كيف تستطيع السلاحف تجنب الانقراض الناتج عن تغير المناخ ؟

عالم الحيوان

السلاحف تسابق الزمن للتغلب على تغير المناخ

22 كانون الأول 2022 18:34

توصلت دراسة جديدة إلى أنه من المرجح أن تنجو السلاحف من مشكلة الاحتباس الحراري الذي يعاني منه كوكب الارض إذا ما كانت قادرة على الهجرة إلى موائل جديدة قبل أن تصبح موائلها غير مستدامة، مما يضعها في سباق مع الزمن للتغلب على تغير المناخ.

توزيع السلاحف على الموائل العالمية

وقد استخدمت الدراسة التي قادها باحثون من متحف التاريخ الطبيعي وجامعة فيجو، بعض الحفريات لمتابعة التغيرات الزمنية والتنبؤ بتوزيع السلاحف على الموائل العالمية في جميع أرجاء كوكبنا الذي شهد زيادة تدريجية في الاحتباس الحراري طوال العقود الماضي.

السلاحف ودرجات الحرارة المنخفضة

أشارت نتائج الدراسة إلى أنه من المرجح أن تعيش السلاحف في مناخ ذو درجة حرارة يتراوح ما بين 1.5 درجة مئوية إلى 2 درجة مئوية تحت الصفر، وهو المعدل المتوقع لارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تغير المناخ أيضا، لكن ليس في نفس الأماكن التي تعيش فيها اليوم. 

الموطن الأكثر ملائمة للسلاحف

ففي حين أن السلاحف ليست معروفة بنشاطها الكبير، إلا أنه يبدو أن عليها التصرف بسرعة كبيرة للتغلب على وتيرة تغير المناخ السريعة. حيث يقول الباحثون أنه مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ، يمكن أن تصبح مناطق واسعة من شمال أمريكا الشمالية وشمال آسيا أكثر رطوبة ودفئا مما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يمكن أن يخلق منها مواطنا أكثر ملائمة للسلاحف في الحاضر والمستقبل.

السلاحف والهروب من آثار الاحتباس الحراري

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة و الباحث في جامعة فيجو، الأستاذ ألفيو أليساندرو كيارينزا: " للهروب من آثار تغير المناخ وتجنب الانقراض بسبب الاحتباس الحراري الذي تتسبب به أنشطة الإنسان المختلفة ، تحتاج السلاحف إلى الهجرة من موائلها الحالية إلى بيئة أكثر ملاءمة بالنسبة لها للبقاء على قيد الحياة، فهي يجب أن تعمل بسرعة للقيام بذلك مما يجعلها تخوض سباقا مع الزمن".

عقبات هجرة السلاحف

كما وأضاف:" هناك عقبة أخرى يجب مراعاتها وهي الضغوط البشرية على الهجرة المحتملة للسلاحف أيضا، وقد وفرت هذه الدراسة أساسا لخبراء جهود الحفاظ على السلاحف والحيوانات الأخرى، والتي من المحتمل أن تتعرض موائلها للتهديد بسبب تغير المناخ والعقبات الأخرى التي قد تمنعها من فعل ذلك".

السجل الأحفوري للسلاحف

الجدير بالذكر أن الباحثين قد قرروا أن تركز هذه الدراسة على السلاحف دون أي نوع آخر من الحيوانات الأخرى لعدة أسباب وجيهة من وجهة نظرهم، فبالمقارنة مع الزواحف الأحفورية الأخرى ، تتمتع السلاحف بسجل أحفوري جيد بشكل مدهش بالنظر إلى صدفتها ، كما وأن بيئاتها الطبيعية لم تتغير كثيرا خلال مئات الملايين من السنوات الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك سبب آخر لاختيارهم هو أن السلاحف تتمتع بعلاقة قوية مع بيئتها وتعيش في نظام دقيق للغاية، مما يمكن الباحثون من الاعتماد عليها في فهم حدود هذه المخلوقات المناخية والبيئية بشكل أفضل من غيرها.

أهمية الاستعداد لتأثيرات الاحتباس الحراري

فمن خلال جمع البيانات حول السلاحف والظروف البيئية الخاصة بها، تمكن الباحثون من تقدير المساحة البيئية النظرية التي يمكن أن توجد فيها هذه الحيوانات ، مما سمح لهم بطرح المزيد من التنبؤات بناء على الأحداث المعروفة. حيث قال البروفيسور بول باريت من متحف التاريخ الطبيعي وأحد مؤلفي هذه الدراسة: " توضح هذه الدراسة بشكل ممتاز الإمكانات التي لا توصف للمجموعات الحيوانية لاستخدام بياناتها التاريخية لتقديم رؤى جديدة في القضايا البيئية المعاصرة. إن هذه العملية ، التي يمكننا من خلالها توقع الاستجابات البيئية للظروف البيئية ،ستظهر لكل من النشطاء وصانعي السياسات أفضل السبل للاستعداد لتأثيرات حالة الطوارئ الكوكبية التي نشهدها الآن بفعل الاحتباس الحراري".

Uk Daily