مصرف لبنان يتخلى عن دوره في حركة تسعير صرف الدولار

أخبار لبنان

على قارعةِ الانتظار..بكركي تبارك وصمت مطبق من قبل قيادات المعارضة

13 آذار 2023 09:17

كتبت صحيفة " اللواء " تقول : تحت ظلال غيوم عن معلومات ان المنطقة تحت تأثير منخفضات حرب لا تُبقي ولا تذر، بدءا من هجوم على إيران،يؤدي إلى تفجير الوضع في الشرق الأوسط

كانت تتحضر المنطقة لما يمكن وصفه بالحدث الدبلوماسي التاريخي، الذي لم يقتصر على اتفاق تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، بل تمدد إلى بدايات انفراج، ولو محدود، في التوتر الأميركي – الإيراني تمثل بالإفراج عن أسرى اميركيين في المعتقلات الإيرانية، الأمر الذي حرك إمكانية سحب الاصول المالية المجمدة في المصارف الأميركية، في إطار العقوبات المفروضة على إيران، قبل ان يسارع البيت الأبيض إلى اعتبار التقارير حول التوصل لاتفاق تبادل سجناء مع إيران «كاذبة»، وما زلنا نحاول الإفراج عن الرهائن، لكن ليس لدينا ما نعلنه الآن، حسب البيان الأميركي، وذلك في معرض الرد على ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي حول تبادل سجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.

ووسط أجواء التهليل لما يمكن ان يحمله الاتفاق بين الرياض وطهران على لبنان من اثار تفك أسر الرئاسة فيه، بعد مباركة بكركي، يزور الرئيس نجيب ميقاتي الصرح صباح اليوم، قبل سفره بعد غد الأربعاء إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس.

وكان ميقاتي قال أمس: ان الارتياح الذي قد ينجم عن هذا المسار لا بد ان ينعكس ايجاباً على كل المنطقة، ومن ضمنها لبنان.

ورأت مصادر سياسية مطلعة ان مفاعيل الاتفاق السعودي – الإيراني في ما خص لبنان يتطلب بعض الانتظار، لا سيما في ما خص التفاصيل، ومعرفة ما اذا كانت المباحثات تناولت حلحلة المشكلات العالقة، ومن بينها تعثر الحل في لبنان.

وقالت المصادر لـ«اللواء» انه من المبكر الحديث عن حلحلة محلية بعد الاتفاق، باعتبار ان الجزء الأساسي داخلي صرف ويتصل بكيفية انجاز التفاهم على الرئيس العتيد الذي تشكل مواصفاته محور خلاف كبير.

واوضحت أن المساعي حول التفاهم على انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية متواصلة، ولا سيما من قبل الرئيس نبيه بري على أن ردات الفعل على دعم هذا الترشيح تصل تباعاً اليه.

وفي حين تمضي التطبيقات الهوجاء في رفع سعر صرف الدولار باتجاه المائة ألف ليرة لبنانية، بقيت المصارف على موقفها من الإضراب غدا واضعة رؤوسها في رمال الازمات غير عابئة بما يترتب على ذلك من انعكاسات، بمعزل عن مجريات الانفراجات الاقليمية المقبلة.

وهذا الهريان في النظام المصرفي، بتخلي مصرف لبنان عن دوره في حركة تسعير صرف الدولار، وتركه للتطبيقات المخربة للاستقرار، فضلا عن ضرب البنوك عرض الحائط بوظيفتها ودورها في استعادة الثقة بالنظام المصرفي، مما يعني الاجهاز على ما تبقى من مقومات العيش الزهيد لدى المواطن.

اذاً، ما زال الاتفاق السعودي- الإيراني يخيّم على أجواء الحياة السياسية لجهة ترقب نتائجه وانعكاساته على دول المنطقة ومنها لبنان، لأن عنوانه الأساسي هو تهدئة التوترات والمشكلات الاقليمية، لكن ذلك لم يحُل دون إستمرار وجع الناس جراء تجاوز الدولار الأسود سعر 92 الف ليرة وما رافقه من ارتفاعات خطيرة لأسعار المحروقات والغاز والمواد الغذاية والاستهلاكية على أبواب شهر رمضان المبارك. كما لم يحرك الاتفاق اي مسؤول للتنازل عن شروطه ومعاييره ومواصفاته وتحالفاته لإنتخاب رئيس للجمهورية، بل انصبت معظم المواقف على الترحيب بالاتفاق السعودي- الإيراني، والتمثل بالدولتين للحوار للتوصل إلى حلول للأزمات القائمة. فيما لوحظت ندرة مواقف قيادات قوى المعارضة من الاتفاق لا سيما «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب.

وغرد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»: «عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطفٌ مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحةُ خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي تزيدهُ ترنُّحاً».

ومن جهة المعارِضة، بدا لافتا الصمت المطبق ازاء الاتفاق الإيراني- السعودي، لا سيما على المستوى القيادي، لكن توجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك إلى «الممانِعين، وقال عبر «تويتر»: تَعِبنا ونحن نقول لكم ارفعوا منسوب اللبناني في دمكم واحفظوا خطاً للرجعة. حذّرناكم من أنه عندما تدق ساعة التسويات الكبرى، لن تُستشاروا ولن يكون لكم مكان في قطار البراغماتية الإيراني حتى في عرباته الخلفية. هنيئاً لمن مرجعيته لبنان.

فيما غرد النائب أشرف ريفي عبر «تويتر»: استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وفق التعهّد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يمكن أن يكون بداية حقيقية في المنطقة.

وفي المواقف السياسية، اعتبر البطريرك الراعي في قداس الأحد أمس، ان «الجرم الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمّة هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تُطرح أسماؤهم للترشيح». وقال: فمن أين حقّ الفيتو؟ ومن أين الحقّ في فرض شخص؟ فإذا شئتم الحوار، فتعالوا بتجرّد واطرحوا حاجات البلاد اليوم داخليّاً وخارجيّاً، وصوّتوا يوميّاً كما يقتضي الدستور فيتمّ إنتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة.

وأضاف: والجرم الجرم الذي يرتكبونه هو افقارهم الشعب يوماً بعد يوم، وقتله بتجويعه ومرضه وحرمانه وانتحاره، وإذلاله، وإقحامه على هجرة الوطن. والجرم الجرم هو تفكيكهم أوصال الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة، وإداراتها العامة، وهو إهمال وهدر  مداخيل الدولة في الإدارات والمرافئ البحريّة والمطار وأبواب التهريب. طبعاً في ذهنيّة جميع المسؤولين عن هذه الأوضاع، لا يوجد أي شعور بالخطيئة أو إقرار بها أو وخز ضمير.

وقال: إنّنا نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة. وكم نتمنّى ونرجو أن تحصل عندنا في لبنان وصولًا إلى استعادة هويّته الطبيعيّة، أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة، لكي ينصرف إلى الدفاع عن القضايا العربيّة المشتركة، وحقوق الشعوب، والعدالة والسلام.

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ، قال حول الاستحقاق الرئاسي خلال الخلوة السنويّة الثانيّة لمركز «القوّات» في مدينة بشري: أن المعركة الرئاسيّة محليّة إلا أن هناك من يصر على ربطها بالتطورات الإقليميّة والدوليّة، الحل بيد النواب الـ128 الذين يمكنهم النزول اليوم قبل الغد إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهوريّة، وفي هذه الحال لا يمكن للخارج التأثير أبداً على مجريات الأمور إلا أن هناك من يطمحون لربط ملف انتخابات الرئاسة بالخارج كل لمصالحه ومآربه الشخصيّة والفئويّة غير الوطنيّة.

وأضاف جعجع: أننا مستمرون في ترشيح ميشال معوّض في الوقت الراهن إلا أننا منفتحون على التشاور مع قوى المعارضة في أي اسم بديل لديه المواصفات المطلوبة، ويمكنه توحيد صفوف المعارضة والحصول على 62، 63، 64 أو 65 صوتاً، ماذا وإلّا فالذهاب من مرشح إلى آخر والبقاء على نفس عدد الأصوات إنما هو عمليّة حرق أسماء لن ندخل فيها أبداً.

المصدر : صحيفة اللواء