تربية القطط سبب في تغير تركيبها الجيني

علوم

تربية القطط سبب في تغير تركيبها الجيني

9 كانون الثاني 2023 21:19

تعود علاقة القطط بالإنسان، للزمن الذي استوطن فيه الهلال الخصيب وتحوّل من صيّاد إلى مزارع.

التدجين الأول:

وجدت دراسة جديدة في جامعة ميسوري أن أول عملية تدجين للقطط كانت قبل 10000 عام تقريباً، عندما اتجه الإنسان للزراعة واحتاج إلى بناء علاقة جيدة مع القطط التي ساعدته في مكافحة القوارض والآفات، قبل أن يبدأ البشر بالسفر حول العالم مصطحبين قططهم معهم.

وتقول عالمة وراثة القطط وأستاذة الطب المقارن في كلية الطب البيطري MU جيلبريث ماكلورن "ليزلي أ.ليونز": "بينما شهدت الخيول والماشية أحداث تدجين مختلفة تسبب بها البشر في أنحاء مختلفة من العالم، تحليل علم وراثة القطط في الدراسة يدعم وبقوة النظرية القائلة بأن أول تدجين للقطط من المحتمل أنه حدث فقط في الهلال الخصيب قبل أن يهاجر القطط آخذين القطط معهم".

وذلك بعد أن قامت ليونز بجمع وتحليل الحمض النووي من القطط في منطقة الهلال الخصيب وحولها، بالإضافة لعينات أخرى من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وإفريقيا، ومقارنة ما يقارب 200 علامة وراثية مختلفة.


التدجين والتركيب الوراثي:

كان لتدجين القطط أثراً واضحاً في اختلاف التركيب الجيني بين القطط حول العالم، وذلك بسبب الهجرة وانتقال الجينات من جيل إلى جيل.

وتقول ليونز: "بعد انتقال جينات القطط من جيل إلى جيل، أصبح التركيب الجيني للقطط الآن في أوروبا الغربية _ على سبيل المثال _ مختلفاً كثيراً عن التركيب الجيني للقطط في جنوب شرق آسيا، وهي عملية تُعرف باسم "العزلة عن طريق المسافة" ".

وتضيف ليونز: "القطط حيوانات شبه مستأنسة، فهي قادرة على البقاء والتزاوج بمفردها إذا تركناها طليقة بسبب سلوكياتها الطبيعية، لم نغير سلوكها كثيراً أثناء عملية التدجين، لذلك أثبتت القطط مرة أخرى أنها حيوان خاص".

صحة واحدة:

إن إجراء أبحاثاً في علم الوراثة على القطط قد يتيح للعلماء مستقبلاً استخدام القطط كنموذج طبي حيوي لدراسة الأمراض الوراثية التي تؤثر على كلٍ من القطط والبشر.

حيث قالت ليونز: "إن دراسات مثل هذه تدعم هدفها البحثي الأوسع المتمثل في استخدام القطط كنموذج طبي حيوي لدراسة الأمراض الوراثية التي تؤثر على كل من القطط والأشخاص مثل مرض الكلى متعددة الكيسات والعمى والتقزّم".

وأضافت ليونز: "تلعب الجينات المقارنة والطب الدقيق دوراً رئيسياً في مفهوم "صحة واحدة"، مما يعني أن أي شيء يمكننا القيام به لدراسة أسباب الأمراض الوراثية في القطط أو كيفية علاج أمراضها يمكن أن يكون مفيداً في يوم من الأيام لعلاج البشر المصابين بنفس الأمراض".

وأشارت عالمة الوراثة أنها تعمل حالياً مع عدد من الباحثين في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا لتطوير تجربة علاجية قائمة على النظام الغذائي من أجل التخلص من مرض الكلى متعددة الكيسات لدى جميع القطط ومن المحتمل تطبيق هذا العلاج على البشر في حال نجاحه.

وقالت: "إذا نجحت هذه التجارب فقد نتمكن من جعل البشر يجربون هذا العلاج كبديل عن العقار الذي قد يتسبب في فشل الكبد وآثار جانبية أخرى".

حيث وجدت ليونز وزملاءها في دراسة أجريت عام 2021، أن التركيب الجيني للقطط يشبه التركيب الجيني للبشر مما يجعل هنالك احتمالاً للاستفادة من نجاح التجارب العلاجية على القطط في علاج البشر أيضاً.

Science Daily