هل تحولت السعودية إلى روسيا والصين بديلا عن أمريكا.. باحث سياسي سعودي يوضح

تقارير وحوارات

الباحث السياسي أحمد الركبان: السعودية سعت إلى حلفاء أكثر شفافية بسبب فتور العلاقات بين الرياض واشنطن

31 كانون الأول 2022 10:13

أكد الباحث السياسي السعودي أحمد الركبان، بأن المملكة العربية السعودية سعت إلى حلفاء في أوروبا وشرق آسيا من ضمنهم روسيا والصين كبديل عن الولايات المتحدة بسبب خيبة أملها من بعض الرؤساء والساسة الأمريكيين وفتور العلاقات بين الرياض وواشنطن.

بعض السياسيين في الولايات المتحدة لا يثمنون حجم العلاقات السعودية الأمريكية

وجاء ذلك خلال حديث الباحث أحمد الركبان في برنامج حديث الخليج على قناة الحرة، حول حقيقة تحول الرياض للسعي نحو أولويات أخرى في الشراكة وتحديدا إلى روسيا والصين بعد عقود من التحالف الوثيق بينها وبين الولايات المتحدة.

حيث أوضح الركبان بأن السعودية أصيبت بخيبة أمل من بعض الرؤساء وبعض الساسة الأمريكيين وخاصة منذ عهد أوباما إلى عهد الرئيس الحالي جو بايدن، كما شهدت العلاقة بين واشنطن والرياض فتورا، وتصادمات في بعض الآراء التي تهم أمن المنطقة وخاصة المنطقة الخليجية والسعودية على حد سواء.

ولفت إلى أن هذه المستجدات دفعت السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، إلى السعي إلى إيجاد حلفاء أكثر شفافية وتوددا للمملكة.

وأعرب عن اعتقاده بأن السعودية سعت إلى أن تكون بعض من الدول الأوروبية وكذلك روسيا بالإضافة إلى الصين ودول شرق آسيا، حليفا بديلا للولايات المتحدة لأنه مع الأسف الشديد فإن بعض الساسة في الولايات المتحدة وتحديدا في الكونغرس الأمريكي لا يثمنون حجم هذه العلاقة والزمن الطويل لها.

السعودية تمكنت من إقامة توازن في تصدير النفط ومن الحفاظ على مصادر الطاقة بشفافية عبر قرار أوبك

وردا على سؤال حول دفاع دول الخليج عموما عن قرارات منظمة أوبك بعدم زيادة إنتاج النفط أمام الحلفاء في الغرب والولايات المتحدة على حد سواء، وإن كان العام القادم سيشهد استراتيجية مغايرة للسعودية ولمنطقة الخليج، أشار الباحث أحمد الركبان إلى ما ذكره وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان بأن هناك شفافية مطلقة على مستوى الطاقة في العالم ولذلك فإن السعودية تسعى للحفاظ على الاقتصاد العالمي بحكم أنها الدولة الأولى التي لها وزن ثقيل في منظمة أوبك ولذلك فإن المملكة تسعى لمصلحة الجميع ولا تسعى لمصلحتها الشخصية.

وأبدى الركبان اعتقاده بأن على جميع دول العالم أن تفهم أن السعودية منذ تأسيسها وهي تسعى دائما إلى إمساك العصا في المنتصف بشكل دائم، آخذة بعين الاعتبار مصلحة الجميع.

وشدد على أن السعودية اليوم وخاصة وسط أزمة الطاقة استطاعت أن تقيم توازنا في تصدير البترول، فالمملكة تستخرج من 10 إلى 11 مليون برميل نفط يوميا ولذا فإن من الصعب جدا أن تسعى السعودية إلى زيادة النفط أو تخفيض الإنتاج من أجل مصلحة هذه الدولة أو تلك.

وبين بأن المملكة السعودية في قرار أوبك الأخير استطاعت أن تكون أكثر شفافية في الحفاظ على مصادر الطاقة، معتقدا بأنها ستواصل في العام القادم الحفاظ على الانتاج على مستوى العالم وتحافظ أيضا على السوق الدولية من أجل عدم العبث بأسعار النفط سواء من قبل السوق السوداء أو غيرها، ولهذا السبب فإن دول القرار تنسب للملكة بأنها صاحبة العقل الكبير في منظمة أوبك.

ويذكر بأن مجموعة "أوبك+"، قد قررت في الخامس من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، خفض إنتاج النفط بمعدل مليوني برميل يوميا بدءا من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، رغم الضغوط الأمريكية التي هدفت إلى زيادة الإنتاج.

وردا على هذا القرار أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن هناك عواقب لقرار المملكة العربية السعودية خفض إنتاج النفط، في إطار أوبك+، وبأن الوقت قد حان لإعادة التفكير بالعلاقات معها.

كما صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بأن بايدن يريد إعادة تقييم العلاقة مع الرياض بعد ما أسماها "الصفعة الدبلوماسية السعودية للولايات المتحدة."

ومن جهتها رفضت الخارجية السعودية التصريحات تجاها عقب قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط، معتبرة بأنها لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك+ خارج إطاره الاقتصادي البحت وهو قرار اتُخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك+.

وأكدت بأن السعودية لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساعي تهدف إلى تحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الأسواق البترولية.