة العربية السعودية حاضرة بدورها في هذا الاستحقاق، والخط مفتوح سواء مع الأطراف الداخليين، أو مع أصدقاء لبنان، وخصوصاً مع الفرنسيين.

– قطر ليست بعيدة من الملف اللبناني برمته، سواء عبر الحضور في ملفات اقتصادية، أو في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، التي تبدو فيه كعامل مساعد على إنضاج تسوية يلتقي حولها كل الاطراف.

_ الولايات المتحدة الأمريكية، لم تنزل بثقلها بعد على ساحة الاستحقاق الرئاسي، فلبنان ليس مدرجاً في أجندة اولوياتها في هذه المرحلة، إلا أن هذا لا يعني أن واشنطن بعيدة من هذا الملف، وتبعاً لذلك، فإنّ الحضور الأميركي المباشر والمكثف على خط الملف الرئاسي قد يشهد بعض الزخم لإنضاج تسوية رئاسية، وبالتأكيد فإنّ هذا الحضور والتزخيم يتمان بحسب التوقيت الأمريكي.

– الفرنسيون من الأساس أكثر الحاضرين في الملف اللبناني، في محاولة لاستنهاض وضعه واحتواء أزمته، وهم أكثر التصاقاً بالاستحقاق الرئاسي ليس في زمن الفراغ الحالي، بل منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وحركتهم ولقاءاتهم الشاملة مختلف التوجّهات السياسية، تنطلق من واقعية وموضوعية، وتفهّم لظروف واعتبارات كل الأطراف، ومن هنا، لا تسير الجهود الفرنسية بمنحى ضاغط على هذا الطرف او ذاك، بل بمنحى اقناعي للأطراف، بسلوك سبيل التوافق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بناءً على هذا التوافق. وخصوصاً انّه بلا هذا التوافق لا مجال لأن يخرج الملف الرئاسي من خانة التعقيد.

– انّ خلاصة النقاشات والمداولات مع الديبلوماسيين، عكست بكل وضوح انّ لا «فيتو» فرنسياً او اميركياً، او عربياً على اي من المرشحين المطروحين، وتحديداً على الوزير السابق سليمان فرنجية، خلافاً لما يروّجه بعض أطراف الداخل.

ونقلتا الصحيفة عن مصادر موثوقة ما كشفته عن جهود جدّية لإنضاج تسوية رئاسية، مؤيّدة من جهة عربية معنية مباشرة بالملف اللبناني. وقالت انّه على الرغم من الصخب الدائر بين الجبهات السياسية الداخلية، فإنّ صلاحية هذا الصخب تبقى سارية المفعول إلى أن تُصاغ التسوية التي ستجذب كل الأطراف اليها، ومن هنا فإنّ بعض الاوساط المعنية بالاستحقاق، تبلّغت عبر قنوات ديبلوماسية وغير ديبلوماسية بأنّ مشروع تسوية بات في طور التسويق، لا يرتبط برئاسة الجمهورية وحدها، بل عبارة عن سلّة متكاملة تتضمن التوافق المسبق على رئيس الجمهورية وكذلك على رئيس الحكومة المقبلة. واللافت للانتباه، انّ هذا المشروع، وإن كان لا يلبّي طروحات قوى المعارضة، التي ذهبت بعيداً في اعتراضها وفي مواصفاتها للرئيس الجديد، فإنّ مستويات سياسية أساسية وفاعلة في المسرح السياسي اعتبرته «قابلاً للبحث الجدّي». 

المصدر: الجمهورية