إن نظرية المحاكاة تعد واحدة من النظريات القديمة الشائعة بين الناس، والتي تشير إلى أن كل ما نعرفه ونحبه هو مجرد جزء من عالم افتراضي أو محاكاة يتم تشغيلها بواسطة الكمبيوتر وأننا مجرد صورة ثلاثية الأبعاد ليس إلا، حيث يحاول عالم فيزياء أن يضع تلك النظرية على المحك محاولا إثبات ما إذا كانت حقيقية أم محض خيال.
هل نظرية المحاكاة حقيقية
فوفقا لما نشره ملفين فوبسون، محاضر الفيزياء النظرية بجامعة بورتسموث، فإن هناك اعتقادا شائعا بأن حياتنا هذه مجرد محاكاة من البداية حتى النهاية، وأن كل شيء يتم بواسطة الخوارزميات والمعادلات المعقدة التي يقوم بها الحاسوب، تماما كما هو الحال في فيلم الماتركس Matrix الشهير.
إن هذه النظرية على الرغم من كونها قد تبدو مجنونة للبعض منا، إلا أنه مدعومة بالفعل من قبل علوم فيزياء المعلومات، حيث يشير هذا الفرع العلمي إلى أن كل من الزمكان (الزمان والمكان) والمادة ليسا ظواهر أساسية في حياتنا، بل هي مجرد أجزاء من المعلومات الشاسعة التي تشكل عالمنا المادي، وهو ما يعرف في نظرية المحاكاة بالمعلومات المسؤولة عن الإدراك.
كيف يمكن إثبات صحة نظرية المحاكاة
كما وأوضح فوبسون أن هذا الأمر لا يشمل العالم المادي فحسب، بل ويشمل كل ما يحيط بنا بما في ذلك درجة الحرارة والعواطف وفهمنا للعالم أجمع، وهذا ما يجعلها نظرية مثيرة للاهتمام، خاصة وأنها كانت رائجة بشكل كبير في فترة الثمانينيات، وذلك عندما تقترح الباحث جون أرشيبالد أن الكون بأكمله عبارة عن معلومات ضمنية، لكن إذا ما كانت هذه النظرية صحيحة، فكيف يمكننا أن نثبت ذلك؟
حيث تتضمن بعض التجارب التي يمكننا القيام بها لإثبات هذه النظرية، هو البحث عن نوع خامس من المادة التي نعرفها، فهذا النوع سيكون عبارة عن أجزاء المعلومات التي تشكل الواقع المعاش، وفي ظل أن البعض يعتقد أن العلماء قد دحضوا هذه النظرية عام 2017، إلا أنه لم يتم دحضها تماما لسوء الحظ.
علاوة على ذلك، اقترح فوبسون أنه يمكننا البحث عن الأخطاء الحسابية التي قد تتراكم بمرور الوقت، والتي يمكنها أن تساعد في الإشارة إلى احتمال كون نظرية المحاكاة حقيقية وليست خيالية.
حيث أضاف:" سيكون سبقا علميا في كلتا الحالتين، لكن إذا ما تمكن العلماء العاملون في فيزياء المعلومات من إثبات مثل هذا الشيء، فإن نظرتنا إلى العالم بأكمله ستتغير بالكامل، وهذا سيكون أمرا مرعبا للغاية يجب التفكير بتعمق".