ما خطورة استيقاظ الفيروسات المتجمدة في تربة سيبيريا

منوعات

إحياء فيروس قديم بعد مكوثه في تربة سيبيريا الصقيعية منذ خمسين ألف عام

28 تشرين الثاني 2022 16:52

أعاد باحثون من جامعة إيكس مرسيليا إحياء فيروسا كان يمكث في التربة الصقيعية في سيبيريا منذ ما يقرب من الخمسين ألف عام، الأمر الذي عزز مخاوفهم من كون الاحتباس الحراري العالي قد يؤدي إلى إعادة إحياء مسببات الأمراض القديمة. 

حيث قال الباحثين أن هذا الفيروس قادرا على إصابة الخلايا الحية، يسلط الضوء على مخاطر ما يطلق عليه اسم" فيروسات الزومبي الناشئة" جراء ذوبان التربة الجليدية.

أقدم فيروس حي يتم إحياءه

وفقا لما تم كشفه، فإن هذا الفيروس يدعى "باندورا"، والذي يستطيع إصابة الكائنات الحية أحادية الخلية فقط ولا يشكل أي تهديد للبشر، حيث كان محاصرا في التربة المتجمدة في قاع بحيرة تقع بمنطقة ياقوتيا منذ 48500 سنة، ما يجعله أقدم فيروس حي يتم إحياءه حتى الآن.

يقول البروفيسور جان ميشيل كلافيري من جامعة إيكس مرسيليا، المؤلف الرئيسي للدراسة والذي أحيا هذا الفيروس مع زملاءه :" إن ما يصل إلى خمس أراضي نصف الكرة الشمالي غني بالأرضي دائمة التجمد، وهذه التربة الصقيعية تذوب بالفعل وتطلق معها بعض المواد العضوية المحتجزة بداخلها منذ ما يصل إلى مليون سنة، فعندما تتحلل هذه المواد وتنتج ثاني أكسيد الكربون والميثان، فإنها بدورها تعزز الاحتباس الحراري أيضا".

الفيروسات داخل التربة الصقيعية

كما وأوضح أن التربة الصقيعية تحتوي أيضا على فيروسات وميكروبات أخرى ظلت كامنة منذ عصور ما قبل التاريخ، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك تحديثات مهمة حول اكتشاف الفيروسات الحية مثل الذي اكتشفوه منذ عام 2015، مضيفا:" يشير هذا الأمر بشكل خاطئ إلى أنه في ظل حدوث هذه الحوادث أمر نادر، فإن فيروسات الزومبي لا تشكل تهديدا للصحة العامة".

قال الباحثون أنهم تمكنوا من عزل 13 نوعا من الفيروسات التي تم جمعها من سبعة عينات قديمة مأخوذة من التربة الصقيعية في سيبيريا، حيث كانوا يبحثون عن الفيروسات التي يمكن أن تصيب الأميبيا على وجه التحديد والتي تسمى "الشوكميبا"، مشيرين إلى أنه يجب العمل للحرص على أن لا تكون هذه الاكتشافات الفيروسية التي تحدث بالصدفة قادرة على إصابة البشر بالعدوى، وأضافوا :" إن الخطر البيولوجي المرتبط بإحياء فيروسات ما قبل التاريخ والتي تصيب الأميبا لا يكاد يذكر".

على النقيض من ذلك، قال الباحثون أن المشروع الروسي لاستعادة الفيروسات القديمة بشكل مباشر من بقايا الماموث المحفوظة في التربة الصقيعية ووحيد القرن الصوفي وخيول ما قبل التاريخ، والذي يتم العمل عليه في مختبر فيكتور الروسي في مقاطعة نوفوسيبيرسك، هو الأمر الذي يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر بالفعل، لأنه قد يصيب الثديات الأخرى.

مخاطر إحياء مسببات الأمراض

تجدر الإشارة إلى أن المخاوف حيال إعادة إحياء مسببات الأمراض القديمة التي يشار لها غالبا باسم "فيروسات الزومبي"، قد اكتسبت زخما عالميا عام 2016 عندما توفي طفل جراء تفشي مرض الجمرة الخبيثة في شمال سيبيريا، حيث تم ربط تلك الحالة بموجة حرارية حارة تسببت في إذابة التربة الصقيعية والكشف عن جثة حيوان رنة مصاب بها، حيث لم يشاهد هذا المرض في تلك المنطقة منذ عام 1941.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد الباحثون في جامعة ولاية أوهايو العام الماضي، أنهم اكتشفوا مادة وراثية تعود إلى 33 فيروسا في عينات جليدية مأخوذة من هضبة التبت، والتي تم تقدير عمرها بما يصل إلى 15 ألف سنة.


المصدر: مجلة Stuff