إيناس كريمة: مغردون سعوديون يمعنون في الإساءة للمملكة

تقارير وحوارات

الإعلامية إيناس كريمة ترد على حملة المغردين السعوديين بشأن الإساءة إلى المملكة وتوضح حقيقة مواقفها السياسية

ندى درغام

15 آذار 2023 15:06

ردت الإعلامية اللبنانية إيناس كريمة، على حملة نظمها بعض المغردين السعوديين تتهمها بالإساءة للمملكة، بعد استحضارهم عدداً من منشوراتها السياسية السابقة حول قضايا خاصة بـ المملكة العربية السعودية وأمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله.

إيناس كريمة: مغردون سعوديون يمعنون في الإساءة للمملكة

وأكدت الصحافية الشهيرة خلال مساحة صوتية لـ سليم الحاج، قامت بـ إدارتها الناشطة آيلا البكري، وأدارت الحوار فيها الإعلامية نضال الأحمدية، بأنها تحترم كافة الآراء المعاكسة لآرائها ووجهات النظر الخارجة من عباءة الحياد، ما عدا تلك القائمة على التشويه بسبب الفهم الخاطئ والتسرع في إطلاق الأحكام الظالمة والعنصرية.

وأشارت إلى ضرورة قبول الآخر دون قولبته وتأطيره في جنسية معينة، أو تحريضه على التشبه بغيره أو الحديث بلسان حال نظرائه، قائلة: "لا مجال لـ (سعودة)  أي جنسية غير السعودية، لكل الشعوب الحق بـ أن تمتلك رأياً خاصاً حول قضايا أي بلد، وليس من حق أحد سعودة اللبنانيين أو غيرهم من الجنسيات الأخرى، نحن لسنا سعوديون، لذلك فـ لسنا مطالبون بـ الولاء والانتماء للمملكة ولكن من حق هذا البلد علينا الاحترام والحفاظ على أصول العلاقات بيننا، حاله حال كل الدول العربية، ومن حق هذا البلد ايضاً التحرك ضد كل ما يمسّ بـ أمنه وأمان شعبه، أما وجهات النظر، فـ لكل إنسان الحق المطلق في التعبير وتسجيل موقف تجاه قضايا الأوطان".

واستهجنت حملات الإساءة المُدارة ضدها والمقصود بها ترهيبها، مؤكدة أن هذا الأمر غير جائز وغير فعال، مضيفة: "أسلوب الترهيب والتخويف المتبع من قبل البعض، والمتمثل بـ نشر أجزاء من التغريدات غير فعَّال، لاسيما مع الأشخاص الأحرار المتمسكين بحريتهم لآخر نفس"، وأكدت على تقبلها لآراء السعوديين المختلفة في شتى القضايا اللبنانية، متابعة: "مقابل ذلك، جميع السعوديين يبدون آراءهم في كل ما يتعلق بـ الشأن اللبناني سواء بـ طريقة موضوعية أو بـ طريقة لاذعة، وأنا لا أعترض على ذلك، ولا أمانع مناقشتهم معنا لشتى القضايا المتعلقة بـ بلدي".

إيناس كريمة ترد على اتهامات الإساءة لقيادة المملكة العربية السعودية

وكشفت الإعلامية كريمة زيف الاتهامات الموجهة لها بـ التذبذب وتقلب الحال، وذلك من خلال الإضاءة على واجبها المهني في نقل وجهات النظر المختلفة دون تحيّز.

حيث ردت على سؤال حول رأيها بـ استغلال البعض منشوراتها القديمة للإيحاء بـ معارضتها لقيادة وسياسة المملكة العربية السعودية، قائلة:" من خلال التدقيق في مجمل ما تم نشره، يتبين أن المغردين اعتمدوا الاستنسابية في اختيار التغريدات الخاصة بي، حيث أنهم، ولغايات مشبوهة، قد ابتعدوا عن التغريدات المتضامنة مع المملكة والمدافعة عنها، والتي تتحدث بـ موضوعية عنها، بل ذهبوا إلى اختيار بعض التغريدات المبنية على مواقف محددة من ملفات محددة وتعليقات وردود على آخرين".

وبينت خلّو التغريدات المُستخدمة ضدها من أي موقف مسيء أو سلبي ضد المملكة، قائلة:" إضافة إلى أن جميع التغريدات التي أوردوها كمستمسك ضدي، لم تحتوي على أي موقف سلبي من المملكة العربية السعودية، فلم أفهم المقصود من هذه الهجمة ضد من يشيد دائماً بـ إنجازات المملكة وتقدمها ويزهو بإصلاحاتها التي لا تخفى َعلى أحد".

وعن رأيها بـ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، أكدت الصحفية كريمة أنها ليست في موقع تقييم لأحد، هو قائد في بلده، ولطالما شعبه يعيش بخير، فكلنا بخير! واكتفت بـ القول أن بن سلمان هو "شخصية قيادية، مرنة جداً، وذكية جداً جداً."

إيناس كريمة تتحدث عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله

وعند سؤال الصحافية إيناس كريمة عن إشادتها السابقة بـ أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، والتي استغلها المغردون السعوديون في حملتهم ضدها على هامش الخلاف السعودي الكبير مع الحزب، أوضحت الإعلامية اللبنانية أن الخلاف لا يمنع الاحترام.

وأضافت:" رغم اختلافي مع الحزب سياسياً، إلا أنني لا يمكن أن اعتبره عدواً لي، فهو جزء من النسيج اللبناني، ومن هنا فإنني أميز في تعليقاتي ورغم الخلاف، بحسب المواقف والمواضيع فإن كان هناك موقف محق من قضية معينة فسأدعمه بالتأكيد إن صدر عن السيد نصر الله أم عن غيره".

وتابعت:" وكل تغريداتي التي أشدت فيها بمواقف محددة للسيد نصر الله، كان مردها لخطابات عن الأزمة اللبنانية، حاول خلالها نزع فتيل التوترات وتقديم الحلول وعدم التصعيد، ووجدت فيها موقفاً يصب في مصلحة لبنان، فعبرت عن رأيي الإيجابي بكل صراحة، في الوقت الذي نجد بعض السياسيين يصبون الزيت على نار الانقسام اللبناني".

واستطردت بـ القول: "أؤكد بأن أي من تغريداتي لم تتضمن إشادة بـ الحزب أو أمينه العام في أي موقف صدر عنه بحق المملكة، بل نقلت دوماً على حسابي موقف الحكومة الرسمي من المملكة، وأعيد وأكرر بأنني أبني تعليقاتي على مواقف من ملفات محددة تصدر عن أي شخص دون أن يكون ذلك إشارة إلى تأييدي لباقي سياسات هذا الشخص".

إيناس كريمة تؤيد القضايا الإنسانية لا التوجهات السياسية للمعارض السعودي عمر عبد العزيز الزهراني

وأوضحت كريمة النقاط التي تجمعها بـ المعارض السعودي عمر عبد العزيز الزهراني وخلفيات تأييدها له، مُعلقة: "أستغرب الهجوم الحاد الذي تعرضت له من التغريدات التي أشدت فيها ببعض مواقف عمر عبد العزيز، لأن من آثار هذا الأمر كان يقصد تشويه موقفي الحقيقي من المملكة وقيادتها، وضرب المودة بيني وبين الشعب السعودي، ولم يدرك أنني أيدت بشدة موقف عمر في بعض المواضيع والتي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بموقفه الشخصي من قيادة المملكة والذي لا شأن لي به".

وكشفت عن الظروف التي جمعتها بـ المعارض السعودي بـ القول: "تفاعلت معه خلال حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، التي جاءت رداً على الإساءة للنبي محمد صلّى الله عليه وسلم، وهذه حملة محقة، كان خطاب عمر عبد العزيز فيها قوياً وداعماً بقوة، ولهذا السبب أيدته في هذا الموقف تحديداً ولا شأن لي بتوجهاته السياسية ولا يهمني خلافه السياسي مع أي كان".

وعن كيفية دعمها لشخصية مثل عمر عبد العزيز الزهراني رغم اختلافها معه في السياسة، أجابت:" كثيرون هم الذين لا أتفق معهم بالموقف السياسي في لبنان وخارجه ولكن إن دعموا أو نشطوا في حملة كـ حملة الرد على الإساءة للرسول أو في أي قضية تمسّ مشاعري الوطنية أو الدينية أتوافق سأدعمهم بغض النظر عن الخلاف السياسي".

وتابعت:" إضافة إلى ذلك فـ إن معارضة عمر عبد العزيز هي مشكلته ولا تعنيني مطلقاً، حتى أبرر موقفي وأتحمل نتيجة هذه المعارضة التي تخصه ولا تخصني، فـ المعارض في لبنان لا شأن لي به فكيف إن كان من خارج لبنان، لا سيما وأن مفهوم المعارضة بالنسبة لنا مختلف، ونحن نعيش مع بعضنا ونختلف كثيراً والأمر جداً مختلف، وأؤكد أنني أتخذ مواقفي بحسب المواضيع المطروحة وموقف كل شخص منها دون النظر إلى خلفياته، فـ عندما يدلي أحد من الذين أعتبرهم خصوماً سياسيين بـ موقف محق في قضية فلسطين مثلا أو قضية حساسة ومهمة للعرب سأدعمه في هذا الموقف تحديداً بغض النظر عن الخلاف السياسي وذلك لا يعني أبداً أنني بدأت أميل إلى توجهاته السياسية".

إيناس كريمة ترد على اتهامات تلصّقها بالمساحات السعودية

وخرجت الإعلامية اللبنانية عن صمتها إزاء الاتهامات الموجهة لها بـ "التلصق بـ المساحات السعودية"، كما ردت على المتطاولين عليها من خلال وصفها بـ (الحشرة)، مؤكدة أن هذا الكلام معيب وخالٍ من الاحترام، كاشفةً أنها دائماً ما تشارك في المساحات الصوتية السعودية بعد تلقيها دعوات من قبل السعوديين أنفسهم ضمن مواضيع تعزز الاحترام والمودة المتبادلة.

وتساءلت عن الأسباب التي قد تدفعها إلى التلصق بـ مساحات غير سياسية، مُضيفة:" هذا التخاطب ليس محموداً، فلماذا أكون لصيقة في مساحات ليست سياسية؟ وأولئك الذين اعتبروني مندسة، على أي أساس بنوا اتهاماتهم والمساحات كلها ليست سياسية؟ كل ما أقوم به هو الدخول إلى المساحة حيث نناقش معاً موضوعات مختلفة لا تمت للسياسة بـصلة، فأين المشكلة؟".

ورفضت الإعلامية إيناس كريمة محاولات البعض محاسبتها على آرائها وكتاباتها، موضحة أن لا حق لأحد بذلك أبدا، وذلك قبل أن تؤكد على وجوب إبحار المنتقدين في خبايا ومعاني اللهجة اللبنانية لفهم مقصدها، خاصة أولئك الذين لا يتعاطون السياسية.

وحرصت الإعلامية اللبنانية إيناس كريمة على شكر اللبنانيين الذين دعموها وساندوها في توضيح موقفها، كما شكرت السعوديين الذين أتاحوا لها الفرصة لتوضيح التغريدات المتداولة، ودافعوا عنها مؤكدين على احترامها للمملكة وشعبها في مجمل خطاباتها، ولفتت بشكل حازم الى أن هذه المساحة "مرة لكل مرة"، قبل أن تشير إلى وضوح مواقفها السياسية من خلال مقالاتها الثابتة وعلاقاتها مع الشعب السعودي، وفي حال خدشت تغريداتها بشكل أو بآخر شعور المواطن السعودي، طلبت الكاتبة اللبنانية من المستائين منها عدم مؤاخذتها، معلقة:" ما يواخذوني".

وأكدت أنها لا تُسقط الإساءة الموجهة لها ولشريحة واسعة من اللبنانيين من قبل بعض السعوديين على المجتمع السعودي بـ أكمله ولا على القيادة السعودية، مؤكدة أن اللبناني واعٍ ويعلم بـ وجود أشخاص متفلتين يرمون الناس بغير وجه حق وأن هؤلاء قلّة، لا تمثل الشعب السعودي بـ أكمله.

وأشارت الصحافية اللبنانية إلى قدرة مجال الإعلام على استيعاب كافة الطروحات السياسية على اختلافها، بـ معزل عن شخصنة هذه الطروحات أو تبنيها كـ مواقف شخصية، قائلة: "الإعلام مجال واسع لجميع الأفكار والآراء والمواقف والطروحات من مختلف المشارب السياسية، أما التوجه لرأي واحد أوحد فهو تسويق مباشر ولا يمكن أن يسمى إعلاماً".

وتابعت:" عملي يقتضي مني الأمانة في سماع مختلف الآراء وطرح أفكاري بأمانة عبر مساحات ولقاءات افسحت المجال للتعبير عن الرأي دون تبنيه، وكل ذلك مع معرفتي الأكيدة بأن القيادة السعودية لا تعمل لقمع الحريات ولا تسعى لكم الأفواه، ويتضح ذلك من القرارات والمساعي والجهود التي منحت الكثير من الحريات في المجتمع السعودي، وهذا التوجه لدى قيادة المملكة يعاكس ما يقوم به بعض المغردين السعوديين من التهجم على كل رأي مخالف، وحتى التهجم على من يستضيف صاحب أي رأي مخالف ولو كان لا يتبنى ولا يؤيد موقفه".

وأوضحت كيفية انعكاس السلوك غير المدروس من قبل النشطاء السعوديين بـ صورة سلبية على المملكة، مضيفة:" هذا السلوك والتحريض الذي يتبعه عدد من المغردين السعوديين في ظنهم أنهم يحملون راية الدفاع عن المملكة هو في الحقيقة إمعان في الإساءة لها وتشويه لسمعتها وتصويرها كمملكة القمع لكل من يدلي برأي يخالفها، وكل من لا ينسجم مع سياساتها، وهذا الأمر لا صحة له".

واستشهدت بـ المصالحة الخليجية، وكيفية ترفّع السعودية عن خلافها مع بعض الدول العربية وإعادة العلاقات الاخوية بينها، مستطردة: "قد رأينا اليوم كيف أعادت المملكة العلاقات الديبلوماسية مع إيران بعد سنوات القطيعة، ليثبت ذلك بأن القيادة تعمل لرفع شأن المملكة عبر التسامح واحترام رأي الآخرين، والبعض من المغردين يحاربون هذه التوجهات ويصرون على منطق الحقد وتظهير الخلافات وإثارتها عن عمد أو عن جهل مطبق".

إيناس كريمة ترد على المغردين السعوديين

وردت كريمة على إعادة تداول تدوينتها المقتضبة حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والتي قالت فيها "اللهم إني أعوذ بك من الأغبياء الذين يملكون مالاً وسُلطة! رحمك الله خاشقجي"، وعلى تساؤل أحد المغردين عن إمكانية اعتذارها عنها.حيث أكدت على امتلاكها القدرة على الاعتذار في حال أخطأت، قبل أن تؤكد على أنها قارئة سياسية بـ خلاف الكثير من النشطاء.

وأضافت: "الاعتذار شجاعة وأنا أملكها حين أكون مخطئة إلا أنني أعيد التذكير بأن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان سبق أن وصف هذه الجريمة بالبشعة وسبقت المملكة أن حاكمت مسؤولين رفيعي المستوى لتورطهم بهذه الجريمة التي لا يمكن أن يقبلها إنسان عاقل".

وذكّرت متداولي هذه التغريدة بـ تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول اغتيال الصحافي المعارض وكيفية تعاطيه بـ قبضة من حديد مع المتورطين في هذه الجريمة، مضيفة:" وأعيد تذكير جهابذة المغردين الذين استحضروا تغريداتي عن هذه الجريمة بأن ولي العهد السعودي كان قد رد في حوار سابق مع شبكة سي بي إس الأمريكية على سؤال عن إمكانية حدوث تلك الجريمة دون علمه، بالقول: (لدينا 20 مليون مواطن، وثلاثة ملايين موظف)، وحين سأله المحاور، (وهل بإمكانهم استخدام إحدى طائراتكم)، أجاب بن سلمان: (لدي مسؤولون ووزراء، ولديهم "أعمالهم" ولديهم "السلطة" للقيام بذلك)".

واختتمت حديثها قائلة:" فأعوذ بالله من الأغبياء الذين يملكون مالاً وسُلطة، ومن المغردين الذين يسيئون وهم في ظنهم يدافعون". 

النهضة نيوز