نجاة الثديات من الكويكب الذي قضى على الديناصورات .. اعرف السبب

عالم الحيوان

تطور الثديات وتنوعها ساعد في نجاتها من الكويكب الذي قتل الديناصورات

8 كانون الأول 2022 06:00

إن النظرة التقليدية المعروفة لعصر الديناصورات هي أن الثدييات عاشت في الظل حتى يوم اصطدام الكويكب الذي أدى للانقراض الكبير بكوكب الأرض، لكن دراسة جديدة كشفت أنها كانت بالفعل مهيأة تطوريا للسيطرة على العالم.

نجاة الثديات من الكويكب الذي قضى على الديناصورات

فوفقا لهذه الدراسة الجديدة، نجت الثدييات من الكويكب الذي قضى على الديناصورات من خلال التحوط التطوري الطبيعي ،مما أدى إلى تكوين مجموعة متنوعة من الأنواع التي أعدتها لمواجهة نهاية العالم في عصور ما قبل التاريخ.

و من خلال النظر في كيفية تغير النظم البيئية في أمريكا الشمالية ما قبل التاريخ، كان الباحث خورخي غارسيا جيرون من جامعة ليون بإسبانيا و زملاؤه يأملون في اكتساب نظرة ثاقبة عن سبب نجاة الثدييات والمخلوقات الصغيرة الأخرى بعد حادثة الانقراض العظيم بينما كانت الطيور التي نعرفها اليوم هي كل ما تبقى من الديناصورات.

سبب نجاة الثديات من الكويكب الذي قضى على الديناصورات

يقول غارسيا جيرون: " لا أعتقد أن تفضيل الحيوانات ذات الأجسام الصغيرة وحدها يمكن أن يفسر الاختلاف بين البقاء على قيد الحياة والانقراض بين الثدييات والديناصورات، فالصورة الحقيقية أكثر تعقيدا وتتعلق بتنوع الأنظمة الغذائية والسلوكيات والمواقع المختلفة التي كانت تعيش فيها الحيوانات قبل هذا الحدث العظيم".

دراسة تطور الحيوانات منذ عصور ماقبل التاريخ

بالاعتماد على أكثر من 1600 حفرية لمختلف الديناصورات والأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات التي تم العثور عليها في أمريكا الشمالية ، ابتكر الباحثين خريطة للأماكن التي كان يعيشها فيها كل نوع من الأنواع المنقرضة. كما و قام الباحثون بتعيين حجم الجسم والموئل والنظام الغذائي لكل نوع منها، وإدخال هذه المعلومات في نموذج حسابي طوره علماء البيئة لتتبع كيفية تغير سلاسل الغذاء بمرور الوقت.

تطور الثديات وتنوعها منذ عصور ماقبل التاريخ

حيث وجدوا أن الديناصورات التي كانت توجد في أمريكا الشمالية منذ 66 مليون سنة تشبه إلى حد ما تلك التي كان موجودة فيها منذ 18 مليون سنة، والتي تمثل شكلا واضحا من أشكال الاستقرار البيئي. أما بالنسبة للثديات منها فقد أظهرت بشكل مستمر قدرات التكيف وتطورت إلى مجموعة واسعة من الأنواع المختلفة التي نمت قدرات عديدة بما في ذلك التسلق والطيران الشراعي والسباحة والحفر وأشكال أخرى من السلوكيات خلال تلك الفترة.

فعلى عكس بعض الدراسات السابقة التي اقترحت حدوث انخفاض في عدد أنواع الديناصورات مع اقتراب موعد الانقراض العظيم ، لم يجد الباحثون القائمين على هذه الدراسة حدوث مثل هذا الانخفاض، مشيرين إلى أنه إذا ما كان هناك أي شيء من هذا القبيل ، فإن الديناصورات مثل T. rex و Triceratops كانت تؤدي نفس الأدوار التي قام بها أسلافها قبل ملايين السنين، ما يعني بطبيعة الحال أن الثدييات كانت أكثر مرونة وتكيفا منها بكثير.

نجاة الثديات من الانقراض

يقول غارسيا جيرون: " لم يذهلني كيف تمكنت الثدييات من الازدهار في النظم البيئية شديدة التعقيد والخطيرة التي كانت تهيمن عليها الديناصورات وحسب ، بل وكيف انتقل أسلافنا بسرعة إلى أماكن خالية بعد اصطدام الكويكب بكوكب الأرض لينجو من الانقراض".

كما وقال لوكاس ويفر، الباحث في جامعة ميشيغان والمؤلف المشارك في الدراسة: " إن انقراض الديناصورات هو بالتأكيد قصة آسرة ، لكنها كانت مجرد واحدة من العديد من الأصناف التي تأثرت بشكل كبير بالانقراض الجماعي".

وأضاف: " تجمع هذه الدراسة البيانات التي جمعها باحثون مختلفون في نموذج نظري جديد يمكن الاستمرار في الاعتماد عليه للوصول إلى الاكتشافات الجديدة ، ومن المرجح أن توفر مثل هذه الأساليب على مستوى النظام البيئي الرؤى المستقبلية الواسعة حول ما حدث قبل وبعد حادثة الانقراض العظيم".

New Scientist