صرح مسؤول في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا خلال مقابلة مع هيئة البث والإذاعة البريطانية BBC، أنه يمكن أن يعيش البشر على سطح القمر خلال العقد الجاري ويبقون هناك لفترات طويلة.
وكالة الفضاء الأمريكية ناسا
حيث قال هوارد هو، مسؤول برنامج المركبة الفضائية القمرية أوريون التابعة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، أن الموائل ستكون ضرورية لدعم البعثات العلمية المستقبلية على سطح القمر، كما وصرح لبرنامج "Sunday with Laura Kuenssberg" الإذاعي أن إطلاق صاروخ أرتميس الذي يحمل المركبة أوريون خلال يوم الأربعاء الماضي، كان يوما تاريخيا وهاما للرحلات الفضائية البشرية.
مركبة أوريون الفضائية
وتقع مركبة أوريون على بعد حوالي 134 ألف كيلومتر من القمر، وذلك بعد إطلاقها على متن صاروخ أرتميس الذي يبلغ ارتفاعه 100 مار من مركز كينيدي للفضاء، حيث كان جزءا من مهمة وكالة ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى القمر الصناعي للأرض.
حيث تم وضع المركبة الفضائية أوريون على قمة الصاروخ، وقد كانت مهمة غير مأهولة حيث تم وضع مجسم بشري قادر على تسجيل آثار الرحلة على جسم الإنسان في قمرة القيادة، كما وجاءت هذه التجربة في أعقاب محاولتي إطلاق سابقتين تم القيام بهما خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، والتين تم إحباطهما في اللحظة الأخيرة خلال العد التنازلي بسبب وجود بعض المشاكل الفنية والتقنية.
كما قال السيد هو أن مشاهدة مقطع فيديو يظهر فيه صاروخ أرتميس محلقا للفضاء، كان "شعورا لا يصدق وأشبه بالحلم" على حد قوله، مضيفا:" إنها الخطوة الأولى التي نتخذها لاستكشاف الفضاء السحيق على المدى الطويل، ليس للولايات المتحدة الأمريكية وحدها ولكن للعالم أجمع".
وأضاف:" أعتقد أن هذا يوم تاريخي لوكالة ناسا، لكنه يوم تاريخي لجميع الأشخاص الذين يحبون الرحلات الفضائية واستكشاف الفضاء السحيق أيضا.
أود أن أقول أننا سنعود إلى القمر، فنحن نعمل من أجل تطوير برنامج مستدام أشبه بالسيارة التي ستنقل الأشخاص الراغبين بالعودة إلى القمر مرة أخرى".
وأوضح السيد هو أنه إذا ما نجحت رحلة أرتميس الفضائية الحالية، فستكون الرحلة القادمة على متنه مأهولة، لتليها رحلة ثالث يقوم خلالها رواد الفضاء بالهبوط على سطح القمر أول مرة منذ إطلاق مركبة أبولو 17 التي حدثت قبل خمسين عاما من الآن وتحديدا خلال شهر ديسمبر لعام 1972 ميلادي.
كما وأخبر السيد هو BBC، أن المهمة الحالية تمضي بشكل جيد حتى الآن، حيث تعمل جميع الأنظمة بشكل دقيق ويستعد فريق المهمة للإطلاق التالي لمحركات مركبة أوريون الفضائية في فترة ما بعد ظهر يوم الاثنين المقبل، وذلك لوضعها في مدار قمري بعيد الصاروخ.
واعترف السيد هو بأن مشاهدة مجريات المهمة من كوكب الأرض جعله يشعر بنفس شعور الأب القلق، لكنه قال أن رؤية هذه الصور ومقاطع الفيديو العائدة من مركبة أوريون أعطاه الإثارة والشعور الرائع بأننا قد عدنا إلى القمر مرة أخرى.
إعادة مركبة أوريون إلى الأرض
وتجدر الإشارة إلى أن إحدى المراحل الأكثر أهمية في مهمة صاروخ أرتميس تتمثل في إعادة مركبة أوريون الفضائية إلى كوكب الأرض بأمان، حيث من المتوقع أنه سيعود مخترقا الغلاف الجوي بسرعة 38 الف كيلومتر في الساعة أي ما يقرب من اثنين وثلاثين ضعف سرعة الصوت، ما سيعرض الدرع الموجود على جانبه السفلي لدرجة حرارة تقرب من 3000 درجة مئوية.
يضيف السيد هو، بمجرد اختبار سلامة مكونات وأنظمة صاروخ أرتميس وثباتها، فإن الخطة التالية ستكون بتحقيق أن يعيش البشر على سطح القمر خلال العقد الحالي، حيث أن سبب العودة إلى القمر هو اكتشاف ما إذا كان يوجد هناك مياه في القطب الجنوبي منه، والذي سيكون من الممكن تحويله لتوفير وقود للمركبات الفضائية التي تنطلق في رحلات فضائية أكثر عمقا كالمريخ على سبيل المثال.
ويقول السيد هو:" سنرسل الناس إلى سطح القمر وسيعيشون هناك ويقومون بالتجارب العلمية أيضا، كما سيكون من المهم بالنسبة لنا أن نتعلم قليلا خارج مدار الأرض ثم نقوم بخطوة كبيرة عند ذهابنا إلى المريخ. لهذا، أعتقد أن مهام صاروخ أرتميس ستمكننا من الحصول على منصة ونظام نقل مستدام يسمح لنا بتعلم كيفية العمل في بيئة الفضاء السحيق".
والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن تعود مركبة الفضاء أوريون على متن الصاروخ أرتميس، إلى سطح الأرض في تاريخ الحادي عشر من شهر ديسمبر لعام 2022 الجاري.