يتعرض مرضى السكتة الدماغية بعد نزيف في المخ لخطر فقدان القدرة على الكلام. لكن دراسة جديدة، أجراها باحثون في جامعة هلسنكي بفنلندا، وجدت أن الغناء قد يحسن وظيفة اللغة لدى الناجين من السكتات الدماغية.
وأشارت جمعية السكتة الدماغية إلى أن "الحبسة الكلامية قد تؤثر في قدرة المرء على فهم الكلام والتحدث والقراءة والكتابة واستخدام الأرقام"، موضحة أن ذلك "لا يؤثر في الذكاء، إذ يظل الأشخاص المصابون بالحبسة الكلامية يفكرون بالطريقة نفسها، لكنهم غير قادرين على إيصال أفكارهم بسهولة."
ولفتت إلى أن "الحبسة الكلامية تؤثر في الناس بطرق مختلفة ولن يواجه شخصان الصعوبات نفسها تماماً."
إعادة التأهيل القائم على الغناء
وبينت الدراسة أن إعادة التأهيل القائم على الغناء قادرة على "تعزيز التواصل وإنتاج الكلام"، وتوفر "فرصاً لدعم الأقران".
وقالت الباحثة سيني تولي سيبونكوسكي: "استخدمت دراستنا مجموعة متنوعة من عناصر الغناء"، شملت "غناء الكورال، وعلاج الترنيم والتدرب على الغناء بمساعدة الحاسب اللوحي."
وأوضحت أن المريض يتدرب في علاج الترنيم على إنتاج الكلام تدريجياً من خلال استخدام اللحن والإيقاع للتقدم من الغناء إلى إنتاج الكلام، مبينة أن جلسات إعادة التأهيل أدارها معالج موسيقي مُدرَّب وقائد كورال مُدرَّب.
وأضاف الباحثة سيبونكوسكي: "بالإضافة إلى التدريب على إنتاج الكلام، يوفر التأهيل الجماعي فرصة ممتازة لدعم الأقران لكل من المرضى وعائلاتهم."
مضاعفات السكتة الدماغية
وقال طبيب الأعصاب روبرت براون: "قد تسبب السكتة الدماغية في بعض الأحيان إعاقات مؤقتة أو دائمة."
وقد تشمل المضاعفات الشلل أو فقدان حركة العضلات. على سبيل المثال، قد يفقد الناجي القدرة على تحريك الجانب الأيسر من جسمه. وقد يؤدي تلف الدماغ إلى فقدان الذاكرة أو صعوبات في التفكير، ما قد يؤثر في قرارات الشخص وأحكامه.
وأشار الدكتور براون إلى أن إمكانية ظهور صعوبة أكبر في السيطرة على العواطف، أو إصابة المريض بالاكتئاب، فقد يعاني الذين أصيبوا بسكتة دماغية من "إحساسات غير عادية" في الجسم، يمكن وصفها بأنها شعور "بالوخز" في أحد الأطراف.
وأضاف: "قد يمسي الذين أصيبوا بسكتات دماغية أكثر انعزالاً. وقد يحتاجون إلى مساعدة في القيام بالأعمال المنزلية اليومية".
وأفاد الدكتور براون بأن "تلف الدماغ في الجانب الأيسر من الدماغ قد يسبب اضطرابات في الكلام واللغة."
خضوع الناجين من السكتات الدماغية لإعادة التأهيل
والجدير بالذكر أن معظم الناجين من السكتات الدماغية سيخضعون لإعادة التأهيل، لكن العلاج يختلف باختلاف الفرد.
وأكد الدكتور براون أن "الحفاظ على احترام الذات، والتواصل مع الآخرين والاهتمام بالعالم هي أجزاء أساسية من عملية التعافي."
ونصح الذين يعانون صعوبات في الكلام واللغة بممارسة المحادثة في أماكن مريحة، و"التحدث بالطريقة الفضلى لديهم"، حتى لو كان ذلك يعني الاعتماد على الإيماءات، موصياً باستخدام "بطاقات تلميح تعرض الكلمات التي يكثر استخدامها."