الذكاء الاصطناعي من الألف إلى الياء

منوعات

الذكاء الاصطناعي لايحتاج إلى تدخل بشري وإنما يحتاج إلى هذه الأشياء .. تعرف عليها

25 كانون الأول 2022 19:06

في شهر أغسطس من عام 1955 ، تقدمت مجموعة من العلماء بطلب تمويل بقيمة 13500 دولار أمريكي لاستضافة ورشة عمل صيفية في كلية دارتموث بنيو هامبشاير في المملكة المتحدة، و في حين أن طلب التمويل كان متواضعا، إلا أن الباحثين كانوا يرغبون في التعرف على كل جانب من جوانب التعلم وما إذا كان يمكن معرفة سمات جديدة للتعلم الذاتي، بغرض وصفها بدقة قبل صنع آلة لتقوم بمحاكاتها في المستقبل، الأمر الذي يمكن الإشارة إليه بكونه أولى بدايات التفكير في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بتنا نعرفها اليوم.

وصول الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا

في حين أن تقنية الذكاء الاصطناعي ChatGPT كانت من أكثر اختراعات الذكاء الاصطناعي إثارة للاهتمام خلال العام الجاري، فقد أظهرت العديد من الأنظمة المماثلة قدرات كبيرة في إنشاء محتوى جديد على غرارها، بما في ذلك بتقديم مطالبات بسيطة كتحويل النص إلى صورة أو لإنشاء صورة نابضة بالحياة، حتى أن بعضها قد نجح بالفوز في بعض المسابقات الفنية أيضا.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيا حيا أو عقلا مستقلا كما يشاع حياله في أفلام وروايات الخيال العلمي، إلا أنه يبدو أنه يقترب على الأقل من الوصول إلى هذه المرحلة وتغيير فكرتنا التقليدية حيال الذكاء الاصطناعي بقدراتها الغير محدودة، والتي باتت تتطور يوما بعد يوم وتتداخل مع جميع جوانب حياتنا بشكل كبير.

تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا

ففي الحقيقة، أصيب بعض الباحثين الذين تعاملوا عن كثب مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورا بالإغماء والصدمة جراء ملاحظتهم مدى تطورها واحتمالية الإحساس والوعي التي وصلت لها، حيث كان من بين تلك الأمثلة برنامج الذكاء الاصطناعي واللغة المحوسب LaMDA الذي كانت تعمل عليه شركة جوجل مؤخرا.

ماذا يعني الذكاء الاصطناعي في الواقع؟

كي يطلق عليه اسم "الذكاء الاصطناعي"، فإنه يجب أن يظهر النظام أو التكنولوجيا مستوى معين من الذكاء والقدرة على التعلم والتكيف، ولهذا السبب فإنه لا يطلق على الأنظمة التي تحتاج إلى تدخل بشري بما في ذلك أنظمة صنع القرار والأتمتة وتقديم الإحصائيات الاعتيادية، لقب "الذكاء الاصطناعي". 

أنواع الذكاء الاصطناعي

فبحسب بعض الخبراء، يتم تقسيم الذكاء الاصطناعي بشكل واسع النطاق إلى قسمين رئيسيين، هما الذكاء الاصطناعي الضيق والذكاء العام الاصطناعي الذي يكون متخصصا في المشاريع العملاقة والتي تحتاج إلى تعقيدات تكنولوجية هائلة للتعامل معه.

من بين هذين القسمين، فإن معظم ما نعرفه اليوم باسم الذكاء الاصطناعي لديه ذكاء ضيق، حيث تتمثل مهمته في أنه يعمل بنظام معين ليقوم بحل مشكلة معينة فقط. وعلى عكس الذكاء البشري، فإن الذكاء الاصطناعي الضيق لا يكون فعالا إلى في المجالات التي تم تدريبه عليها مثل كشف الاحتيال أو التعرف على الوجه أو تقديم التوصيات الاجتماعية، ما يعني أنه غير قادر على التحليل أو الابتكار على الإطلاق.

ما الذي يحتاجه الذكاء الاصطناعي ليعمل بشكل صحيح؟

يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة أشياء رئيسية ليعمل بشكل صحيح وناجح، والتي قام خبراء التقنية بتوضيحها على النحو التالي:

أولا، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى بيانات عالية الجودة وغير متحيزة وبكميات كبيرة منها أيضا. ولهذا يستخدم الباحثون الذين يقومون ببناء شبكات عصبية إلكترونية المستوحاة في تصميمها من الشبكات العصبية البشرية، بالاعتماد على مجموعات البيانات الكبيرة التي ظهرت مع التحول الرقمي للمجتمع.

فعلى سبيل المثال، تعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي Co-Pilot للبرجمة في الحصول على بياناته التي تتشكل من مليارات أسطر الأكواد البرمجية من منصة GitHub، والتي تكون مأخوذة في الأساس من الآلاف من المبرمجين الذين يكتبونها حول العالم.

لذلك ، ستستمر نماذج الذكاء الاصطناعي في التطور تزامنا مع قيامنا برقمنة المزيد من جوانب حياتنا ما يعزز من عمليات تزويدها بمصادر بيانات بديلة ، مثل البيانات المحاكاة أو البيانات التي يتم جمعها من الألعاب مثل لعبة Minecraft الشهيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى بنية تحتية حسابية للتدريب الفعال، وبما أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت أكثر قوة مما كانت عليه في الماضي، فقد يتم التعامل مع النماذج التي تتطلب الآن جهودا مكثفة وحوسبة واسعة النطاق بشكل أكثر بساطة في المستقبل القريب.

مع ذلك ، مع تغير العالم من حولنا باستمرار ، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي تحتاج أيضا إلى أن يتم إعادة تدريبها باستمرار باستخدام بيانات جديدة. فبدون هذه الخطوة الحاسمة ، ستنتج أنظمة الذكاء الاصطناعي إجابات غير صحيحة من الناحية الواقعية أو لا تأخذ في عين الاعتبار المعلومات الجديدة التي ظهرت منذ أن تم تدريبها.

الذكاء الاصطناعي الرمزي

الجدير بالذكر أن الشبكات العصبية ليست الطريقة الوحيدة لتدعيم الذكاء الاصطناعي بالمعلومات وتطويره، حيث أن النهج البارز الآخر في مجال تطوير هذه التقنيات المتطورة هو ما يعرف باسم "الذكاء الاصطناعي الرمزي"، والذي يعتمد على قواعد بيانات ومعرفات متشابهة لعملية التفكير وجمع المعلومات البشرية لتشكيل تمثيلات رمزية داخلية لظواهر ومشاكل محددة، بدلا من الحصول على مجموعات ضخمة من البيانات مرة واحدة.

مجلة Science Alert