الكلاب تساعد البشر في علاج هذا المرض المميت

علوم

الكلاب تساعد في علاج السرطان لدى البشر

29 تشرين الثاني 2022 20:20

يتم تشخيص حوالي 4 ملايين كلب بالأورام السرطانية سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم أشكال السرطان تلك تكون شبيهة بتلك التي تصيبنا نحن البشر، وهو ما دفع الباحثين في الوقت الراهن إلى إدخال الكلاب في بعض التجارب السريرية لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على علاج للسرطان يفيد كلا من البشر والكلاب على حد سواء.

تقنية علم الأورام المقارن

فوفقا لوكالة CBS News الأمريكية، يطلق على هذه التقنية اسم "علم الأورام المقارن"، والتي يتم تمويلها بشكل جزئي من قبل مبادرة البيت الأبيض لمكافحة السرطان، وقد جمع الباحثون من المعاهد الوطنية للصحة العامة والقائمون على هذه التجارب، عينات من الحمض النووي من مجموعة كبيرة من الكلاب المصابة بالسرطان مؤخرا لبدء دراستهم عليها.

تقول الدكتورة إيلين أوستراندر، كبيرة باحثي الوراثة في المعاد الوطنية للصحة العامة :" تعيش الكلاب في عالميا وهي تصاب بنفس الأمراض التي نصاب بها، إنهم يأكلون طعامنا ويتعرضون لنفس الملوثات البيئة التي نتعرض لها، لكن ما لا يعرفه البعض أنها تمتلك أيضا نفس الجينات التي نتملكها ولديها طفرات جينية تجعلها معرضة لكل ما يمكن أن نصاب به نحن البشر من أمراض وأوبئة، بما في ذلك مرض السكري أو السرطان أو الأمراض العصبية والعضلية، فكل ما نصاب به تصاب به الكلاب".

كما وأضافت أوستراندر أنه من السهل دراسة جينات الكلاب لأنه قد تم تربيتها على مدى يفوق الـ 200 عام الماضية لتكون ذات سمات مميزة مثل الأنف والذيل والأحجام المحددة، مما يعني أن هناك عددا أقل من الجينات المسؤولة عن معظم الاختلافات الجينية التي يسهل اكتشافها.

فنظرا إلى أن بعض سلالات الكلاب تصاب بالسرطان أكثر من غيرها، فإنه سيكون من السهل على الباحثين تحديد الجينات المسؤولة عن إصابتها بالمرض.

فعلى سبيل المثال ، سرطان المثانة يعد الأكثر شيوعا وتصاب به الكلاب الاسكتلندية أكثر بـ 20 مرة مقارنة بباقي أنواع الكلاب المختلطة، وبالتالي سيتم تحديد المسبب الجيني للمرض بشكل سريع وسهل بلا شك.

الكلاب تساعد في علاج سرطان العظام

الجدير بالذكر أنه في إحدى الحالات النادرة التي وصفت بالمعجزة الطبية، تلقت طفلة تدعى "كريستي جوميز"، المصابة بنوع نادر وخبيث وعدواني من سرطان العظام الذي يسمى ساركوما العظام، علاجا مناعيا تجريبيا تم التوصل إليه من خلال أبحاث الكلاب.

حيث كان الطبيب البيطري نيكولا ماسون من جامعة بنسلفانيا قد اكتشف شكلا معدلا وراثيا من بكتيريا الليستريا المحتوية على بروتين محدد يدعى HER2، والذي ساعد الكلاب على محاربة مرض ساراكوما العظام السرطاني هذا، وذلك بعد أن قامت الليستريا المعدلة وراثيا بإيقاظ أجهزة المناعة لدى الكلاب وإطلاق الخلايا المناعية القاتلة، التي قامتا بدورها في فحص جميع أرجاء الجسم للعثور على الخلايا السرطانية وتدميرها.

كما انضمت ساندي، الكلبة من نوع المسترد الذهبي (الجولدين ريتريفر) والبالغة من العمر 9 سنوات، إلى تجربة أجريت على مستوى البلاد عام 2018، والتي كانت قد بترت ساقيها الأماميتين جراء الإصابة بسرطان ساركوما العظام الذي يصيب ما يزيد عن عشرة آلاف كلب سنويا في الولايات المتحدة وحدة.

حيث تم حقنها بالليستريا المعدلة وراثيا وأظهرت استجابة مناعية قوية للغاية، وقد قال الدكتور ماسون أن الكلبة لا تزال على قيد الحياة إلى يومنا هذا دون وجود أي علامة على إصابتها بالسرطان، بينما كان متوسط العمر المتوقع لها بعد إجراء عملية البتر والخضوع للعلاج الكيميائي سنة واحدة فقط.

ووفقا لما نقلته وكالة CBS News، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في العام الماضي على إطلاق المرحلة الثانية من التجارب السريرية باستخدام الليستريا المعدلة وراثيا لعلاج كل من الشباب والأطفال، والتي خلالها تم علاج الطفلة جوميز بها بعد أن كانت تعاني من السرطان الذي انتشر وصولا إلى رئتيها.

عينات السرطان المأخوذة من الكلاب

وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الوطني للسرطان ينفق ما يزيد عن 20 مليون دولار سنويا لتحليل عينات السرطان المأخوذة من الكلاب في مختلف أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب قيامه بالإشراف على تجارب الأورام المقارنة لتحسين علاجات السرطان لدى كل من البشر والكلاب.

كما أن الهدف من هذه التجارب، والتي تتم عبر كليات الطب البيطري الأمريكية، هو إيجاد علاجات جديدة تحافظ على حياة الكلاب وتزيد مستوى الحياة المتوقع وإطالة مدة بقائها مع أسرها، ناهيكم عن أنها تقدم نظرة ثاقبة حول كيفية ترجمة العلاجات والأساليب التي يتم تجربتها ودراستها على الكلاب لمساعدة البشر المصابين بالسرطان.


المصدر: News Max