الورم "الأرومي الدبقي" هو أكثر أنواع أورام المخ شيوعاً عند البالغين، وهذا المرض قاتل بنسبة 100٪ ولا يوجد علاج له، مما يجعله أكثر أنواع السرطانات خطورة، وقد حفز هذا التشخيص السيئ الباحثين وجراحي الأعصاب على محاولة فهم بيولوجيا هذا الورم بهدف إيجاد علاجات أفضل.
علاج الورم الأرومي الدبقي من خلال ظاهرة "الفيروبتوس"
وجد الدكتور "دومينيك هيغينز" أستاذ مساعد في قسم جراحة المخ والأعصاب، مع فريق من الباحثين في جامعة كولومبيا، أن الخلايا السرطانية للورم الأرومي الدبقي حساسة بشكل خاص لظاهرة تسمى الفيروبتوس "ferroptosis" والتي تعني موت الخلايا المبرمج، وهو يرتبط ببيروكسيد بعض الأحماض الدهنية، وكلما زادت كمية الأحماض الدهنية غير المشبعة في الخلية زادت مخاطر تأكسدها، ويمكن أن يحدث عن طريق إزالة بعض الأحماض الأمينية من النظام الغذائي.
إزالة الأحماض الأمينية من الغذاء تقتل خلايا الورم الأرومي الدبقي
وقال الدكتور هيغينز: "أولاً، وجدنا أنه عندما نتخلص من بعض الأحماض الأمينية من نماذج حيوانية، فإن خلايا الورم الأرومي الدبقي تكون أكثر عرضة للموت بسبب ظاهرة الفيروبتوس، ثانياً، وجدنا أن إزالة هذه الأحماض الأمينية تجعل الدواء أكثر فاعلية في إحداث ظاهرة الفيروبتوس في الخلايا السرطانية"، ونُشرت النتائج التي توصلوا إليها في مجلة نيتشر Nature.
هذا وتحتوي كل خلية على ميزات أمان معينة لمنعها من التعرض لداء الفيروبتوس بطريقة غير متوقعة، ويعتبر نوعان من الأحماض الأمينية، وهما السيستين والميثيونين، ضروريين لمنع العملية من البدء في الخلايا، وعادة ما نلتقط هذه الأحماض الأمينية من خلال نظامنا الغذائي.
ميزة التدمير الذاتي للخلايا لعلاج الأورام السرطانية
يعتبر داء الفيروبتوس نوعاً من موت الخلايا المبرمج أو عملية بيولوجية تؤدي إلى "التدمير الذاتي" للخلايا بناءً على التعليمات، حيث لا تحتاج أجسامنا إلى قتل الخلايا إلا في حالة الضرورة القصوى، لذلك يتم التحكم في هذه العملية بإحكام بواسطة آليات بيولوجية معينة، ومع ذلك، بدأ الباحثون الآن فقط في فهم هذه العملية لأنه لم يتم التعرف على الفيروبتوس إلا قبل عقد من الزمان فقط.
وقال هيغينز: "إن الاكتشاف الأخير للفيروبتوس يضيف الكثير من الإثارة، إنها حقاً مجموعة من الأبحاث سريعة النمو، ونجد أنها مهمة جداً للعديد من العمليات البيولوجية، وليس فقط في حالات الإصابة بالسرطان".
المصدر: مجلة نيتشر