قام باحثون من معهد هنتر للأبحاث الطبية وجامعة نيوكاسل، بتحديد الخلايا المناعية القاتلة المسؤولة عن تفاقم الالتهابات الفيروسية لدى الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن،
حيث قادت الدكتورة جيما مايال العضوة في برنامج أبحاث الصحة المناعية في معهد هنتر هذه الدراسة، والتي وجدت أن هناك نوعا من الخلايا المناعية الذي يسمى "الخلية القاتلة الطبيعية" كان نشطاً بشكل غير طبيعي لدى أولئك المرضى على وجه التحديد وأكثر من غيرهم.
الخلايا الطبيعية القاتلة
تقول الدكتورة مايال: " هناك خلايا مناعية فطرية تعرف باسم الخلايا القاتلة، وهي موجود في أنسجة الرئة وتتصرف بشكل مختلف عن الخلايا المناعية التكيفية الاعتيادية، وقد وجدنا أن هذه الخلايا الموجودة في الرئتين يتم تنشيطها بشكل غير طبيعي لدى المرضى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن، ما يعني أن العدوى الفيروسية لديهم تكون إصابتها أسوأ من غيرهم".
حيث تصبح هذه الخلايا القاتلة بمجرد تعرضها للعدوى الفيروسية، مفرطة النشاط بسرعة كبيرة قبل أن تتوقف عن العمل، ما يجعل الاستجابة المناعية غير منظمة، خاصة وأنها لا تنتج بروتين الإشارة العصبي الضروري للإبلاغ عن الفيروسات والذي يدعى "السيتوكين"، ولا تستجيب بشكل مناسب للعدوى أيضا.
وتضيف الدكتورة مايال:" هذا يعني أنه بينما تستجيب هذه الخلايا المناعية الموجودة في الأنسجة للعدوى الفيروسية، إنها تفعل ذلك بقوة كبيرة ثم تفشل في إنتاج ما هو مطلوب منها لمكافحتها وحماية الجسم منها".
كما وقال البروفيسور جاي هورفات، المؤلف المشارك في الدراسة والباحث في برنامج أبحاث الصحة المناعية في معهد هنتر للأبحاث الطبية:" إن العدوى الفيروسية الشديدة والأعراض المصاحبة للإصابة بها، هي سبب رئيسي لسوء الحالة الصحية وارتفاع عدد الوفيات لدى الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن".
الانسداد الرئوي المزمن
ويضيف:" استخدمت هذه الدراسة مجموعة من النماذج الفريدة لمرض الانسداد الرئوي المزمن، والأنسجة المأخوذة من المرضى الذين يعانون منه، بغرض تسليط الضوء على الآلية الجديدة المحتملة والمسؤولة عن إصابة أولئك الأشخاص بالمزيد من فيروسات الأمراض التنفسية والأعراض المرضية التي يعانون منها".
أظهرت هذه الدراسة أن كل من التدخين ومرض الانسداد الرئوي المزمن، مرتبطان بالتغيرات غير الطبيعية في وظيفة هذه الخلايا المحددة التي باتت تعرف باسم "الخلايا القاتلة الطبيعية" الموجودة في أنسجة الرئتين، ومن المحتمل أن تلعب هذه التغيرات دورا مهما في آلية الاستجابة للعدوى الفيروسية لدى المدخنين والذين يعانون من هذا المرض الرئوي الحاد.