ظهرت ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بشكل علني للمرة الثانية في وسائل الإعلام الحكومية مساء اليوم الأحد، حيث تم تصويرها جبنا إلى جنب مع والدها وبعض علماء الصواريخ المشاركين في تجربة إطلاق صاروخ عابر للقارات يمكنه حمل أسلحة نووية من طراز Hwasong-17.
ابنة الزعيم الكوري الشمالي
وقد أثار ظهور ابنة كيم جونغ أون للمرة الثانية شائعات حيال خلافتها له في قيادة البلاد، حيث اعتقد العديد من الكوريين والمراقبين أنه يتم في هذا الوقت إعدادها لتولي حكم كوريا الشمالية يوما ما.
كما ووصلت تقارير وسائل الإعلام الحكومية هذه الابنة، التي يعتقد أنها تدعى جو إي وتبلغ من العمر 9 أو 10 سنوات، بألقاب شرفية عدة منها "ابنة كيم المحبوبة" و "أكثر الأطفال المحبوبين على الإطلاق".
هذا والتقط الزعيم الكوري الشمالي صورا جماعية مع ابنته والجنود والعلماء الآخرين خلال عملية إطلاق صاروخ Hwasong-17 التجريبية، والذي يعتبر أطول صاروخ باليستي عابر للقارات في كوريا الشمالية حتى الآن، الأمر الذي تزامن مع إعلانه عن اكتمال مرحلة تطوير نظام الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية في البلاد.
كما شوهدت جو مرتدية معطفا أسود مع والدها الذي كان يحتضنها، والذي كان بدوره يرتدي معطفا جلديا ذو لون أسود مميز أيضا، بالإضافة إلى التقاطه مع ابنته العديد من الصور التي اشتملت على أكثر من 100 جندي بالقرب من الصاروخ النووي الجديد وقاذفته الصاروخية، والذي وصفته وكالة الإعلام الكورية الشمالية الرسمية بأنه "أقوى سلاح استراتيجي في العالم"، في حين قال محللون أنه لم يتضح حتى اللحظة ما إذا كان هذا الصاروخ حقيقيا أم مجرد دمية تستخدم للاستعراض الإعلامي والعسكري.
الظهور الثاني لابنة كيم جونغ أون
والجدير بالذكر أن الفتاة الصغيرة قد ظهرت اليوم بشكل أكثر جمالا ونضجا مقارنة بظهورها الذي تم تصويره خلال الأسبوع الماضي، ما أثار العديد من التكهنات بين المعلقين والخبراء الكوريين وغيرهم.
ففي صورتها الأولى، كانت جو تسير جنبا إلى جنب مع والدها الذي يريها الصاروخ العملاق الذي تم تحميله على القاذفة، بينما ظهرّا في صورة أخرى وهما يشاهدان الصاروخ وهو ينطلق إلى السماء سويا.
ويقول بعض الخبراء أن الظهور العام المتكرر يشير إلى احتمالية اختيار جو لتكون هي الشخصية التالية المحتملة لإدارة حكم كوريا الشمالية بالفعل، حيث قال عنكيت باندا الخبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، واصفا هذا الظهور بأنه مدهش للغاية :" إن صورة كيم جو أي وهي تقب بجانب والدها أثناء احتفاله مع الفنيين والعلماء المشاركين في إطلاق الصاروخ الباليستي Hwasong-17 الجديد هذا، ستدعم فكرة أن هذه هي بداية وضعها كخليفة محتملة لحكم البلاد".
كما وأضاف:" إن وسائل الإعلام الكورية الحكومية التي تؤكد حب والدها الشديد لها، تؤكد تزايد احتمالية حدوث هذا الأمر بالفعل، وقد كان ظهورها العلني الأول بجانب الأسلحة النووية الاستراتيجية التي تعد جواهر التاج لقدرات الدفاع الوطني لكوريا الشمالية أكبر دليل على ذلك، وهو لا يبدو لي صدفة على الإطلاق".
بالإضافة إلى ذلك، أثار الخبراء تساؤلات عديدة حول قواعد الميراث غير المكتوبة في كوريا الشمالية للوظائف العليا في سلم حكم البلاد، والتي تم تسليمها حتى الآن عبر ثلاثة أجيال من رجال نفس العائلة ما يعكس الطبيعة الأبوية التي يهيمن عليها الذكور في المجتمع الكوري الشمالي.
حيث تشير بعض التقارير الاستخبارية الكورية الجنوبية، أن لدى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ابن أيضا، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون قد أنجب ثلاثة أطفال خلال عام 2010 و 2013 و 2017، والذي كان أولهم ذكرا بينما الثانية والثالثة هم فتيات.
تقول سو كيم، المحللة الأمنية بمؤسسة راند في كاليفورنيا، أنه من السبق لأوانه استخلاص أي استنتاجات حيال هذا الأمر، مضيفة:" لقد قيل لنا في السابق أن لدى كيم ثلاثة أطفال بما في ذلك طفل ذكر، فإذا ما افترضنا أن الطفل الذكر الذي لم يتم الكشف عنه للإعلام حتى الآن، سيكون هو الوريث لعرش حكم البلاد، فهل ستكون جو اي ثمينة لهذا الحد من وجهة نظر الخلافة حقا ؟".
الأسلحة النووية في كوريا الشمالية
من ناحية أخرى، قد يظن كيم أن إزاحة الستار عن ابنته يعتبر إلهاء فعالا للغرب والعالم أجمع بينما يهيئ كل من واشنطن وسيول وغيرهما على الاعتياد على امتلاك كوريا الشمالية لأسلحة نووية قابلة للإطلاق، حيث قالت سو:" يبدو أن مشهد ظهور جو اي العلني يزيد من جاذبية كوريا الشمالية مقارنة بتهديدها النووي والصاروخي".
كما وأضافت المحللة الأمنية أنه من خلال إظهار كيم جونغ أون ابنته بالقرب من الأسلحة النووية، يمكن أن يكون طريقة لإرسال رسالة إلى شعبه مفادها أن الأسلحة النووية هي الضامن الوحيد لمستقبل البلاد.